Skip to main content

ثقتي في التوراة والإنجيل المقدس

الكتاب الذي يُعتمد عليه - نماذج من حفريات تبرهن صحة العهد الجديد

الصفحة 21 من 21: نماذج من حفريات تبرهن صحة العهد الجديد

 

2 - نماذج من حفريات تبرهن صحة العهد الجديد:

ـ ا ـ مكانة لوقا كمؤرخ لا يرقى إليها الشك. ويقول أنجز إن علم الآثار القديمة أثبت صحة قصة الأناجيل وعلى الأخص إنجيل لوقا. ويقول: هناك اتفاق عام اليوم على أن سفر الأعمال من قلم لوقا وأنه يرجع للقرن الأول م، وأنه بقلم مؤرخ صادق دقيق في مراجعِهِ ـ 24 ـ .

يعتبر السير وليم رمزي أحد عظماء رجال الآثار قاطبة، وقد تتلمذ على المدرسة التاريخية الألمانية في منتصف القرن التاسع عشر. ولذلك فقد اعتقد أن سفر الأعمال كتب في منتصف القرن الثاني م. وقد مضى يبحث عن أدلة على هذه الفكرة، ولكن بحوثه جعلته ينقض هذه الفكرة تماماً، فكتب يقول: لقد بدأت بحثي بدون تحيز أو إتجاه للفكرة التي انتهيت إليها.بل بالعكس: لقد بدأت وأنا ضد الفكرة، لأن المدرسة الألمانية التي انتميت إليها كانت ضدها. ولم يكن في نيتي مطلقاً أن أفحص هذا الموضوع. ولكن بعد بحث دقيق وجدت أن سفر الأعمال مرجع عظيم المعالم الجغرافية والتاريخية للمجتمع في آسيا الصغرى، ولقد وجدت أن المعلومات الواردة فيه صحيحة بصورة مذهلة.. ومع أنني - في الحقيقة -بدأت بحثي وفكرتي الراسخة أنه كتب في القرن الثاني، ولا يمكن الإعتماد عليه فيما يختص بتاريخ القرن الأول، إلا أنني خرجت من أبحاثي بهذه النتيجة: وهي أنه أكيد استطاع أن يحل لي الكثير من الغموض والمشكلات .

ويظهر رمزي احتراماً كبيراً للوقا كمؤرخ، فيقول: لوقا مؤرخ من الدرجة الأولى، لا لأن عباراته صادقة تاريخياً فحسب، لكن لأنه يملك حاسة تاريخية حقيقية، فإنه يركز على الفكرة والخطة التي تحكم تطور التاريخ، ويزن أهمية كل حادثة يوردها. وهو يعالج كل الحوادث الهامة مظهراً طبيعتها الحقيقية باستفاضة، بينما يعالج بسرعة، أو يغفل تماماً، ما لا قيمة له بالنسبة لقصده. وباختصار يجب اعتبار هذا الكاتب ضمن عظماء المؤرخين ـ 34 ـ .

ولقد ظن البعض أن لوقا أخطأ وهو يصّور الأحداث التي أحاطت بولادة المسيح ـ لوقا 2: 1-3 ـ قائلين إنه لم يحدث اكتتاب ـ تعداد ـ وإن كيرينيوس لم يكن والياً على سورية في ذلك الوقت، وإنه لم يكن هناك داعٍ لأن يذهب كل واحد إلى مدينته.

ولكننا اليوم نعلم، بدون أي شك، أن الرومان كانوا بانتظام يعملون إحصاء لدافعي الضرائب، كما كانوا يعملون تعداداً عاماً كل 14 سنة. وقد بدأ هذا النظام في عهد الإمبراطور أغسطس، وتم أول تعداد في عام 23-22 ق.م أو 9-8 ق.م وتكون إشارة لوقا للتعداد الأخير.

ووجدنا دليلاً على أن كيرينيوس كان والياً على سورية عام 7 ق.م وذلك من كتابة وجدت في أنطاكية. ومن هذا نرى أنه كان حاكماً مرتين مرة في 7 ق.م ومرة في سنة 6 م ـ وهو التاريخ الذي يذكره المؤرخ يوسيفوس ـ ـ 35 ـ .

