الكتاب الذي يُعتمد عليه - براهين داخلية على صحة الكتاب المقدس
ثانياً
براهين داخلية على صحة الكتاب المقدس
1 - الشك في جانب المخطوطة:
لا زال النقّاد الأدبيون اليوم يتبعون قول الفيلسوف أرسطوإن الشك يجب أن يكون في جانب المخطوطة، وليس في جانب الناقد الذي يدّعي ضدها بغير حق! ـ 18 ـ . ويقول مونتجومري: وعلى هذا فإن الناقد يجب أن يصغي إلى المخطوطة التي يدرسها، ولا يفترض فيها الخطأ أو التحريف إلا إذا ناقض الكاتب نفسه أو ذكر وقائع غير صحيحة ـ 18 ـ .
ويقول روبرت هورن: متى يمكن أن نقول عن صعوبة إنها حجة ضد عقيدة، إن هذا يتطلب ما هو أكثر من مجرد التناقض الظاهري، إذ يجب أن ندرك: أولاٌ - أننا فهمنا ما نقرأه تماماً، وفهمنا استعمال الكلمات والأرقام. وثانياً - يجب أن نلمّ بكل المعرفة عن موضوع الجدل. وثالثاً - أننا وصلنا للدرجة التي لا نحتاج معها إلى مزيد من نور على الموضوع، وأننا أكملنا كل البحوث عن النص وعلم الحفريات.. ألخ .
ويمضي هورن ليقول: إن الصعوبات التي ليست حجة كافية للحكم ضد المخطوطة، فإن المشكلات ليست بالضرورة أخطاء. ونحن بذلك لا نستهين بالصعاب، ولكننا نضعها في إطارها الصحيح. إن الصعوبات تدفعنا للمزيد من البحث. لا يمكن أن نقول: هنا غلطة بالتأكيد حتى نصل إلى المرحلة التي نقول فيها أننا عرفنا كل ما يلزم عن موضوع ما. ومن الواضح أن صعوبات كثيرة انتهت بعد مزيد من الدرس والمعرفة وبخاصة منذ بداية القرن الحالي ـ 19 ـ .
وعلى هذا فليس من الصائب أن نحكم ضد حقائق في الكتاب المقدس بأنها أخطاء، حتى ندرس موضوعها دراسة كافية تنفي كل جهل!
- عدد الزيارات: 59827