Skip to main content

لزوم كفارة المسيح

الفداء أو الطريق الإِلهي للغفران - الفداء في عصر الآباء

الصفحة 3 من 7: الفداء في عصر الآباء

 

3 - الفداء في عصر الآباء

عصر الآباء هو العصر الذي عاش فيه المؤمنون باللّه قبل نزول أي شريعة من لدنه، فكانوا يتقربون إليه ويتعبدون له على أساس الذبيحة التي سلم مبدأها لآدم، عندما سمح بذبحها نيابة عن نفسه، كما يتضح مما يلي:

قدّم هابيل ذبيحة لله، من أبكار غنمه ومن سِمانها (تكوين 4: 4)، وقدمها بإيمان أنَّ اللّه يرضى عنه على أساسها، وأنه لإيمانه هذا شهد اللّه عنه أنه بار (عبرانيين 11: 4). وهذه أول مرة يُوصف فيها إنسان بأنه «بار»في الكتاب المقدس. ومن واضع كثيرة منه يتضح لنا أن البار لدى اللّه، ليس هو الإِنسان الخالي من الخطية (لأنه ليس هناك مثل هذا الإنسان)، بل هو الإِنسان الذي يدرك استحقاقه للقصاص الأبدي بسبب خطاياه. وبالإضافة إلى توبته عنها، يعتمد في أمر القبول أمام اللّه على كفار يرتضيها بناء على وصاياه في العصر الذي تقدم فيه، وذلك لإِيفاء مطالب عدالته على النحو الذي يقبله.

ونوح بعد خروجه من الفلك بنى مذبحاً للرب، وأخذ من كل البهائم الطاهرة والطيور الطاهرة، وأصعد محرقات على المذبح، فتنسَّم اللّه رائحة الرضا (تكوين 8: 21). ومن هذه الآية يتضح لنا أنَّ نوحاً وإن كان أفضل من معاصريه الذين أهلكهم الطوفن، غير أنه أدرك ببصيرته الروحية أنه على أي حال خاطئ ومستحق للهلاك مثلهم، لأن الخطية لا تكون بالفعل فقط، بل وبالقول والفكر أيضاً كما ذكرنا، وأدرك أنَّ إنقاذ اللّه إياه من هذا الهلاك، إنما يرجع إلى رحمته، فقدَّم الذبائح من البهائم الطاهرةوالطيور الطاهرة عالماً بالإِيمان أنها وحدها هي التي يليق تقديمها كفارة للّه.

وإبراهيم أبو المؤمنين، عندما ظهر له اللّه بالقرب من شكيم، بنى مذبحاً له هناك. ولما حلّ بعد ذلك شرق بيت إيل، بنى مذبحاً آخر له (تكوين 12: 6 - 8)، وعندما نقل خيمته إلى بلوطات ممرا، بنى هناك مذبحاً ثالثاً (تكوين 13: 18). وبناء هذه لمذابح دليل على أنَّ إبراهيم كان يقدم عن نفسه ذبائح للّه، ودليل أيضاً على أنه كان يعبد اللّه، ويكرّس حياته له. فضلاً عن ذلك فإنَّ اللّه عندما طلب منه أن يقدم ابنه ذبيحة، لم يتردد لحظة واحدة. لكن نظراً لأن هذا الطلب كان مجرد امتحان، أراهاللّه كبشاً. فقدمه إبراهيم ذبيحة عوضاً عن ابنه، أو فدية عنه (تكوين 22: 13).

وإسحاق، عندما ظهر له الرب ووعده بمباركة نسله، بنى مذبحاً ودعا باسم الرب (تكوين 26: 25)، معلناً بذلك أنه للرب، وأنه يذبح له دون سواه، كما كان يفعل إبراهيم أبوه.

ويعقوب، لما أتى سالماً إلى مدينة شكيم، أقام مذبحاً ودعاه «إيل، إله إسرائيل»(تكوين 33: 20) «إيل»كلمة عبرية معناها «اللّه»، وفي اللغة العربية أيضاً يسمى اللّه «الإِل»(مختار الصحاح ص 22)، ويرجع السبب في هذا التشابه إلى أن أصل اللغتين العربية والعبرية (والسريانية والأرامية أيضاً) واحد. أما الاسم «إسرائيل»فهو الاسم الذي أطلقه اللّه على يعقوب، عندما أظهر استماتته في التمسُّك باللّه، ومعناه «المجاهد مع اللّه». وبناءً على عهد سابق من يعقوب لله، أمره اللّه بعد مدة،أن يصعد إلى «بيت إيل»ويبني هناك مذبحاً، فصعد وبنى المذبح كما أمره اللّه. ودعا المكان «إيل بيت إيل»، لأن هناك ظهر له اللّه (تكوين 35: 1 - 8). وقبل نزوله إلى مصر لكي يرى ابنه يوسف، ذبح ذبائح للّه (تكوين 46: 1). فظهر له اللّه ووعده بأنه سيرفقه في طريقه إليها.

وأيوب، كان من عادته أن يُصعد ذبائح بعدد أبنائه للّه، ليفديهم بها من قصاص ما يمكن أن يكون قد صدر منهم من خطأ في تصرفاتهم (أيوب 1: 5)، حتى لا يقع هذا القصاص عليهم.

مما تقدم يتضح لنا أن المبدأ الذي على أساسه كان اللّه يُظهِر الرحمة للبشر (حتى الذين اصطفاهم من بينهم) هو اعترافهم بأنهم خطاة وأنهم يستحقون القصاص الأبدي بسبب خطاياهم، ثم تقديمهم بعد ذلك الذبائح عوضاً عن نفوسهم.

الفداء في اليهودية
الصفحة
  • عدد الزيارات: 25528

الإنجيل المقدس مجانا

إحصل على نسختك المجانية من الإنجيل المقدس يصل إلى عنوانك البريدي أو بواسطة صديق.

شاهد فيلم المسيح

شاهد فيلم المسيح بلهجتك الخاصة متوفر بعدة لهجات من مختلف الدول العربية مثل اللهجة الجزائرية والتونسية والمصرية وغيرها.

إتصل بنا عبر سكايب

إلى زوارنا في البلاد العربية بامكانكم الإتصال بأحد مرشدينا مباشرة من الساعة التاسعة صباحا حتى الثالثة مساء بتوقيت مصر.

شاهد قصص الأنبياء

سلسلة قصص درامية باللغة العربية عن أنبياء الله في العهد القديم تبدأ من قصة آدم وحواء حتى قصة الملك داود.