الكتاب المقدس صادق في نبواته - فلسطين
12 - فلسطين
اللاويين 26: ـ 1520 - 1400 ق.م ـ .
31 َأُصَيِّرُ مُدُنَكُمْ خَرِبَةً وَمَقَادِسَكُمْ مُوحِشَةً، وَلَا أَشْتَمُّ رَائِحَةَ سُرُورِكُمْ.
32 وَأُوحِشُ الأرض فَيَسْتَوْحِشُ مِنْهَا أَعْدَاؤُكُمُ السَّاكِنُونَ فِيهَا.
33 وَأُذَرِّيكُمْ بَيْنَ الْأُمَمِ، وَأُجَرِّدُ وَرَاءَكُمُ السَّيْفَ فَتَصِيرُ أَرْضُكُمْ مُوحِشَةً، وَمُدُنُكُمْ تَصِيرُ خَرِبَةً .
حزقيال 36 ـ 592 - 570 ق.م ـ .
33 هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: فِي يَوْمِ تَطْهِيرِي إِيَّاكُمْ مِنْ كُلِّ آثَامِكُمْ أُسْكِنُكُمْ فِي الْمُدُنِ، فَتُبْنَى الْخِرَبُ.
34 وَتُفْلَحُ الأرض الْخَرِبَةُ عِوَضاً عَنْ كَوْنِهَا خَرِبَةً أَمَامَ عَيْنَيْ كُلِّ عَابِرٍ.
35 فَيَقُولُونَ: هَذِهِ الأرض الْخَرِبَةُ صَارَتْ كَجَنَّةِ عَدْنٍ، والْمُدُنُ الْخَرِبَةُ والْمُقْفِرَةُ والْمُنْهَدِمَةُ مُحَصَّنَةً مَعْمُورَةً .
في هاتين النبوتين نرى الحقائق التالية:
1 - تصير مدن فلسطين خربة ـ لاويين 26: 31،33 ـ .
2 - ستكون مقادسها موحشة ـ لاويين 26: 31 ـ .
3 - تُخرب البلاد ـ لاويين 26: 32، 33 ـ .
4 - يسكنها الأعداء ـ لاويين 26: 33 ـ .
5 - يتشتت سكانها ـ لاويين 26: 33 ـ .
6 - يلقى اليهود الإضطهاد ـ لاويين 26: 33 ـ .
7 - يعود السكان وتبنى المدن وتُزرع الأرض ـ حزقيال 36: 33 - 35 ـ .
درس جون أُركهارت تاريخ فلسطين بدقَّة، ودرس النبوات عنها. ولقد حذر الله اليهود منذ دخلوا أرض الميعاد أنهم لو قاوموا خطته لحلَّ بهم الخراب ـ لاويين 26: 31 - 33 ـ . وقد تحقق هذا عام 70 م عندما دمر الرومان البلاد وأهلكوا أهلها وأحرقوا الهيكل، وعلَّقوا صورة الخنزير على مدخل بيت لحم. ومنذ ذلك الوقت لم يقدم اليهود ذبيحة ليهوه! ـ النبوة 2 ـ . على أن السكان اليهود لم يُطرَدوا من فلسطين تماماً إلا سنة 135 م عندما صادر هادريان كل الأراضي وباعها لغير اليهود. وتغيَّر السكان بعد ذلك، لكنهم كانوا على الدوام من غير اليهود، معادين لليهود. ـ تحققت نبوتا 4 و 5 ـ .
على أن ترك اليهود للبلاد لم يتركها خربة، فقد عمرها الملاَّك الجدد. وعندما اعتلى الإمبراطور قسطنطين العرش بُنيت كنائس مسيحية على المواقع التي جاء ذكرها في الإنجيل، وسكن البلاد كثيرون حتى تعطل الغزو الفارسي بقيادة كسرى في القرن السابع، وحتى استغرق الحصار العربي لأورشليم أربعة شهور، كما أن أورشليم قاومت الغزاة الصليبيين في القرن الحادي عشر ـ 49 ـ .
ولم يجد رجال الآثار أيَّ أثر لليهود في فلسطين بعد عام 70 م، ولا حتى شاهد قبر يحمل كتابة عبرية. حتى مجمع كفر ناحوم صار حطاماً تحت الأنقاض ـ وهكذا تحققت نبوات 1، 2، 5 ـ .
وقد وصف مارك تواين فلسطين عام 1869 يقول: لا توجد قرية واحدة على امتداد 30 ميلاً من كل الإتجاهات. هناك تجمُّعات قليلة لخيام البدو، ولكن لا يوجد سكن دائم مبني. وقد يسافر الإِنسان عشرة أميال دون أن يلاقي أكثر من عشرة أشخاص! ـ وهكذا تحققت نبوة 3 ـ . وقد تحدث مارك تواين عن الجمال الرائع لتلك البلاد، وما توحيه من ذكريات خالدة، ولكنها مهجورة. ثم اقتبس تواين اللاويين 26: 32 - 34 وقال إن كل من يزور عين الملاحة عام 1869 لا يقدر أن ينكر أن هذه النبوة قد تحققت ـ 58 ـ .
وحتى في عام 1927 وصف أحدهم فلسطين أنها أرض خراب قاحلة ـ 51 ـ .
غير أن نبوة حزقيال التي قالها منذ 2500 سنة تحققت ـ النبوة رقم 7 ـ . وكمثال نرى صحراء النقب اليوم مزروعة خصبة ـ 14 ـ ونرى مدناً كثيرة مأهولة وعامرة بالناس.
ويقول بيتر ستونر أن فرصة تحقيق هذه النبوات هي واحدة من مائتي ألف فرصة ـ 42 ـ .
أما عن نبوة وأُجرّد ورائكم السيف ـ لاويين 26: 33 ـ فقد تحققت أيضاً. ففي القرن الثاني الميلادي ثار اليهود في كل من قبرص ومصر وبابل والقيروان، لكنهم مُحقواتماماً، ومُنعوا منعاً باتاً من الإِقامة في قبرص. وكان تصرُّفهم السيء مجلبة للنار على رؤوسهم، فقد ساعدوا الفرس على احتلال أورشليم في القرن السابع الميلادي، وقتلوا الأهالي المسيحيين والأسرى الفرس المسيحيين أيضاً. ونتيجة لذلك قتل بطرس الناسك الصليبي اليهود في ألمانيا لحماية الوطن المسيحي الأم . ولم يكن حالهم في إنجلترا أفضل، ففي مقاطعة يورك سنة 1200 قُتل منهم نحو 1500 يهودياً، وأُخذت ثروتهم وطُردوا من البلاد حتى حكم تشارلس الثاني. ولقد عوملوا معاملة طيبة في فرنسا، ولكن المعاملة تغيَّرت، فقُتلوا وأُلغيت الديون التي كانت لهم على الناس، كما جعلهم لويس الثامن عبيداً. وقامت ثورة ضدهم في باريس عام 1239. وحرموا من البقاء في فرنسا ما بين أعوام 1400 و 1749 ـ 49 ـ ، ولاقوا في إسبانيا ما هو أسوأ من ذلك.
ولنذكر ما جاء في الكتاب: الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله ـ رومية 3: 23 ـ . ولقد دفعوا ثمن رفضهم لمجد الله!
- عدد الزيارات: 89458