Skip to main content

لزوم كفارة المسيح

الفداء أو الطريق الإِلهي للغفران - الفداء في اليهودية

الصفحة 4 من 7: الفداء في اليهودية

 

4 - الفداء في اليهودية

يشمل هذا الفداء الذبائح التي كان يقدمها بنو إسرائيل، وفق الشرائع التي أعلنها اللّه لموسى النبي، وكانت هذه الذبائح تنقسم إلى قسمين رئيسيين:

(القسم الأول) الذبائح العامة: وهي الذبائح القومية التي كانت تُقدم للّه في كل يوم، وفي كل موسم من المواسم الدينية، وأهمها:

الذبيحة اليومية: وكانت تتكون من خروفين حوليين (عمر الواحد سنة) صحيحين: الخروف الأول يعمل صباحاً والخروف الثاني بين العشاءين (العدد 28: 3 ، 4).

ذبيحة يوم السبت: وكانت تتكون من خروفين حوليين صحيحين، بالإضافة إلى خروفي الذبيحة اليومية (العدد 28: 9 ، 10). «الحولي»هو الذي مرّ عليه حول، أو سنة. أما كلمة «السبت»فمعناها «الراحة»، وكانت تُطلق على يوم الراحة الأسبوعية لدى بن إسرائيل.

(3) ذبيحة أول الشهر: وكانت تتكون من ثورين وكبش وسبعة خراف حولية صحيحة (العدد 28: 11 - 15).

ذبيحة الفصح: وتتكون من ثورين وكبش وسبعة خراف صحيحة وتيس واحد، في كل يوم من أيام الفصح السبعة (العدد 28: 16 - 25) - هذا عدا ذبيحة الفصح العائلية التي كانت تعملها كل أسرة بنفسها (تثنية 16: 2).

ذبيحة باكورة الحصاد: وتتكون من ثور وكبش واحد وسبعة خراف حولية صحيحة وتيس (العدد 29: 1 - 5).

ذبيحة عيد الكفارة: وتتكون من ثور وكبش وسبعة خراف حولية صحيحة وتيس (العدد 29: 7 - 10).

ذبيحة عيد المظال: وتتكون من 71 ثوراً و15 كبشاً و105 خروفاً حولياً و8 تيوس، تقدم في ثمانية أيام متتالية (العدد 29: 12 - 40).

ذبيحة البقرة الحمراء: وكان رمادها يوضع في ماء، ويستعمل للتطهير الرمزي لكل من مسّ ميتاً أو قتيلاً (العدد 19: 1 - 10).

(القسم الثاني) الذبائح الشخصية: وهي الذبائح التي كان يقدمها الأفراد، كل حسب الظرف الذي يجتاز فيه، وأهمها:

ذبيحة المحرقة: وكان يأتي بها كل من أراد التقرب إلى اللّه والتمتع برضائه (لاويين 1: 1 - 9)، فمثلاً عندما تبوّأ سليمان المُلْك بعد أبيه، قدم للّه في يوم واحد ألف ذبيحة محرقة (1 ملوك 3: 4).

ذبيحة السلامة: وكان يأتي بها كل من أراد أن يشكر اللّه لأجل إحسان أسداه إليه، أو أراد أن يقدم له نافلة (أي ذبيحة تطوّعية)، للدلالة على الإخلاص له والرغبة في التفاني في إكرامه (لاويين 3: 1 - 5 ، 7: 11 - 21) وعند تكريس الهيكل أرادسليمان الملك أن يعبر عن شكره للّه، فقدم ذبائح سلامة عددها اثنان وعشرون ألفاً من البقر ومائة وعشرون ألفاً من الغنم (1 ملوك 8: 63).

ذبيحتا الخطية والإثم: وكان يأتي بإحداهما من عمل سهواً شيئاً من الأمور التي نهى اللّه عنها (لاويين 4: 1 - 35 ، لاويين 5: 1 - 19)، غير أن الذبيحة الأولى كانت تُقدم للّه باعتبار الخطية نجاسة. أما الثانية فكانت تُقدم له باعتبار الخية ذنباً - لأننا بارتكاب الخطية لا ننجس أنفسنا فقط، بل نسيء إلى اللّه أيضاً.

ذبيحة الملء أو التكريس الكامل: وكانت تقدم عند التكفير عن الكهنة يوم إقامتهم بأعمالهم، للدلالة على أنهم أصبحوا مقدسين للّه ولخدمته (لاويين 8: 22 - 36) من الناحية الرمزية.

ذبائح التطهير الخاصة بالأم عندما تلد (لاويين 12: 1 - 8)، والأبرص عندما يبرأ (لاويين 14: 1 - 20)، والمصاب بسيل عندما ينقطع سيله (لاويين 15: 1 - 15). وعدا هذه الذبائح، كانت تقدم ذبيحة عن كل بكر يولد من البشر أو البهائم النجسة. أما ل بكر بهيمة من الحيوانات الطاهرة، فكان يقدم بنفسه ذبيحة (العدد 18: 17)، لأنه، دون البكر من الحيوانات النجسة، كان يليق تقديمه للّه. وتقديم التطهير عند الولادة سببه وصف أوجاع الولادة جزءاً من العقاب الذي وقّعه اللّه على المرأة بسبب خطيتها تكوين 3: 16). أما مرض البرص والسيل فصورتان للخطية: الأول من الناحية الظاهرية، والثاني من الناحية الباطنية. أما تقديم بكر كل بهيمة فيرجع سببه إلى أن اللّه كان قد أنقذ أبكار بني إسرائيل وحيواناتهم من القتل عندما كانوا في أرض الفراعنة (خروج12: 29)، وبذلك أصبح كل بكر من هؤلاء وأولئك ملكاً له، فكان من الواجب أن يفتدى بذبيحة أو يقع عليه قضاؤه تعالى بالموت (خروج 13: 2 و 15).

