شبهات شيطانية حول إنجيل يوحنا - قال المعترض الغير مؤمن: ورد في إنجيل يوحنا 1: 51
قال المعترض الغير مؤمن: ورد في إنجيل يوحنا 1: 51 الحق الحق أقول لكم، من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان . وهذا غلط لأن هذا القول كان بعد معمودية المسيح وبعد نزول الروح القدس، ولم ير أحدٌ بعدهما أن السماء انفتحت، وملائكة الله صاعدة ونازلة على المسيح .
وللرد نقول بنعمة الله : معنى ترون تتأكدون، فليس معناها النظر بالعينين، بل العلم واليقين. وقوله السماء مفتوحة عبارة مجازية، كناية عن إغداق البركات (كما في مزمور 78: 23 و24) وفتح مصاريع السموات وأمطر عليهم منّاً للأكل . وأيضاً تدل على عمل معجزة لتأييد أمرٍ ما (متى 3: 16). وهي تدل هنا على معجزة. وفي هذه العبارة إشارة ظاهرة إلى السُّلَّم الذي رآه يعقوب في الرؤيا، وكانت الملائكة صاعدة ونازلة عليها (تكوين 28: 12).
وقوله: الملائكة صاعدة ونازلة فالملائكة جميعهم أرواح خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص (عبرانيين 1: 14).
ولا يخفى أنه قد تحقق قول المسيح من صعود ونزول الملائكة عليه. لقد خدمته الملائكة وقت التجربة في البريّة (مرقس 1: 13) ولما كان في البستان (لوقا 22: 43). بل كانت الملائكة حاضرة لما قام من الأموات، فالمسيح أوضح لنثنائيل أن الملائكة خدمته وقت تجسده، ووقت مكايد وحيل أعدائه، ووقت موته وصلبه وقيامته، مما دلّ على أنه الكلمة الأزلي.
اعتراض على يوحنا 2: 1 و2
انظر تعليقنا على مرقس 1: 12 و13
قال المعترض الغير مؤمن: نقرأ في يوحنا 2: 1-11 قصة تحويل الماء إلى خمر. فهل هذا تحليلٌ لشرب الخمر؟ وهل شرب المسيح خمراً؟ ولماذا قال المسيح (له المجد) للعذراء مريم: ما لي ولك يا امرأة؟ أما كان يمكنه أن يقول ما لي ولك يا أماه احتراماً للأمومة؟ .
وللرد نقول بنعمة الله : الواضح أن شرب الخمر كان مقبولًا عند اليهود، وقد كانوا يسكبون الخمر على الذبائح (خروج 29: 40). وكانوا يدفعون العشور منه للرب (تثنية 18: 4). وقد مُنع شربه على النذير الذي ينذر نفسه للرب خلال فترة نذره فقط (العدد 6: 3). كما مُنع على الكاهن أثناء إدائه خدمته في القدس (لاويين 10: 9). على أن السُّكر بالخمر هو الذي كان ممنوعاً (إشعياء 5: 11-17 و1كورنثوس 5: 11 و6: 10 وأفسس 5: 18 و1بطرس 4: 3).
وقد وُصف المسيح بأنه شرّيب خمر ومحبٌّ للعشّارين والخطاة (متى 11: 19 ولوقا 7: 34). ووصف بولس الخمر دواءً لتلميذه تيموثاوس كنصيحة طبية (1تيموثاوس 5: 23).
أما عن معجزة تحويل الماء إلى خمر، فهي أولى معجزات يسوع. وقول المسيح لأمه يا امرأة ليس إهانة، فقد كان هذا هو اللقب العادي الذي يحوي الرقة والمحبة. (قارن يوحنا 19: 26 لترى ذلك). غير أن المسيح لام على أمّه تعرّضها لعمله، فلم يكن لها حق أن تأمره أن يُجري عملًا لا يعمله إلا بإرادة أبيه السماوي، خصوصاً وأن ساعته لم تكن قد جاءت بعد (يوحنا 2: 4). ويكون معنى قوله لها هو: أماه ، ليس لك أن تشيري عليَّ بما يجب أن أعمله، فهذا بيني وبين أبي السماوي . فالمخلّص الرب هنا يقدم نصيحة بكل المحبة.
- عدد الزيارات: 32127