الكتاب المقدس صادق في نبواته - صيدون
2 - صيدون
قدم النبي حزقيال النبوة التالية على صيدون، زميلة صور، سنة 592-570 ق.م: حزقيال 28:
22 هكذا قال السيد الرب: هَأَنَذَا عَلَيْكِ يَا صَيْدُونُ وَسَأَتَمَجَّدُ فِي وَسَطِكِ، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ حِينَ أُجْرِي فِيهَا أَحْكَاماً وَأَتَقَدَّسُ فِيهَا.
23 وَأُرْسِلُ عَلَيْهَا وَبَأً وَدَماً إِلَى أَزِقَّتِهَا وَيُسْقَطُ الْجَرْحَى فِي وَسَطِهَا بِا لسَّيْفِ الَّذِي عَلَيْهَا مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ .
في هذه النبوة نرى الحقائق الآتية عن مدينة صيدون:
1 - لا ذكر لخرابها.
2 - دماء في شوارعها ـ آية 23 ـ .
3 - السيف عليها من كل جانب ـ آية 23 ـ .
ويقول جورج ديفس في كتابه نبوات تحققت تبرهن صحة الكتاب المقدس: تختلف النبوات التي جاءت عن صور عن تلك التي جاءت عن صيدون، فصور تُخرب لتكون صخرة جرداء لا تُبنى، أما صيدون فجاء عنها أن الدم يسيل في شوارعها، وأن جرحاها يسقطون وسطها، ويلاحقها السيف من كل جانب.. ولكنها لا تُخرب ـ 48 ـ .
لقد كان مصير صور وصيدون السياسي واحداً، فمن القرن الحادي عشر إلى القرن الرابع ق.م قبضت صور - بدون منازع من صيدون - على زمام السلطة على كل فينيقية، ونشر أسطولها التجاري شهرتها في كل الآفاق ـ 44 ـ فكانت سيدة وملكة البحر المتوسط. وفي القرن الرابع ـ سنة 351 ق.م ـ ثار الصيدونيون على ملك فارس الذي كانوا خاضعين له، وحصّنوا مدينتهم ضده بنجاح. ولكن ملكهم سلم المدينة، لينقذ حياته. ولما كان الصيدونيون يعرفون انتقام الملك الفارسي، فقد اختبأ أربعون ألفاً منهم في بيوتهم ثم أشعلوا فيها النار، لأن هذا الإنتحار عندهم كان أسهل من تعذيب الفارسيين. وهكذا كانت الدماء في شوارعها. ـ وتحققت نبوة حزقيال 28: 23 ـ . وفي مرات عديدة سالت الدماء في شوارعها، وجاء عليها السيف من كل جانب ـ 48 ـ .
ومع أن صيدون أخربت عدة مرات، إلا أن أهلها أعادوا بناءها. ويسكنها اليوم حوالي 25 ألفاً. سالت الدماء فيها مراراً، ولكنها بقيت قائمة حتى اليوم. وفي أثناء الحروب الصليبية وقعت في أيدي الصليبيين ثلاث مرات، واستردها المسلمون ثلاث مرات. وفي العصور الحديثة كانت موضع نزاع بين الأتراك والدروز، ثم بين الأتراك والفرنسيين، وفي سنة 1840 م اشتركت أساطيل بريطانيا وفرنسا وتركيا في ضربها ـ 48 ـ .
لقد كان تاريخ صيدون تاريخ الدم والحرب، لكنها بقيت إلى اليوم!
ومن هذا نرى بوضوح:
لم يكن عقل بشري منذ 2500 سنة يعقل أن صور ستنتهي وأن صيدون ستبقى وتجوز الأهوال، فقد كان الأقرب للحكمة البشرية أن يحدث العكس!
أن نبوة حزقيال اليوم تشبه من يتحدث عن لوس أنجيلوس وسان فرنسيسكو. أيهما تسقط وأيهما تبقى، أو هل تسقطان. أو هل تقومان، ولكن حزقيال بروح النبوة قال إن صور ستسقط وإن صيدون ستمرّ بتاريخ دموي، وهكذا كان!
- عدد الزيارات: 89309