Skip to main content

ثقتي في التوراة والإنجيل المقدس

الكتاب المقدس صادق في نبواته - البتراء وآدوم

الصفحة 11 من 18: البتراء وآدوم

 

6 - البتراء وآدوم

آدوم دولة جنوب شرق البحر الميت، عاصمتها البتراء. ولا بد أنها كانت شريرة فعلاً حتى أن ستة أنبياء تكلموا ضدها هم: إشعياء، إرميا، حزقيال، يوئيل، عاموس، عوبديا.

والنبوات ضد آدوم كثيرة ودقيقة، ولا توجد عندنا فسحة كافية من الصفحات لمعالجتها، ولكننا نقدم هنا بعضها:

إشعياء 34: ـ 783-704 ق.م ـ .

6 لِلرَّبِّ سَيْفٌ قَدِ امْتَلَأَ دَماً، اطَّلَى بِشَحْمٍ، بِدَمِ خِرَافٍ وَتُيُوسٍ، بِشَحْمِ كُلَى كِبَاشٍ. لِأَنَّ لِلرَّبِّ ذَبِيحَةً فِي بُصْرَةَ وَذَبْحاً عَظِيماً فِي أَرْضِ أَدُومَ.

7 وَيَسْقُطُ الْبَقَرُ الْوَحْشِيُّ مَعَهَا والْعُجُولُ مَعَ الثِّيرَانِ، وَتُرْوَى أَرْضُهُمْ مِنَ الدَّمِ، وَتُرَابُهُمْ مِنَ الشَّحْمِ يُسَمَّنُ.

10 لَيْلاً وَنَهَاراً لَا تَنْطَفِئُ. إِلَى الْأَبَدِ يَصْعَدُ دُخَانُهَا. مِنْ دَوْرٍ إِلَى دَوْرٍ تُخْرَبُ. إِلَى أَبَدِ الْآبِدِينَ لَا يَكُونُ مَنْ يَجْتَازُ فِيهَال.

13 وَيَطْلَعُ فِي قُصُورِهَا الشَّوْكُ. الْقَرِيصُ والْعَوْسَجُ فِي حُصُونِهَا فَتَكُونُ مَسْكَناً لِلذِّئَابِ وَدَاراً لِبَنَاتِ النَّعَامِ.

14 وَتُلَاقِي وُحُوشُ الْقَفْرِ بَنَاتِ آوَى، وَمَعْزُ الْوَحْشِ يَدْعُو صَاحِبَهُ. هُنَاكَ يَسْتَقِرُّ اللَّيْلُ وَيَجِدُ لِنَفْسِهِ مَحَلاًّ,

15 هُنَاكَ تُحْجِرُ النَّكَّازَةُ ـ نوع من الحيّات ـ وَتَبِيضُ وَتُفْرِخُ وَتُرَبِّي تَحْتَ ظِلِّهَا. وَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ الشَّوَاهِينُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ .

إرميا 49: ـ 626-586 ق.م ـ .

17 وَتَصِيرُ أَدُومُ عَجَباً. كُلُّ مَارٍّ بِهَا يَتَعَجَّبُ وَيَصْفِرُ بِسَبَبِ كُلِّ ضَرَبَاتِهَا,

18 كَا نْقِلَابِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَمُجَاوَرَاتِهِمَا يَقُولُ الرَّبُّ لَا يَسْكُنُ هُنَاكَ إِنْسَانٌ وَلَا يَتَغَرَّبُ فِيهَا ابْنُ آدَمَ.

حزقيال 25: ـ 592-570 ق.م ـ .

13 لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَأَمُدُّ يَدِي عَلَى أَدُومَ وَأَقْطَعُ مِنْهَا الْإِنْسَانَ والْحَيَوَانَ، وَأُصَيِّرُهَا خَرَاباً. مِنَ التَّيْمَنِ وَإِلَى دَدَانَ يَسْقُطُونَ بِا لسَّيْفِ.

14 وَأَجْعَلُ نَقْمَتِي فِي أَدُومَ بِيَدِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، فَيَفْعَلُونَ بِأَدُومَ كَغَضَبِي وَكَسَخَطِي، فَيَعْرِفُونَ نَقْمَتِي يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ.

