Skip to main content

لزوم كفارة المسيح

الفداء أو الطريق الإِلهي للغفران - أهمية سفك دم الذبائح في الحصول على الغفران

الصفحة 6 من 7: أهمية سفك دم الذبائح في الحصول على الغفران

 

6 - أهمية سفك دم الذبائح في الحصول على الغفران

تعتري بعض الناس دهشة عظيمة عندما يرون الأضاحي الكثيرة التي كانت ولا تزال تُقدَّم في معظم بقاع الأرض. لكن لا داعي للدهشة على الإطلاق، لأنه لما كان الصفح عن الخطية أثمن شيء لدى المؤمنين باللّه، ولما كانت الوسيلة الوحيدة للحصول على ها الصفح هي الفدية، لذلك كان أمراً بديهياً أن يضحي هؤلاء المؤمنون بهذه الكمية الهائلة من الذبائح. ولزيادة الإِيضاح نتحدث عن النقاط الآتية:

1 - أهمية سفك دم الذبائح للتكفير، في اليهودية والمسيحية: قال اللّه لموسى النبي: «لأَنَّ نَفْسَ ?لْجَسَدِ هِيَ فِي ?لدَّمِ، فَأَنَا أَعْطَيْتُكُمْ إِيَّاهُ عَلَى ?لْمَذْبَحِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ نُفُوسِكُم، لأَنَّ ?لدَّمَ يُكَفِّرُ عَنِ ?لنَّفْسِ»(لاويين 17: 11) وقال الرسول بولس للمسيحيين: «بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لا تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ»(عبرانيين 9: 22) وبما أنَّ دم الحيوان يجري في جميع أجزاء جسمه ويبعث الحياة إليها، وبما أنَّ الذي يقوم بهذه المهمة هو النفس، لذلك تكون نفس الحيوان في دمه، كما أعلن الكتاب المقدس.

أما السبب في كون الدم هو الوسيلة الوحيدة للمغفرة أو الفداء، فيرجع إلى أنَّ حياة الحيوان هي في دمه. وبما أنه بسفك دمه تفارقه حياته، كان من البديهي أن يعتبر سفك الدم تعويضاً عن نفس الخاطئ، فينجو من القصاص الذي يستحقه، ويحصل على المغفرة التي يحتاج إليها.

2 - عدم صلاحية القرابين غير الدموية للتكفير عن النفس: إذا رجعنا إلى الكتاب المقدس نرى أن اللّه رفض قربان قايين (أخي هابيل) لأنه لم يكن ذبيحة دموية، بل كان ثمراً من ثمار الأرض. فقد قال الوحي عن اللّه «إِلَى قَايِينَ وَقُرْبَانِهِ لَمْ يَنْظُرْ»(تكوين 4: 5).

وهنا يسأل بعض الناس: «إذا كان الغفران يتوقّف على سفك الدم، فلماذا لم يرشد اللّه قايين، كما أرشد هابيل أخاه، إلى ضرورة تقديم ذبيحة دموية؟»وللرد على ذلك نقول: إنَّ اللّه أرشده كما أرشد أخاه تماماً، لكن قايين هو الذي شاء أن يقدم قباناً حسب استحسانه، فاستحقَّ أن يلومه اللّه بالقول «إِنْ أَحْسَنْتَ (اختيار الذبيحة) أَفَلا رَفْعٌ؟»أو بالحري أَمَا كان يرتفع وجهك، وتنال القبول أمامي مثل أخيك (تكوين4: 7) - واللوم لا يُوَّجه إلا للشخص الذي يخالف وصية سبق تبليغها إليه.

ويرجع السبب في قبول اللّه لهابيل إلى أن قربانه ينمّ عن الاعتماد على الفداء بالدم. وأنَّ السبب في رفضه لقايين، يرجع إلى أنَّ قربانه ينم عن الاعتماد على الاجتهاد الشخصي في القبول أمامه، لأن هذا الاجتهاد مهما كان شأنه، لا يستطيع أن يكفر عن الخطية. إذ أنَّ «أجرة الخطية هي موت»: موت فاعلها أو موت من ينوب عنه، وليس القيام بعمل من الأعمال التي ندعوها الصالحة أو النافعة.

أما عن الدعوى بأن اللّه رضي عن هابيل لأنه كان تقياً، ورفض قايين لأنه كان شريراً، فنقول: إنَّ هابيل كان مولوداً بطبيعة تميل إلى الخطية مثل أخيه تماماً. ولا شك أنه كان يعملها مثله إن لم يكن بالفعل فبالفكر أو القول، فيرجع السبب في قول اللّه لهابيل ورفضه لقايين إلى نوع القربان الذي قدمه كل منهما. وهذا هو الدليل على صدق قول الوحي عن هابيل إن اللّه شهد لقرابينه (وليس شهد له أو لأعماله) (عبرانيين 11: 4).

