Skip to main content

شبهات شيطانية حول العهد الجديد

شبهات شيطانية حول إنجيل متى - قال المعترض الغير مؤمن: ورد في إنجيل متى 24: 2

الصفحة 20 من 27: قال المعترض الغير مؤمن: ورد في إنجيل متى 24: 2

قال المعترض الغير مؤمن: ورد في إنجيل متى 24: 2 قول المسيح : الحق أقول لكم، إنه لا يُترك ههنا حجرٌ على حجرٍ لا يُنقَض . غير أن عمر بن الخطاب بنى المسجد مكان هيكل سليمان، فيكون كلام الإنجيل غلطاً. وبما أنه مذكور في مرقس 13: 2 ولوقا 21: 6 فيكون ثلاثة أغلاط، باعتبار الأناجيل الثلاثة .

وللرد نقول بنعمة الله : تنبأ المسيح عن خراب الهيكل لما كانت الأحوال حسنة، ولم يكن هناك ما يدل على الخراب. أما الهيكل فكان فخر الأمة الإسرائيلية، ومع ذلك تمّ ما أنبأ به المسيح وذلك بعد أربعين سنة، فإن جيش روما استولى على أورشليم سنة 70م، وقد ذكر يوسيفوس المؤرخ اليهودي خراب أورشليم بالتفصيل التام، وكان الرومان قد أسروه وبقي معهم وقت الحصار. وبما أنه كان يهودياً، بل من كهنة اليهود، كان طبعاً لا يروي شيئاً من شأنه تأييد نبوات المسيح.

قال يوسيفوس: لما استولى عساكر روما على المدينة، أصدر تيطس أمراً بأن يخربوها كلها، ماعدا ثلاثة أبراج. أما باقي السور فهُدم تماماً من جدرانه، بحيث لم يبق منه أثر يدل على أنه كان مسكوناً . وقال مايمونيدس (مؤرخ يهودي) إن أحد ضباط جيش تيطس حرث أساس الهيكل - وكان ذلك بعناية إلهية، فإن تيطس كان يتمنى بقاء الهيكل، وكثيراً ما أرسل يوسيفوس إلى اليهود لإغرائهم على ترك العناد وزيَّن لهم التسليم وحفظ المدينة والهيكل. غير أن المسيح كان قد تنبأ عن خراب الهيكل، وكان ذلك قضاءً مقضيّاً. واليهود أنفسهم أحرقوا أولاً أروقة الهيكل، ثم قذف أحد عساكر روما من تلقاء ذاته شعلة نار في المنفذ الذهبي، فاشتعلت النيران، فأصدر تيطس أمراً بإطفاء النيران، ولكن لم يلتفت أحد إلى أوامره من شدة الاضطراب، فهجم العساكر على الهيكل، ولم يثنهم وعد ولا وعيد، فإن مقتهم لليهود حملهم على التخريب. وقال يوسيفوس: أُحرق الهيكل على غير رغبة القيصر .

فترى من ذلك أن نبوّة المسيح تمت بنوع غريب، وصارت أورشليم مدوسةً من الأمم، إلى أن يتم وقتهم. وفشل اليهود المرة بعد الأخرى في أن يستردّوها. وقد صرح يوليان المرتد امبراطور روما لليهود ببناء مدينتهم وهيكلهم، بل حثَّهم على ذلك، ووعدهم بالعودة إلى وطنهم العزيز. وكانت غايته من ذلك تكذيب ما ورد في الإنجيل، فإنه كان ارتد وصار من ألدّ أعداء الديانة المسيحية، وكان مغرماً بالعبادة الوثنية، فكانت غيرة اليهود مثل غيرته، وشرعوا في وضع أساس الهيكل، ولكن لم يتيسر لهم مع مساعدة هذا الامبراطور تتميم هذا العمل. قال أحد المؤرخين الوثنيين إن ناراً مخيفة انبعثت من الأرض وأحرقت العمال، وتعذَّر عليهم الدنوّ من الأساسات، وأضربوا عن العمل. وعلى كل حال فسواء حصلت هذه المعجزات الباهرة أو لم تحصل، فالنتيجة واحدة، وهي أنه لم يُبْن الهيكل، وتمت أقوال النبوّة.