ووجدت بردية في مصر تذكر كيفية إجراء التعداد، تقول: بسبب التعداد القادم يجب على كل من يقيم بعيداً عن بيته لأي سبب أن يجهز نفسه للعودة إلى موطنه الأصلي وحكومته لإستكمال تسجيل العائلات في هذا التعداد ولتعود الأرض المزروعة إلى أصحابها .

كما ظن رجال الحفريات أن لوقا أخطأ عندما قال إن لسترة ودربة مدينتان في ليكأونية، ولكن إيقونية ليست كذلك ـ أعمال 14: 6 ـ . وقد بنوا افتراضهم هذا على كتابات بعض الرومان مثل شيشرون الذين قالوا إن إيقونية في مقاطعة ليكأونية. واستنتجوا أن سفر الأعمال لا يعتمد عليه. لكن في سنة 1910 وجد السير وليم رمزي شاهداً أثرياً على أن إيقونية كانت مدينة في مقاطعة فرجية. وقد برهنت الحفريات التالية صدق ذلك ـ 29 ـ .

ويقول لوقا إن ليسانيوس كان رئيس ربع ـ TETRARCH ـ على الأبلية ـ لوقا 3: 1 ـ في بدء خدمة يوحنا المعمدان عام 27 م. وكان ليسانيوس الذي يعرفه المؤرخون قد قُتل عام 36 ق.م. لكن شاهداً وجد بقرب دمشق يقول معتوق ليسانيوس رئيس الربع ويرجع تاريخ الشاهد ما بين 14 و 29 م ـ 36 ـ .

وفي الرسالة إلى رومية المكتوبة من كورنثوس يقول بولس إن أراستس هو خازن المدينة ـ رومية 16: 23 ـ . وعند الحفر في كورنثوس عام 1929 وجد شاهد رخامي يقول: أراستس المشرف على المباني العامة أرسى هذا على نفقته الخاصة .

ويرجع تاريخ الشاهد إلى القرن الأول الميلادي، والأرجح أن أرستس هذا هو نفسه الذي ذكره بولس ـ 15 ـ .

وقد وجد في كورنثوس شاهد رخامي آخر يقول: مجمع العبرانيين ولعله كان على باب المجمع الذي حاج فيه بولس ـ أعمال 18: 4-7 ـ . وهناك شاهد آخر مكتوب عليه الملحمة التي ذكرها بولس ـ 1 كورنثوس 10: 25 ـ .

وكم نشكر علماء الحفريات الذين كشفوا معظم المدن القديمة التي وردت أسماؤها في سفر الأعمال. ونتيجة لذلك يمكن أن نتابع كل رحلات بولس ـ 15: 20 ـ .

ويتحدث لوقا عن شغب جرى في أفسس، وعن محفل في مسرح المدينة ـ أعمال 19: 23 ـ . وقد وجدت هناك كتابة تتحدث عن تمثال أرطاميس ـ ديانا ـ الفضي الذي وضع في المسرح خلال المحفل . وقد وجد أن المسرح ـ عند الحفر عنه ـ يسع 25 ألف شخص! ـ 36 ـ .

ويتحدث لوقا عن شغب آخر جرى في أورشليم لأن بولس أدخل أممياً إلى الهيكل ـ أعمال 21: 28 ـ . وقد وجدت كتابة باللغتين اليونانية واللاتينية تقول: ممنوع دخول الأجانب عبر هذا الحاجز المحيط بالهيكل وما يتبع. وكل من يُقبض عليه داخل الحاجز سيكون هو الجاني على نفسه بعقوبة الموت . وهذا أيضاً يبرهن ما قاله لوقا ـ 36 ـ .

وقد كان هناك شك في استخدام لوقا لبعض الكلمات، فهو يقول إن فيلبي جزء من مقاطعة مكدونية. ويستعمل لوقا كلمة يونانية هي Meris التي تعني جزءاً أو منطقة. وقد احتج هورث على استعمال لوقا لهذه الكلمة قائلاً إنها لا تعني مقاطعة . ولكن الحفريات برهنت على أن هذه الكلمة تصف أقسام المقاطعة، وهكذا برهنت الحفريات على دقة لوقا ـ 29 ـ .