حزقيال 35:

5 لأنه كَانَتْ لَكَ بُغْضَةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَدَفَعْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى يَدِ السَّيْفِ فِي وَقْتِ مُصِيبَتِهِمْ، وَقْتِ إِثْمِ النِّهَايَةِ.

6 لِذَلِكَ حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ إِنِّي أُهَيِّئُكَ لِلدَّمِ والدَّمُ يَتْبَعُكَ. إِذْ لَمْ تَكْرَهِ الدَّمَ فَالدَّمُ يَتْبَعُكَ لذلك، حيٌّ أنا يقول السيد الرب، إني أهيئك للدم، والدمُ يتبعكَ، إذ لم تكره الدم، فالدم يتبعُك.

7فَأَجْعَلُ جَبَلَ سَعِيرَ خَرَاباً وَمُقْفِراً، وَأَسْتَأْصِلُ مِنْهُ الذَّاهِبَ والْآئِبَ !

في هذه النبوات نرى الحقائق التالية:

1 - أدوم تصير خراباً ـ إشعياء 34: 13 ـ .

2 - لن تسكن للأبد ـ إرميا 49: 18 ـ .

3 - يهزمها الوثنيون ـ حزقيال 25: 14 ـ .

4 - تهزمها إسرائيل ـ حزقيال 25: 14 ـ .

5 - تاريخها دموي ـ حزقيال 35: 5،6، إشعياء 34: 6،7 ـ .

6 - تخرب أدوم حتى مدينة التيمن ـ حزقيال 25: 13 ـ .

7 - تسكنها الحيوانات المتوحشة ـ إشعياء 34: 13-15 ـ .

8 - تتوقف تجارتها ـ حزقيال 35: 7، إشعياء 34: 10 ـ .

9 - يتعجب الناظرون إليها ـ إرميا 49: 17 ـ

وهذه النبوات المخيفة من أدوم سببها أنها ابتعدت عن الله، وآذت شعبه. وهذه النبوات تفصيل للنبوة الأصلية في يوئيل 3: 19،20. وعندما يزور الناس موقع أدوم اليوم ينذهلون من دقة تحقيق نبوة إشعياء 34.

ونقدم هنا تاريخ أدوم، قبل هذه النبوات، وبعدها:

أما تاريخ أدوم قبل هذه النبوات فهو عاصف لا يهدأ. فبعد موت الملك شاول أظهر أهل أدوم عداوتهم لأسرائيل، وإذ كان الملك داود مشغولاً بإخضاع الملك هدد عزر ملك صوبة في شمال سوريا، هاجم الأدوميون الجزء الجنوبي من أرض يهوذا مهددين العاصمة أورشليم، فرجع داود وهاجم أدوم وقتل 18 ألف أدومياً في وادي الملح جنوب البحر الميت. وظلت أدوم خاضعة لمملكة يهوذا حتى حكم يهورام من 853-841 ق.م. وبعد موت يهورام بخمسين سنة غزا أمصيا ملك يهوذا أدوم واستولى علىحصنها سالع ـ سالع كلمة عبرية معناها صخرة، والبتراء هي كلمة صخرة في اللغة اليونانية ـ .

وبعد اضمحلال أشور زحفت جحافل الكلدانيين على شرق الأردن والتهمت أدوم وأمماً أخرى ـ 52 ـ .

أما تاريخ أدوم بعد هذه النبوات، فإن سقوط مملكة أشور كان الموعد التقريبي لاتمام النبوات ضد أدوم.. أما بقية تاريخ أدوم فهو ما حدث بعد أن تحققت النبوات. ولعل النبطيين هم بنو المشرق المذكورون في حزقيال 25: 4، في القرن السادس ق.م. ومن المكابيين الأول 5: 3 نرى أن اليهود هزموا أدوم. ويقول يوسيفوس أن هيركانوس وسمعان الجيراسي هاجما أدوم تباعاً. وهكذا تحققت هذه النبوة.

