الكتاب المقدس صادق في نبواته - فحوص النبوة الصادقة
2 - فحوص النبوة الصادقة:
حدثت في التاريخ الكتابي منازعات حول من هو النبي الصادق، ـ ملوك أول 13: 18 - 22، أصحاح 22، أرميا 28 ـ . وكان حل النزاع عملياً أكثر منه أكاديمياً، فإن هناك صفات تظهر النبي الكاذب من الصادق.
ومن صفات النبي الكاذب النشوة الصوفية النبوية وهي حالة تظهر بدون إنذار سابق وفي حالات خاصة، خصوصاً بعد سماع نوع خاص من الموسيقى. وقد ظهر مع مثل هذه الحالات خروجٌ عن الشعور، مع ضياع الإحساس. ولكن ليست هذه الصفة فيصلاً في الحكم على النبي الكاذب، رغم أنها ظهرت على أنبياء البعل الكنعانيين.. فإن النبي أشعياء ـ في رؤياه في الهيكل ـ وحزقيال النبي إختبرا ما نسميه نشوة صوفية .
وهناك صفة أخرى للنبي الكاذب، أنه عادة مأجور من الملك ليتنبأ بما يريده الملك. لكن هذه الصفة أيضاً ليست فيصلاً في الحكم على النبي الكاذب، فإن الأنبياء صموئيل وناثان وحتى عاموس، كانوا يعتبرون لحدٍّ ما أنبياء رسميين للدولة، ولكنهم كانوا أنبياء صادقين.
ولكن العهد القديم يقدم لنا ثلاث فقرات كتابية هي التثنية 13، 18، إرميا 23، وحزقيال 12: 21 - 14: 11، تصف النبي الكاذب.
أما التثنية 18 فيقول أن النبوة التي لا تتحقق، هي كاذبة لكن هذه صفة سلبية، فليست كل نبوة تتحقق هي من اللّه، فإن النبي الكاذب عندما يقول شيئاً يتحقق يكون هذا إمتحاناً للشعب. أما التثنية 13 فيقول إن النبي الذي ينادي بآلهة أخرى خلاف اللّه فهو ليس من اللّه ـ يهوه ـ . وكل نبي يتنبأ بنبوة تتحقق، ولكن تعليمه يخالف تعاليم موسى يكون كاذباً!
أما ما جاء في أرميا 23 فهو توسّع في الحديث الذي جاء في التثنية 13، عندما يقول أرميا أن النبي الكاذب هو رجل فاسق ـ آيات 10 - 14 ـ يقود الآخرين للشر ـ آية 17 ـ . وهو ينادي بسلام مزيَّف غير إلهي. والنبي الحقيقي يجيء برسالة توبيخ تسبّب التوبة ـ آية 29 ـ ويدعو الناس للتوبة والطاعة ـ آية 22 ـ .
ويخطئ بعض الناس في انتقاد الأنبياء لأن رسالتهم كلها إعلان للخراب، لكن إعلان الخراب لم يكن كل شيء قالوه! صحيح أنهم لم ينادوا أولاً بالسلام الحقيقي، لأن سلام اللّه يجيء نتيجة للقداسة والبر والتوبة. ويقول أرميا النبي إن النبي الكاذب يسرق أسم اللّه لكي يمجد نفسه ـ آيات 30 - 32 ـ ولكن النبي الصادق هو الذي أرسله يهوه، وهو الذي يتكلم بأسم يهوه وبسلطانه.
أما حزقيال فيقول ـ 12: 21-14: 11 ـ إن الأنبياء الكذبة جاءوا من تلقاء ذواتهم وينادون بنبّوَات من عندهم ـ 13: 2،3 ـ ويعطون الناس تأكيدات كاذبة ـ 13: 4-7 ـ . والسلام الذي يعلنونه سلام كاذب ـ 13: 10-16 ـ لا يبنون حياة الناس الروحية ـ 13: 22 ـ . أما النبي الصادق فيدعو الناس إلى فحص نفوسهم ليروا مطالب الله منهم ـ 14: 4-8 ـ . وهو الذي يعلن بأسلوب جديد الحقائق الإلهية التي لا تتبدل ولا تتغير.
- عدد الزيارات: 89301