الخطية والكفارة في الإسلام والمسيحية - ثلاثة أسماء للخطية: الخطية والإثم والبهتان
في هذه الآية ثلاثة أسماء للخطية: الخطية والإثم والبهتان، وقد ميز بينها الإمام الرازي بالتفسير التالي:
أ - الخطية هي الصغيرة، والإثم هو الكبيرة.
ب - الخطية هي الذنب القاصر على فاعلها، والإثم هو الذنب المتعدي إلى الغير، كالظلم والقتل.
ج - الخطية ما لا ينبغي فعله، سواء كان بالعمد أو بالخطأ، والإثم ما يحصل بسبب العمد.
أما البهتان، فهو أن ترمي أخاك بأمر منكر وهو بريء منه. واعلم أن صاحب البهت مذموم في الدنيا أشد الذم ومعاقب في الآخرة أشد العقاب.
10 - الشر، كقوله: ·وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَراً يَرَهُ - سورة الزلزلة 99:8.
أخرج أبو الجعفر الطبري عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن يحيى بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص: قال أنزلت هذه السورة وأبو بكر الصديق قاعد، فبكى حين أنزلت. فقال رسول الله: ما يبكيك يا أبا بكر؟ قال تبكيني هذه السورة، فقال له رسول الله: لولا أنكم تخطئون وتذنبون فيغفر الله لكم، لخلق الله أمة يخطئون ويذنبون فيغفر الله لهم.
11 - السيِّئة، كقوله: · وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ - سورة النمل 27:90.
قال ابن عباس: لما نزلت هذه الآية شقَّت على المؤمنين مشقَّة شديدة، فقالوا لمحمد: وأي منا لم يعمل سوءاً، فكيف الجزاء؟ فقال أن الله وعد على الطاعة عشر حسنات وعلى المعصية الواحدة عقوبة واحدة. فمن جوزي بالسيئة نقصت واحدة من عشرة، وتبقى له تسع حسنات.
12 - السوء، كقوله: ·مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلَا نَصِيراً - سورة النساء 4:123.
13 - الفساد، كقوله: ·لَيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الفَسَادَ - سورة البقرة 2:205.
14 - الفسق، كقوله: ·وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ - سورة البقرة 2:99.
15 - البهتان، كقوله: ·مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ - سورة النور 24:16.
وهناك كلمات أخرى كثيرة تعبّر عن الخطية، يضيق بنا المجال لذكرها مع قرائنها كما وردت في القرآن.
- عدد الزيارات: 45614