الكتاب المقدس صادق في نبواته - الإعتراض على النبوات
3 - الإعتراض على النبوات:
الإعتراف الأساسي هو القول بأن تسجيل النبوة وكتابتها حدث بعد وقوعها وليس قبلها. ولذلك فإننا نقدم هنا تواريخ نبّوة الأنبياء كما قدمها مرل أنجر في قاموسه، وقد استمدّ حكمه من واقع ما جاء في النبوات نفسها، خصوصاً عندما يسجل النبي نبّوته. يوئيل وعوبديا وحدهما لا يحدّدان تاريخاً لنبوتيهما.
حزقيال تنبأ من 592-570 ق.م
أشعياء 783-738 ـ القسم الأول ـ
735-719 ـ القسم الثاني
719-704 ـ القسم الثالث ـ
أرميا 626 إلى ما بعد 586 ق.م
عاموس الربع الثاني من القرن الثامن ق.م
هوشع 748-690 ق.م
ميخا نحو 738-690 ق.م
عوبديا قبل 300 ق.م
ناحوم بعد 661 إلى ما قبل 612 ق.م
صفنيا بين 640-621 ق.م
اللاويين ـ موسى ـ 1520-1400 ق.م
يوئيل قبل 300 ق.م
دانيال 605-538 ق.م
متى 50 م
وقد تمت ترجمة كل نبوات العهد القديم إلى اللغة اليونانية حوالي عام 280 ق.م ـ الترجمة المعروفة بالسبعينية ـ . وعلى هذا فإن كل النبوات، بما فيها يوئيل وعوبديا، قد كتبت قبل هذا التاريخ.
ونود أن نورد بعض الحقائق عن نبّوة حزقيال، حيث أننا سنقتبس منها كثيراً في هذا الفصل. وتعود كتابة السفر إلى سنة 570 ق.م. ولنبدأ بإيراد ما قالته دائرة المعارف البريطانية عنه:
توجد أفكار متنوعة عن وحدة سفر حزقيال وتاريخ كتابته. ولكن السفر يوضح أن خدمة النبي امتدت من 592 إلى 570 ق م، ولكن واحداً من العلماء ـ جيمس سميث ـ يقول إنه تنبأ في القرن السابع ق م في أيام الملك منسى. وآخر ـ ميسيل ـ يقول أنه تنبأ بعد زمن نحميا حوالي عام 400 ق م لكن معظم العلماء يقبلون التاريخ الأول. وقد وجدت نسخ من السفر في مخطوطات البحر الميت بوادي قمران.
وتتضح الوحدة الأدبية للسفر من تكرار عبارة فيعرفون أني أنا الرب أكثر من خمسين مرة، وعبارة حي أنا يقول السيد الرب 13 مرة، وعبارة سبوتي 12 مرة، يسلكون في شرائعي 11 مرة.. ألخ ـ 39 ـ .
ولقد حدث هجوم شديد على صحة نبوة حزقيال التاريخية بسبب قوله إن الله كلّمه في السنة الخامسة من سبي يوياكين الملك . ولكن الحفريات الحديثة جاءت في صف هذا التأريخ. فقد وجدت ثلاث جرار مكتوب عليها ألياقيم وكيل يوياكين .. مما يدل على أن ألياقيم كان وكيلاً لممتلكات يوياكين أثناء وجود يوياكين في السبي، ومن الواضح أن الشعب كان يعتبر أن يوياكين هو ملك يهوذا، وأن صدقيا كان يملك كقائمقام يوياكين إبن أخيه. ومن هذا ترى أن كلمات حزقيال تأريخ سفره صحيحة ومناسبة للفكر اليهودي في وقته، الذي اعتبر يوياكين ملكاً، رغم أنه كان منفاه ـ 40 ـ . ونخلص من هذا أن قوله السنة الخامسة من سبي يوياكين الملك برهان على صحة السفر التاريخية، وليست ـ كما قال النقاد ـ هجوماً ضدها.
ويرى دارسو الأدب القديم أن سفر حزقيال وحدة أدبية، تتضح من وحدة أسلوب كاتبه، ووحدة خطه الفكري، فإن الكاتب يكتب بضمير المتكلم، وهو يعطي زمن كثير من نبواته ومكان حدوثها، مما يبرهن أن السفر كله من نتاج قلم كاتب واحد. وهذا يجعلنا نقول أن حزقيال هو الكاتب ـ 41 ـ .
وقد قال بيتر ستونر في كتابه العلم يتكلم إن النبوات التي جاءت في الكتاب عن البلاد المختلفة مثل صور وصيدون والسامرة وغزة وأشقلون وغيرها لا يمكن أن تكون قد كُتبت بعد حدوثها، فإن الفترة الزمنية التي مضت بين الكتابة والتحقيق كبيرة. لقد قيل إن ما جاء في النبوات هو تاريخ عن أشياء حدثت، وليس نبوة بأشياء ستحدث، ولكن هذه النبوات جاءت قبل ميلادالمسيح، لأنها في العهد القديم. وقد تحققت نبوة كاملة منها، وأجزاء فقط من اثنتين منها قبل ميلاد المسيح، ولكن الباقي كله تحقق بعد الميلاد. وحتى لو أسقطنا ما تحقق قبل الميلاد، فإن العدد الذي تحقق بعد الميلاد كثير جداً ـ 42 ـ .
وقد راجعت كتاب ستونر لجنة من كبار علماء الجمعية العلمية الأمريكية وكتب أحدهم مقدمته، فقال إن المعلومات الواردة به صحيحة علمياً، وإن الحسابات الواردة فيه قد أُجريت طبقاً للنظريات العلمية الصحيحة ـ 42 ـ .
ولو أننا طرحنا النبوات التي فيها شك من جهة تاريخها، وجعلنا الشك في جانب رفضها، لبقي الكثير المذهل بعد ذلك!
والحقيقة أن الذين يشكّون في صدق النبوات يفعلون ذلك لأنهم لا يؤمنون بوجود الله، ولذلك فالمعجزات عندهم مستحيلة، ومن ثم لا توجد نبوات عن المستقبل، ولذلك فإنهم عندما يقرأون أقوال النبي ويرون أنها قد تحققت في زمن بعد النبي بكثير، فإنهم يزعمون أن النبوة قيلت بعد وقوع الحادث، وليس لأنهم درسوا الحفريات والإكتشافات الأركيولوجية الحديثة التي تقدم أدلة دامغة على صدق هذه النبوات.
- عدد الزيارات: 90711