Skip to main content

الخطية والكفارة

الخطية والكفارة في الإسلام والمسيحية - لزوم الفداء

الصفحة 14 من 17: لزوم الفداء

 

لزوم الفداء:

1 - الحاجة إلى الخلاص: مما جعل الفداء، ليس مجرد حاجة جماعية، بل هو حاجة كل إنسان على حدة، لأن الإنسان هالك. وقد تساءل المسيح: ·مَاذَا يُعْطِي الْإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟ - متى 16:26- أي أن ليس لديه ما يستطيع فداء هذه النفس. وكذلك لا يستطيع أن يفدي أخاه، فقد قال الله بفم داود: ·ا لْأَخُ لَنْ يَفْدِيَ الْإِنْسَانَ فِدَاءً، وَلَا يُعْطِيَ اللهَ كَفَّارَةً عَنْهُ - مزمور 49:7.

أما من جهة التوبة، ففي قلب كل إنسان شعور طبيعي بديهي بأنها لا تستطيع رفع خطاياه السالفة، ولا بد من وسيلة أخرى لنوال الصفح. وهذه الوسيلة هي الفداء. وإلا فبماذا نعلل وجود الذبائح، منذ القديم القديم، وانتشارها بين معظم أديان العالم؟ أليس لأن مبدأها موافق لما يشعر به قلب الخاطي من الحاجة إلى الفداء؟

ويقيناً أن طبيعتنا الأدبية، لتحملنا على احترام ما تطلبه القداسة حتى ولو كانت سيرتنا مخالفة لها، ويحس كل منا بأن ضميره لا يطمئن بالنجاة من عقاب خطاياه السالفة بأي طريق غير التبرير بواسطة الفداء.

2 - البرهان العقلي: وصورة هذا البرهان أن الله قدوس والإنسان خاطئ، وأن خطية الإنسان ضد القداسة الإلهية. فهي تستحق الدينونة، ولا يصح أن تُغفر إلا إذا أُزيل حكم الدينونة، في أن يحمل عن الخاطي جرمه. لأنه لو صار صالحاً بالتوبة، لا يزيل صلاحه الحكم عن الخطايا السالفة. ولو غفر الله له بدون فداء، لا يبقى عنده إكرام لشريعته، ولا اعتبار لقداسته. لذلك كان الفداء أمراً محتماً لرفع دينونة الخطية، وبالتالي إظهار صفات الله في كمالها المطلق.

3 - موافقته لاحتياج الإنسان الأدبي: فالإنسان له طبيعة أدبية، وضميره يعلّمه سموَّ العدل والقداسة. وإذا اقتنع بالخطية ولم يعرف كفارة انزعج ضميره. أما الغفران بواسطة الفداء فيوافق ضمير الإنسان، ويسد له احتياجاته الأدبية.

4 - موافقته لمقتضى الشريعة: لأن الشريعة تطلب قصاص المذنب. والشريعة التي بدون قصاص ليست بشريعة صالحة. وبديهي أن القصاص ضروري في إزاء شرف مطاليب الشريعة. وواضح أن الغفران بدون فداء معناه إهلاك الشريعة وملاشاتها. وهذا مغاير لقول المسيح: ·فَإِنِّي الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ لَا يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الكُلُّ - متى 5:18. وهناك حقيقة يجب ذكرها، وهي أن الغفران بدون كفارة بمثابة القول إن الخطية لا تستحق العقاب، مع العلم أنها إهانة لقداسة الله وعدله.

5 - ذكره في الديانة الإلهية: فلو كان لا لزوم للفداء لما أدرجه الله في كلمته المقدسة، إذ قال بفم المسيح: ·وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الحَيَّةَ فِي البَرِّيَّةِ ه كَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ا بْنُ الْإِنْسَانِ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ - يوحنا 3:14، 15.

6 - مقتضى الحكم الأدبي: فالله باعتبار كونه حاكماً أدبياً، وجب أن يراعي نظام حكمه، فلا يقر العصيان والتشويش في الكون الأدبي الذي يحكمه. ولا يرتضي بأن يُهان بكسر وصاياه دون أن يحاسب المعتدين ويحكم عليهم بالقصاص للخطية وغضبه على الإثم. وإنما لكي يكرم شريعته فتح باب المصالحة للمذنبين.

7 - وجوده في الديانات: مما يبين أن ضمير كل إنسان يطلب الفداء، ولا يكتفي بمجرد التوبة عن الخطية. بل يطلب كفارة وطريق التكفير سفك الدم المذبوح عن المذنب. وكل ذلك دليل على لزوم الفداء.

الأعمال الصالحة والغفران
الصفحة
  • عدد الزيارات: 42263

راديو نور المغرب

تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457

شهادات صوتية

تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.

إستمع واقرأ الإنجيل

أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.

شهادات بالفيديو

تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.