الخطية التي يرتكبها الإنسان بإتجاه الله تنتج إنفصالا حقيقيا وتيهانا جديا من الإنسان نفسه عن خالقه، فيصبح في حالة موت روحي الذي يمنعه من الإقتراب مجددا من العزة الإلهية، فيقبع في ساحات التمرد وفي أودية الإبتعاد والتقهقر النفسي والجسدي والروحي،
نعم إنه يحبّ جميع الناس لأن "الله محبة" (1يوحنا 8:4). فالمحبة جزء من طبيعة الله وإحدى ميزاته الرئيسة. فلا فرق عنده بين أسود وأبيض وبين أصفر وأسمر، ولا تهمه خلفيته الثقافية والدينية، ونراه عبّر عن محبته في كلّ ما عمله للبشر. فهو الذي خلق الكون وشكّل الأرض بطريقة رائعة جدا، وأعطى الإنسان الصحّة وأسس الرابط الزوجي بين الرجّل والمرأة.
في لحظة تجسد المسيح حين صار انسانا، نستطيع أن نتأمل بهذه الروعة وبهذا التواضع الذي لا مثيل له، ومن هنا أيضا نستطيع أن نلمس مدى عظمة هذا الإخلاء الذي يفوق المنطق والعقل ويمكننا أن نستنتج من هذا الحدث أن:
1- الطبيعة التي أخذها ترينا إخلاء لنفسه أيضا: على الرغم من أن الطبيعة التي أخذها بلا خطية، إلا أنها كانت عرضة للجوع والعطش والتعب والإلم والموت، وإن كان إصعاد الإنسان للإتحاد مع الله، تعظيما للإنسان، كذلك أن يأخذ الله طبيعة أدنى منه ليست سوى تواضع فائق وعظيم. تنازله إلى أرضنا وهو الذي سماء السموات لا تسعه" لأنه هل يسكن الله حقا على الأرض.