3 - تحريم شرب الدم: لما كان الدم هو الوسيلة التي عينها اللّه للغفران، حرم على البشر شربه. فقال لبني إسرائيل: «كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمِنَ ?لْغُرَبَاءِ ?لنَّازِلِينَ فِي وَسَطِكُمْ يَأْكلُ دَماً، أَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّ ?لنَّفْسِ ?لآكِلَةِ ?لدَّمَ وَأَقْطَعُهَا مِنْ شَعْبِهَا»(اللاويين 17: 10). كما قال لنوح وأولاده من قبل، عندما سمح لهم لأول مرة في التاريخ بأكل اللحم: «كُلُّ دَابَةٍ حَيَّةٍ تَكُونُ لَكُمْ طَعَاماً. كَ?لْعُشْبِ ?لأَخْضَرِ دَفَعْتُ إِلَيْكُمُ ?لْجَمِيعَ. غَيْرَ أَنَّ لَحْماً بِحَيَاتِهِ، دَمِهِ (أي بدمه الذي فيه الحياة)، لا تَأْكُلُوهُ»(تكوين 9: 3 و 4). وبذلك نهى ليس عن شرب الدم فحسب، بل وأيضاً عن الحيوانات التي لم يُسفك دمها. لأنه قال في موضع آخر «وَلَحْمَ فَرِيسَةٍ فِي ?لصَّحْرَاءِ لا تَأْكُلُوا»(خروج 22: 31). كما قال عن الكاهن في العهد القديم «مِيِّتَةً أَوْ فَرِيسَةً لا يَأْكُلْ»(اللاويين 22: 8). ولما جاءت المسيحية نهت أيضاً عن شرب الدم وأكل لحم الحيوان الذي لم يسفك دمه، فقد قال الرسُل للمؤمنين «أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ ?لدَّمِ،وَ?لْمَخْنُوقِ»(أعمال 15: 29).

أما الذين ينكرون أنَّ السبب في تحريم شرب الدم، هو جعل اللّه إياه كفارة عن النفس، ففيما يلي آراؤهم مصحوبة بالرد عليها:

1 - نَهى اللّه عن شرب الدم لأنه شر في ذاته، وليس لنا أن نسأل عن ماهية هذا الشر، إذ يكفي أن نطيع اللّه في كل ما يأمرنا به.

الرد:ليست المادة في ذاتها شراً، بل الشر هو في سوء استعمالها، فالمواد المخدرة مثلاً، من حيث هي مواد نباتية أو كيمائية، ليست شراً، لأنها تُستعمل بأمر الأطباء في علاج بعض الأمراض. إنما الشر هو في استعمالها لخدمة الأهواء الجسدية. وبا أن الدم فضلاً عن أنه ليس شراً في ذاته، يحتوي على عناصر مغذية للجسم. ومنه يصنع الهيموجلوبين لعلاج حالات فقر الدم، إذاً ليس من المعقول أن يكون اللّه قد نهانا عن شرب الدم لذاته.

2 - نَهى اللّه عن شرب الدم، لأن حاسة الذوق فينا لا تقبله.

الرد:إنَّ الإِنسان، بل والحيوان أيضاً يعرف بالطبيعة طعم الأشياء، فيأكل منها ما يتفق مع ذوقه ويرفض ما لا يتفق معه، دون أن يكون في حاجة إلى أمر أو نهي من اللّه عن هذا أو ذاك. فضلاً عن ذلك فهناك أشياء كثيرة (كسلوفات الصودا مثلاً) ل تقبلها حاسة الذوق فينا، ومع ذلك ليس هناك من يقول إنه محرَّم علينا استعمالها.

3 - إنَّ اللّه نهى عن شرب الدم لأنه يثير الشهوة في الإِنسان، كما يحوّله إلى وحش مفترس.

الرد:إن كانت بعض الأطعمة تبعث النشاط إلى جسم الإِنسان، لكن الذي يثير الشهوة فيه ليس تناول هذه الأطعمة، بل التفكُّر في الشهوة المذكورة. فضلاً عن ذلك فإن كثيرين من المرضى يأكلون (بناء على نصيحة الأطباء) الكبد دون طهي أو شيّ، (والكبد كما نعلم كلها دم)، ومع ذلك لم يفترسوا أحداً على الإطلاق.

مما تقدم يتضح لنا أنه ليس هناك سبب معقول لتحريم شرب الدم سوى ذاك الذي ذكره الوحي الإِلهي، وهو «لأَنَّ ?لدَّمَ يُكَفِّرُ عَنِ ?لنَّفْسِ»(لاويين 17: 11)، الأمر الذي يدل على أن الوسيلة الوحيدة الت عيّنها اللّه للقبول أمامه، هي الفداء بالدم.

تطّور الآراء من جهة الفداء بدم الذبائح
الصفحة
  • عدد الزيارات: 25318

الإنجيل المقدس مجانا

إحصل على نسختك المجانية من الإنجيل المقدس يصل إلى عنوانك البريدي أو بواسطة صديق.

شاهد فيلم المسيح

شاهد فيلم المسيح بلهجتك الخاصة متوفر بعدة لهجات من مختلف الدول العربية مثل اللهجة الجزائرية والتونسية والمصرية وغيرها.

إتصل بنا عبر سكايب

إلى زوارنا في البلاد العربية بامكانكم الإتصال بأحد مرشدينا مباشرة من الساعة التاسعة صباحا حتى الثالثة مساء بتوقيت مصر.

شاهد قصص الأنبياء

سلسلة قصص درامية باللغة العربية عن أنبياء الله في العهد القديم تبدأ من قصة آدم وحواء حتى قصة الملك داود.