وقد استخدم لوقا كلمة والي ـ Proconsul ـ كلقب لغاليون ـ أعمال 18: 12 ـ وثبت أن هذا هو اللقب المضبوط كما جاء في كتابة تم اكتشافها في دلفي جاء فيها: لوسيوس جونيوس غاليون صديقي، ووالي أخائية وهذه الكتابة نفسها ـ 52 م ـ تعطينا التاريخ المضبوط لإقامة بولس في كورنثوس للكرازة مدة 18 شهراً، فقد تولى غاليون ولايته في أول يوليو ـ تموز ـ ، واستمرت ولايته سنة واحدة، خدم خلالها بولس في كورنثوس ـ 36 ـ .

ويطلق لوقا على الحاكم في مالطة لقب مقدم الجزيرة ـ أي الرجل الأول فيها ـ ـ أعمال 28: 7 ـ وقد أظهرت الحفريات أن هذا كان لقب الحاكم فعلاً.

ويسمي لوقا رجال الحكم المدني في تسالونيكي الحكام Poltarch ـ أعمال 17: 6 ـ ولما لم تكن هذه الكلمة موجودة في الكتابات القديمة، قيل أن لوقا أخطأ. ولكن وجدت حوالي 19 كتابة بعد ذلك تستعمل هذا اللقب، خمس منها بالإشارة إلى تسالونيكي ـ 36 ـ .

وفي عام 1945 اكتشفت عظمتان في نواحي أورشليم عليهما كتابة بالجرافيت، قال مكتشفهما إنهما أول السجلات المسيحية، وكانتا في قبر كان مستعملاً قبل سنة 50 م. وعليهما كتابة تقول lesos lou and lesous Aloth ورسم لأربعة صلبان. ولعل الأولى صلاة لطلب العون من المسيح، والثانية صلاة لقيامة الشخص صاحب العظام ـ 36 ـ .

ـ ب ـ البلاط لمدة قرون لم نجد سجلاً عن القاعة التي حوكم فيها يسوع، وهي المدعوة جباثا أي البلاط ـ يوحنا 19: 13 ـ . وقال الكثيرون أن الكتاب أخطأ، فلم يوجد وقتها بلاط !

ولكن الحفريات في فلسطين أظهرت أن البلاط كان في قلعة أنطونيا، مقر قيادة الجيش الروماني في أورشليم. وقد دمرت قاعة البلاط عام 66-70 م خلال حصار أورشليم، وظلت مدفونة، حتى عندما أُعيد بناء المدينة في عهد هارديان. ولم تُكتشف إلا حديثاً ـ 32 ـ .

ـ ج ـ بركة بيت حسدا - لم يكن هناك ما يدل على وجودها إلا في العهد الجديد. ولكنها وجدت الآن في شمال شرق المدينة القديمة. وقد وجد رجال الحفريات بقاياها في سنة 1888 م بالقرب من كنيسة القديسة حنة ـ 36 ـ .

الخاتمة

بعد أن حاولت زعزعة الثقة في الكتاب المقدس، باعتبار أنه كتاب لا يحق الإعتماد عليه، وصلت إلى نتيجة أن الكتاب المقدس وثيقة صحيحة تاريخياً صحة تامة. ولو أن أحداً قال إن الكتاب المقدس ليس موضع إعتماد، لوجب عليه أن يرفض كل وثيقة أدبية قديمة.

ولكني أقابل مشكلة: هي قبول البعض للوثائق الأدبية القديمة، على أساس علمي، لكنهم يرفضون قبول الكتاب المقدس بناء على الأسس العلمية نفسها! وخليق بنا أن نستخدم ذات الأسس في فحص أية وثيقة سواء كانت دينية أم دنيوية!.

فإذا فعلنا هذا، فإنني متأكد أننا سنمسك الكتاب المقدس بيدنا قائلين هذا الكتاب صحيح تاريخياً، وجدير بكل ثقة! .جداَ

الصفحة
  • عدد الزيارات: 58352
تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457
تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.
أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.
تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.