في وقت ميلاد المسيح كانت البتراء مزدهرة، فقد كانت في طريق التجارة إلى آسيا، كما يقول المؤرخ سترابو وكانت سوقاً لتجارة العطور والأطياب العربية. وفي خلال الحكم الروماني جمعوا الأدوميون لليهود، وصار أسم المملكة الواحدة أدومية . وقبيل حصار تيطس لأورشليم سمح لعشرين ألف أدومي بدخول المدينة المقدسة فعاثوا فيها سرقة وقتلاً. ومنذ ذلك الوقت اختفى ذكر الأدوميين ـ بني عيسو ـ من التاريخ! ـ 38 ـ .

وعندما احتاج اليهود إلى العون في إثناء الحصار الروماني ـ 70 م ـ كان الأدوميون أكثر ما يكونون أذى. وبعد مذبحة اليهود، عاد الأدوميون إلى بلادهم، ليختفي ذكرهم من صفحات التاريخ، ولو أن عاصمتهم البتراء استمرت. وتقول دائرة المعارف البريطانية إن اضمحلال البتراء بدأ قبل الغزو الإسلامي لها في القرن السابع الميلادي ـ نبوة رقم 3 ـ . وقد بنى الصليبيون قلعة هناك في القرن الثاني عشر، واحتلها فيما بعد القبائل الرحَّل، وظلت على هذه الحال حتى اكتشف موقعها الرحالة السويسري بوركهارت عام 1812 ـ 37 ـ - ـ وهكذا تحققت النبوة رقم 8 ـ .

ويقول هنري موريس أن أدوم تُذكر كثيراً في الكتاب المقدس، ولكنها سقطت من تاريخ العالم حتى القرن التاسع عشر. وقد ظن بعض النقاد أن أدوم لم يكن لها وجود، حتى ظهرت كتابات عنها في الآثار المصرية والأشورية، وأخيراً أظهرت الحفريات أطلال البتراء نفسها، مدينة الصخرة، فأفحم النقاد الذين كانوا يظنونها أسطورة ـ 43 ـ

كانت البتراء إحدى عجائب العالم القديم، مبنية في جبل صخري، وكان الكثير من أبنيتها محفوراً في الصخر الأحمر الوردي، فكانت رائعة الجمال، مستحيلة على الغزاة، لها مدخل واحد ضيق يشبه الخندق يمكن أن تحميه فرقة صغيرة من العسكر تهزم جيشاً كبيراً من الأعداء.

ولكن ما هو حال البتراء اليوم، يصفها جورج آدم سميث مقتبساً من كتّاب مختلفين يقول:

لقد تمت هذه النبوات عن أدوم بدقة متناهية. إن أصوات الشواهين والصقور والبوم الكثير، تملأ المكان وتزيده وحشة. لقد قال النبي أنها تصير مسكن النكّازة ـ أي الحيّات ـ وهي اليوم تعج بالسحالي والثعابين والعقارب التي يخشاها الناس.. وقد قال الأدلاّء لبعض السياح إنهم كثيراً ما رأوا الأسود والنمور في البتراء، ولو أنها لم تنزل إلى الوادي. ويذكر النبي معز الوحش وهي في العبرية الساطير التي تعني ذات الشعر . وقد وجد الكثير منه على الجبال في البتراء ـ وهكذا تحققت النبوات رقم 1،2،7،9 ـ ـ 53 ـ .

وقد جاء النبطيون بعد الأدوميين وأسسوا حضارة عظيمة استمرت قروناً، ولكن الله قال أن أدوم ستصير خراباً، واليوم نجد أن أدوم صحراء، تحقيقاً حرفياً للنبوة. لقد كان مسرحها يسع أربعة آلاف متفرج، لكنها اليوم خراب كامل، تتغطّى أرضها بأعمدة محطمة وأحجار مبعثرة، تختفي فيها العقارب والثعابين والسحالي وتسكنها البوم. لقد قال بركهارت إنه لم يعرف الخوف في حياته حتى زار البتراء، عندما زعقت فيها بنات آوى ليلاً. إن الأحجار التي كانت قصوراً عظيمة أصبحت مبعثرة يحيط بها العوسج والأشواك ـ أش 34: 10-14، إرميا 49: 16 ـ .

