نعم إنه يحبّ جميع الناس لأن "الله محبة" (1يوحنا 8:4). فالمحبة جزء من طبيعة الله وإحدى ميزاته الرئيسة. فلا فرق عنده بين أسود وأبيض وبين أصفر وأسمر، ولا تهمه خلفيته الثقافية والدينية، ونراه عبّر عن محبته في كلّ ما عمله للبشر. فهو الذي خلق الكون وشكّل الأرض بطريقة رائعة جدا، وأعطى الإنسان الصحّة وأسس الرابط الزوجي بين الرجّل والمرأة.
"التفتوا اليّ واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأني أنا الله وليس آخر" (أشعياء 22:45). إن مبادرة الله لخلاص الإنسان دائما حاضرة ومتوفرة في كل الحقبات التاريخية، وبالمقابل الخطية وبدهاء كبير دوما تريد أن توقع بالإنسان لتبعده عن الخالق الذي أحبه وأراد له أن يحيا معه الى الأبد. وبين هاذان الطرحان على الإنسان أن يقرر في أي إتجاه سوف يسير وبين أي جماعة يريد أن يحيا، فبوق الله الرائع ينادي وبصوت عظيم، تعال أيها الخاطيء لنبع الحياة لأعطيك فرصة من جديد لكي تحيا تحت مظلة الغفران. إذا كنت واقفا متحيرا بين الكثير من الطروحات، فالله الجالس على العرش يقدّم نفسه عبر المسيح الذي أعطانا مثالا للتكريس المقبول عند الله، فالمسيح:
لقد وضع الله في قلب الإنسان أشواق نحو الخلود الأبدي، لهذا فكل الشعوب تبحث عن الطريق إلى الحياة الأبدية، وكل فرقة أو مجموعة تظن أنها سالكة في طريق الله، وبأنها ستكون في محضر الله بعد الرقود أو الموت الجسدي. فمنها من تقدّم الذبائح الحيوانية استرضاء للخالق، ومنها من تعبد أصناما قد صنعت بالأيدي، ومنها من تسجد لأنواع من الحيوانات، وأيضا نجد جماعة تظن بأنها تعبد الله الواحد، وتضع لنفسها طقوس أرضية غير لائقة تمزجها مع فكر الله.
الخطية التي يرتكبها الإنسان بإتجاه الله تنتج إنفصالا حقيقيا وتيهانا جديا من الإنسان نفسه عن خالقه، فيصبح في حالة موت روحي الذي يمنعه من الإقتراب مجددا من العزة الإلهية، فيقبع في ساحات التمرد وفي أودية الإبتعاد والتقهقر النفسي والجسدي والروحي،
"لأنكم إن لم تؤمنوا أني أنا هو تموتون في خطاياكم" (يوحنا 24:8). الجميع يسأل من هو يسوع المسيح؟ هل هو نبي؟ أو هو ابن الله أو هو الله بنفسه؟ أو هو رجل عادي قد مرّ عبر التاريخ، هل هو عيسى التي ولدته أمه مريم تحت النخلة فسمي بعيسى ابن مريم. من هو هذا الرجل الذي أوقف البحر بكلمة من فمه، ومن يكون من أقام أليعازر من بين الأموات، والذي شفى الأعمى، وهزّ عروش الملوك، من هو هذا؟