ومما تجدر ملاحظته في هذه الذبائح ما يأتي:

إنها كانت تُقدم عن خطايا السهو التي لا يعلم المرء بها إلا بعد صدورها منه، الأمر الذي يدل على أنها (على العكس مما يظن بعض الناس) ذنوب أمام اللّه، كما ذكرنا في الباب الأول.

أما الخطايا التي كانت تُرتكب عمداً فلم تكن لها كفارة ما، بل كان من الواجب أن يُقتل أو يُرجم فاعلها (إقرأ مثلاً: لاويين 20: 10 ، وعدد 15: 35) وذلك بناء على قول اللّه: «وَأَمَّا ?لنَّفْسُ ?لَّتِي تَعْمَلُ بِيدٍ رَفِيعَةٍ (أي عمداً) مِنَ ?لْوَطَنِيِّينَ أَوْ مِنَ ?لْغُرَبَاءِ فَهِيَ تَزْدَرِي بِ?لرَّبِّ. فَتُقْطَعُ تِلْكَ ?لنَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا لأَنَّهَا ?حْتَقَرَتْ كَلامَ ?لرَّبِّ وَنَقَضَت وَصِيَّتَهُ»(عدد 15: 30 و31). وقد قصد اللّه بذلك أن يعلمنا وجوب الابتعاد عن الخطية كل البعد.

إنَّ الذبائح لم يكن يُعفى من تقديمها أحدٌ حتى إذا كان فقيراً، لكن رأفة بالفقراء سمح اللّه لهم بتقديم ذبائح رخيصة الثمن، مثل الحمام أو اليمام (لاويين 14: 21 - 22).

كانت هذه الذبائح تقدم على مذبح النحاس القائم في هيكل اللّه، فكان المفهوم لدى الجميع أنها مقدَّمة لأجل الحصول على الغفران، كما كان الذين يقدمونها يضعون أيديهم على رؤوسها ويقرّون عليها بخطاياهم، رمزاً لانتقال خطاياهم إلى الذبائح المذكورة، فكانت تعتبر كفارة أو فدية عنهم (لاويين 4: 4).

إنَّ ذبيحة السلامة كان يأكل جزءاً منها الشخص الذي أتى بها والكاهن الذي قدمها، رمزاً لاشتراكهما في التمتع بإحسان اللّه (لاويين 7: 11 - 38). وذبيحة الإِثم التي لا يدخل الكاهن بدمها إلى قدس الأقداس، كان يأكل جزءاً منها وحده، رمزاًلأنه مسئول عن إِثم الناس الذين يوجدون في دائرة خدمته. أما ذبيحة المحرقة وذبيحة الخطية اللتان كان يدخل بدمهما إلى قدس الأقداس، فلم يكن يأكل منهما أحد - غير أن الأولى تُحرق على المذبح لأنها كانت تعتبر قرباناً طاهراً للّه للحصول على رضاه (لاويين 6: 8 - 13)، أما الثانية فكانت تحرق خارج المحلة لأنها كانت تعتبر نجسة بسبب نيابتها عن خطاة يستحقون العذاب الأبدي بعيداً عن اللّه كل البعد (لاويين 6: 24 - 30).

إن الذبائح بصفة عامة كان من الواجب أن تكون بلا عيب، فالحيوان الأعمى أو المكسور أو المجروح أو البثير أو الأجرب أو الأكلف أو مرضوض الخصية أو مسحوقها أو... أو...، لم يكن يُسمح بتقديمه ذبيحة للّه (لاويين 22: 21 - 25)، وكان ذلك رمزا إلى أن الفادي الذي يصلح كفارة عن الناس يجب أن لا يكون طاهراً فحسب، بل وأن يكون كاملاً من كل الوجوه أيضاً.

الفداء في الوثنية
الصفحة
  • عدد الزيارات: 25525

الإنجيل المقدس مجانا

إحصل على نسختك المجانية من الإنجيل المقدس يصل إلى عنوانك البريدي أو بواسطة صديق.

شاهد فيلم المسيح

شاهد فيلم المسيح بلهجتك الخاصة متوفر بعدة لهجات من مختلف الدول العربية مثل اللهجة الجزائرية والتونسية والمصرية وغيرها.

إتصل بنا عبر سكايب

إلى زوارنا في البلاد العربية بامكانكم الإتصال بأحد مرشدينا مباشرة من الساعة التاسعة صباحا حتى الثالثة مساء بتوقيت مصر.

شاهد قصص الأنبياء

سلسلة قصص درامية باللغة العربية عن أنبياء الله في العهد القديم تبدأ من قصة آدم وحواء حتى قصة الملك داود.