Skip to main content

الخطية والكفارة

الخطية والكفارة في الإسلام والمسيحية - تأثير الخطية على الإنسان

الصفحة 6 من 17: تأثير الخطية على الإنسان

 

تأثير الخطية على الإنسان

قال العالم الإنكليزي هاكسلي: ·لا أعلم أن هناك دراسة انتهت إلى نتيجة تعسة للنفس كدراسة تطور الإنسانية. فمن وراء ظلام التاريخ، تبين أن الإنسان خاضع لعنصر، وُضع فيه، يسيطر عليه بقوة هائلة.. إنه فريسة واهنة عمياء لدوافع تقوده إلى الخراب، وضحية لأوهام لانهائية جعلت كيانه العقلي همّاً ثقيلاً، وأفنت جسده بالغموم والمتاعب. ومنذآلاف السنين لا يزال هو هو. يقاتل ويضطهد، ويعود ليبكي ضحاياه، ويبني قبورهم.

وهل يحتاج أحد إلى هذه الشهادات الصارخة، الآتية عبر التاريخ، لكي يلمس هذه الحقيقة؟ ألا يكفي أن ينظر الإنسان إلى أعماق نفسه، ويتحسس ميوله ونزواته، ليعلم أن ناموس الخطية ساكن فيه؟

يكفي أن نلقي نظرة على المجتمع البشري لنلمس في كل إنسان هذه الحقيقة، وهي أن الجميع فسدوا ورجسوا في أفعالهم - مزمور 14:1- الجميع خلوا من صورة الله، التي كانت لآدم قبل السقوط ·كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ - إشعياء 53:6.

إن وجود الخطية في حياة كل إنسان أمر لا يجهله أحد، لأن فساد الطبيعة البشرية ظاهر للحس، في عجز الإنسان عن حفظ الشريعة الأدبية والفشل، إن كانت لا تتلقى معونة الله بالروح القدس. مما يؤكد لنا خلو نفس المرء من البر الأصلي، الذي كان للإنسان الأول قبل السقوط.

يكفي أن نلقي نظرة عابرة على تاريخ الجريمة عبر الأجيال، لكي نجد الدليل الحاسم على فقدان الإنسان طبيعة الصلاح، وأخذه طبيعة الفساد. وأول ما ظهرت طبيعة الفساد الموروثة، كان في الجريمة الأولى التي اقترفها قايين حين قتل أخاه هابيل. ولماذا قتله؟ أليس لأنه كان شريراً؟ ولماذا يخاصم أحدنا الآخر؟ أليس لأن طبيعة الشر متأصلة فينا؟ لماذا تحارب أمة أمة، أليس بفعل شر الأفراد حينما يتكَّتلون؟

أجرة الخطية

قال الله لآدم: ·وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا، لِأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ - تكوين 2:17. ونقرأ أيضاً في حزقيال 18:20 ·اَلنَّفْسُ التِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ ونقرأ في الرسالة إلى رومية 6:23 ·لِأَنَّ أُجْرَةَ الخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ. وقد مات آدم وحواء روحياً، حين سقطا وانفصلا عن الله، وفقدا تلك الشركة الروحية المقدسة مع الرب الإله. وتبعاً لذلك، فقدا الشوق للمثول في حضرته عند هبوب ريح النهار، فاختبأا من وجهه في وسط أشجار الجنة - تكوين 3:8- ولعلهما شعرا بالوهن الجسدي والمرض والانحلال، فتذكرا إنذار الرب ·يوم تأكل منها موتاً تموت!.

وانه لأمر مروع حقاً أن يرتسم عقاب عصيانه أمام عينيه! ولكن هل خسرت العائلة الأولى امتيازاتها، كل امتيازاتها؟ وهل ضاع الرجاء في عودة الإنسان إلى الفردوس الذي أضاعه بسبب الخطية؟ وهل انتزعت منه طهارته إلى الأبد؟... كلا! لأن الله محب، إنه هو ذاته محبة. ومحبته غنية في الرحمة، وعنده غفران كثير. فالمحبة تحركت في قلبه، وحركت معها الحنان، الذي لا يسر بموت الخاطئ. فأخذ الرب الإله دور المنقذ الفادي في شخص يسوع المسيح، الكلمة الذي كان في البدء عند الله. وأول ما صنعته محبة الله هو ستر عري آدم وحواء، فصنع لهما أقمصة من جلد وألبسهما - تكوين 3:21- وبذلك كرس الرب الإله عهد الكفارة.

الكفارة في الإسلام
الصفحة
  • عدد الزيارات: 42295

راديو نور المغرب

تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457

شهادات صوتية

تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.

إستمع واقرأ الإنجيل

أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.

شهادات بالفيديو

تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.