أنك عندما ترى البتراء تشعر بالرهبة والتواضع، فقد سقطت العظمة والقوة وصارت حطاماً موحشاً. ويقول ألكسندر كيث: أود لو أن المتشكك وقف حيث وقفت أنا بين أحجار وخرائب هذه المدينة العظيمة، وفتح الكتاب المقدس ليقرأ ما خطه الأنبياء عن مصير هذه المدينة العظيمة. إنني أتخيل وجهه يشحب وشفتيه ترتعشان وقلبه يرجف من الخوف، فإن المدينة تصرخ بصوت قوي عال وكأنها ميت قام من الأموات! وقد لا يؤمن المتشكّك بكلمات موسى والأنبياء، لكنه لا بد يؤمن وهو يرى كتابة أصبع الله على الخراب المحيط به! ـ 54 ـ .

ومن هذا نرى بوضوح:

تحققت النبوة رقم ـ 1 ـ وصارت أدوم خراباً، ولم تعد مكان سكن، وهكذا تحققت النبوة رقم ـ 2 ـ . واستولى عليها الوثنيون كما استولى عليها اليهود، فتحققت نبوتا 3،4. وعندما تنبأ حزقيال ـ 25: 14 ـ أن إسرائيل ستهزم أدوم، كانت إسرائيل في السبي، لكن بعد أربعة قرون هزم يهوذا المكابي ويوحنا هيركانوس أدوم، وقتلوا الآلاف، واضطر الباقون إلى ممارسة الختان ليصيروا يهوداً!.

أما عن النبوة رقم ـ 5 ـ فإننا نرى تاريخ أدوم الدموي، فقد غزتها أشور واستعبدتها، ثم أخذها نبوخذ نصر، ثم النبطيون. وأخيراً قتل يهوذا المكابي أربعين ألفاً منهم.

أما النبوة رقم ـ 6 ـ عن التيمن - أو معان كما تسمى الآن - فإن هذه المدينة لا تزال عامرة على الحدود الشرقية لأرض أدوم، والوحيدة المأهولة بالسكان من كل بلاد أدوم القديمة. فهل يكون تحقيق النبوات بدقة أكثر من هذا فكِّر في كيف يختار النبي مدينة واحدة من بين كل مدن أدوم يقول إنها ستبقى، بينما تهلك كل الدول! لا يمكن أن يكون هذا إلا لأن النبي حزقيال ـ 25: 13 ـ كان يتكلم بكلام الله ـ 51 ـ .

تحدثنا عن تحقيق النبوة رقم 7 فقد سكنت أدوم الحيوانات المتوحشة. أما النبوة رقم 8 عن توقُّف تجارة أدوم، فلم يكن منتظراً أن يحدث، لأن أدوم تقع على طريق تجارة دولي، ولكن هذا ما حدث فعلاً! ولم تعد قافلة واحدة تعبر البلاد. وقد تحققت النبوة رقم 9، ويتعجب اليوم كل الناظرين إلى هذه البلاد الجبلية الحصينة كيف صارت إلى هذه الحالة من الخراب!

ويقول بيتر ستونر إن احتمال تحقيق ثلاث فقط من هذه النبوات أمر مذهل ـ 1 ـ 1 10 أن تهزم أدوم ـ 2 ـ 1 10 إلا تُسكن ـ 3 ـ 1 100 أن تصير خراباً. وهذا يعطي احتمال تحقيق النبوة فرصة واحدة في عشرة آلاف فرصة!

لقد كانت أدوم مستطيلة الشكل، 110 ميلاً بالطول وستين ميلاً بالعرض ـ نحو 6600 ميلاً مربعاً ـ . ولنفترض أن هناك محافظة بهذه المساحة، ولنفرض أن نبياً جاء يقول إن هذه المحافظة ـ 1 ـ ستصير خراباً ـ 2 ـ لن يسكنها أحد ـ 3 ـ يهزمها قادمون من الشرق من جهة البحر ـ 4 ـ يهزمها أيضاً قادمون من الشمال ـ 5 ـ مستقبلها دموي أكثر من كل ما حولها ـ 6 ـ ستخرب كلها حتى موقع معين ـ 7 ـ تسكنها الحيوانات الوحشية.

أن احتمال تحقيق هذه كلها معاً هي فرصة واحدة في 300 مليون فرصة! ومن المذهل أن كل ما قاله الأنبياء عن أدوم قد تحقق بحذافيره!

طيبة وممفيس
الصفحة
  • عدد الزيارات: 89438
تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457
تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.
أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.
تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.