"كما أن ابن الإنسان لم يأت ليخدم يل ليخدم" (متى 28:20). هل تجد في العالم كله أحدا عنده كل مواصفات القوّة، إن كان من الناحية الروحية أو الجسدية وتجده لا يستعمل قواه من أجل أن يتحّكم بالآخر أو لكي يكون هو صاحب السلطان في كل شيء، هل تظن أن هذا الشخص موجود في العالم.
دائما نشاهد أمامنا رجال السلطة والأغنياء والعظماء في العلم والمعرفة وملوك الأرض الذين يجلسون على عروش وهمية مصنوعة من أيد بشرية، ينظرون إلى عامة الشعب بنظرة فيها تكبّر ودونية، فهم متمسكين في داخل جعبتهم بسلاح القوة والمال والعظمة فيفرضون رأيهم على الأخر ويحركون كل ما حولهم بحسب مزاجهم ومنطقهم الذي دائما ومع الأسف لا يكون الأفضل لغيرهم.
لقد تعاقب الكثير من الملوك عبر التاريخ، ولكل منهم قصة وحادثة البعض كانوا أمناء للعرش ولشعبهم وهم الأقلية، والبعض الآخر كانوا مستبدين لا يهمهم شيء في الحياة سوى أن يبقوا صامدين وراسخين على كرسي الملك لكي يملؤوا حقدهم الدفين على الجميع أو لكي يفرحوا بقسواتهم لشعبهم وهم الأكثرية، ولكنهم في النهاية جميعهم ماتوا حيث يذكرهم التاريخ من وقت لآخر ببعض الكلمات إن كانت مدح أو هجاء.