الخطية والكفارة في الإسلام والمسيحية - خلاصة ما تقدم
خلاصة ما تقدم
1 - يقوم خلاص الإنسان على الفداء، الذي ليس هو مجرد فلسفة نظرية، بل هو حقيقة عملية لا بد منها لرفع الخطية عن الإنسان الساقط كدَيْن وكفساد.
2 - كلنا نسلّم بأن آدم سقط، وأن سقوطه لحق الجنس البشري بأكمله، لأن آدم كان نائباً عنه وممثله في الامتحان الإلهي. لهذا دبرت محبة الله أن ترفع الخطية عن الإنسان، الذي خلقه الله على صورته كشبهه بواسطة نائب عن الجنس البشري. وكان من الضروري أن يعّبر هذا النائب عن قدرة الله ومحبته الكاملة، لخلاص الجنس البشري. ومثل هذا التعبير الكامل لا يمكن أن يصدر إلا عن الله نفسه. والله في محبته الكاملة للبشر شاء في المسيح أن يشارك البشر في اللحم والدم، لكي ينوب عنهم نيابة كاملة، ليصبح كما قال الرسول ·آدم الثاني. وكما ناب آدم الأول عن الجنس البشري في السقوط، ناب عنه آدم الثاني في الكفارة والفداء. فصار القول إنه بخطية آدم الأول دخلت الخطية إلى العالم، وإنه بفداء آدم الثاني، رفعت الخطية عن العالم.
3 - يتحتم على النائب، أن يدفع الثمن كاملاً لرفع الخطية عن العالم. وقد دفعه المسيح فعلاً بموته الكفاري على الصليب، حيث حمل في جسده خطايانا. والذي يؤكد لنا لزوم الكفارة على الصليب، هو أن الذبائح الدموية القديمة قدم الإنسان، كانت ترمز إلى يسوع حمل الله.
ومن خصائص ذبيحة المسيح إنها ليس فقط ترفع الخطية عن الإنسان،بل هي تشفيه من الخطية كمرض أدبي. لأن كل من يقبل يسوع المصلوب تتجدد حياته ويصير فيه كره للخطية. وخصوصاً لأن الصليب فتح عيني ذهنه ليرى فعل الخطية الرهيب وعقوبتها المخيفة. ولهذا قال الرسول : ·إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ المَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ - 1يوحنا 1:7.
- عدد الزيارات: 45628