الكتاب المقدس صادق في نبواته - تعريف بالنبوة
أولاً - مقدمة:
1 - تعريف بالنبوة:
قدمت دائرة المعارف البريطانية التعريف الآتي: السجلات المدونة للنبوة العبرية في سفر إشعياء توضح أن معنى النبوة الأساسي هو الكلمة أو الرسالة الشفوية التي يعلن فيها رسول خاص من الله إرادة الله. أما العنصر النبوي في التهديد أو المواعيد فهو مشروط باستجابة السامعين ـ 1: 18-20 ـ ، أو آية تحدث في المستقبل ـ 7: 14 ـ لأن كل ما يحدث يتمم مقاصد إرادة الله . ثم تمضي دائرة المعارف ذاتها لتقول: ويضع إشعياء أهمية خاصة على إبراز أوجه الفرق بين آلهة بابل وبين يهوه، في أن يهوه ينفّذ ما سبق أن أنبأ به ـ 48: 3 ـ . فنبوات الأنبياء هي إعلان لمقاصد الله الحي، أكثر منها لمصير الإنسان ـ 37 ـ .
أما التعريف الكتابي للنبي فهو أنه الشخص الذي يعلن إرادة الله، والمستقبل، للشعب، كما يرشده الوحي الإلهي. وعلاوة على أنه ينادي بالقضاء على الخطأ، والدفاع عن الحق والبر، والشهادة لسمو الاخلاق على الطقوس الشكلية، فإن النبّوة وثيقة الارتباط بمقاصد نعمة الله من نحو شعبه ـ ميخا 5: 4،7: 20، أشعياء 6: 3،65: 25 ـ .
ويهدف النبي إلى جوار إعلان الأتيات، أن يعلن صفات الله وما يعمله، حسب مسرة مشيئته. وباختصار هو يعرف الناس بالله وبإرادته وعمله.
ولكل نبي أسلوبه الخاص في الإعلان.. ومع أن الطابع الشخصي لكل واحدٍ منهم باقٍ إلا أن ما يعلنونه هو الحق الواحد، بفضل سيطرة الروح القدس الكاملة! ويظن البعض أن كل ما يفعله النبي هو الإخبار بالمستقبل، وهذا حق. ولكن كانت رسالة النبي تشمل الإصلاح الإجتماعي والسياسي، عن طريق الكرازة بالبر والنهضة الروحية، مع إعلان القصاص للمخطئ والجزاء للمحسن. وقد تكلم الأنبياء بطريقة روحية تعكس إرادة الله وتطالب بالطاعة له.
ولم تكن إعلانات الأنبياء للإثارة لكنهم أعلنوها بسبب الأحوال التي كانت تحيط بهم ـ قارن تثنية 18: 22 ـ . وفي كل إصحاح ينبئ بالخراب نجد السبب الذي جاء بهذا الخراب.
وترجع النبوة الأولى في الكتاب إلى عصر آدم وحواء، عندما جاء الوعد بالفداء في التكوين ـ 3: 15 و 16 ـ . وكان أخنوخ وإبراهيم وموسى من الأنبياء الأولين ـ العدد 12: 6 - 8، التثنية 18: 18، يوحنا 6: 14، 7: 40 ـ .
والنبوة مصدرها اللّه ـ 1 صموئيل 9: 9، 2 صموئيل 24: 11 ـ .
ويوضح الكتاب أن التنبُّؤ بالمستقبل علامة على قوة اللّه ومجده، وبرهان على سمو كلامه، كما أنه استجابة اللّه لصلوات البشر واحتياجاتهم، لأنه لما كان اللّه يعلن المستقبل ـ العمل الذي يعجز البشر عن عمله ـ ولما كان يرى المستقبل قبل وقوعه، فإن كل مؤمن يجب أن يطمئن لأنه لا يحدث شيء لم يعيّنه اللّه! ـ 38 ـ .
- عدد الزيارات: 89347