أما قول المعترض إن عمر بنى جامعاً محل الهيكل، فنقول إنه لا يوجد دليل على أن جامع عمر هو في موضع الهيكل، وذلك أن الرومان خربوا أورشليم والهيكل وحرثوها حرثاً، بل أن أدريان أصدر أمراً بأن تحرث بالملح لكي لا تُزرع، فضاعت آثار الهيكل ومعالمه، ولم يهتد أحدٌ إلى موقعه الأصلي. ولو فرضنا أن عمر بن الخطاب بنى جامعه مكان هيكل سليمان لكان ذلك من أقوى الأدلة على صدق أقوال النبوة، فإن المسيح قال عن الهيكل إنه سيخرب وأن أورشليم تكون مداسة من الأمم حتى تكمل أزمنة الأمم (لوقا 21: 24). فبناء عمر لجامعه مكان الهيكل هو أعظم دليل على أن الأمم داست أورشليم، وأن بناء الهيكل نُقض ولم يُترك فيه حجرٌ على حجرٍ.

قال المعترض الغير مؤمن: عمل المسيح المعجزات لا يدل على نبوَّته فضلاً عن ألوهيته، فقد جاء في متى 24: 24 قول المسيح سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون أياتٍ عظيمة وعجائب، حتى يُضِلّوا لو أمكن المختارين أيضاً وورد في 2تسالونيكي 2: 9 الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة .

وللرد نقول بنعمة الله : المعجزة هي أمر خارق للعادة، داعية إلى الخير والسعادة، مقرونة بدعوى النبوة، قُصد بها صدق من ادّعى أنه رسول من الله.

ويلزم أن تكون المعجزة ظاهرة أمام العيان، بحيث لا يختلف فيها اثنان. فإذا قال أحد إن جبريل أتاه ليلاً وأصعده إلى السماء مثلاً فلا تُقبل دعواه، لأنه ربما كان ذلك من الخيالات التي كثيراً ما تطرأ على الإنسان في المنام. أما فتح أعين العميان وإحياء الموتى وشفاء الأبرص والأكمه أمام الجماهير الكثيرة من الأعداء والأصدقاء، فهي المعجزة لأنها خارقة للقوانين الطبيعية.

ويلزم أن تكون المعجزة نافعة ومفيدة، فكلام الحصى والرمان والعنب وأكفة الباب وحيطان البيت والشجرة ليست بمعجزة، فإنه لا فائدة للإنسان منها.

ويلزم في المعجزة الإجماع والتواتر، وقد توفرت شروط صحة المعجزة في آيات المسيح، فأتى بالأمور الخارقة للعادة، فكان يأتي إليه الكثيرون من الوجهاء والعظماء ويستغيثون بكرمه ليشفي أولادهم من الأمراض أو يقيم أحباءهم من الموت.

وشهد القرآن لمعجزات المسيح، فورد في آل عمران 3: 49 إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله، وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله، وأنبئكم بما تأكلون وما تدّخرون في بيوتكم إن في ذلك لآيةً لكم إن كنتم مؤمنين . وكذلك ورد في سورة المائدة 5: 110 إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك، إذ أيدتك بروح القدس، تكلم الناس في المهد وكهلاً. وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل، وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيراً بإذني، وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني، وإذ تخرج الموتى بإذني .

وقد حذر المسيح رسله من الأنبياء الكذبة الذين يأتونهم بالحيل والمكائد، وتنبأ أنه سيظهر البعض بتلك السمات الكاذبة. وقد ظهروا فعلاً، فقال يوسيفوس: ظهر كثيرون ممن ادّعوا الوحي الإلهي وأضلوا كثيرين، وقادوهم إلى البراري، وادعوا أن الله سيعتقهم من نير روما، وإن نبياً كاذباً أغرى نحو ثلاثين ألف نفر فخرجوا معه إلى البرية فلاشاهم فيلكس عن آخرهم. وبعد صلب المسيح ظهر سيمون الساحر، وأغرى سكان السامرة بأنه قوة الله العليا، وادّعى أنه ابن الله. كما ظهر دوسيثوس السامري وادعى أنه هو المسيح الذي تنبأ عنه موسى، كما ظهر بعد صلب المسيح باثنتي عشرة سنة نبي كاذب اسمه نادوس أغرى كثيرين أن يأخذوا ثيابهم ويقتفوا أثره إلى نهر الأردن بدعوى أنه سيفلقه ليعبروا منه، وقال يوسيفوس إنه أضل كثيرين، وتم بذلك قول المسيح. ثم ظهر بعد ذلك بسنين قليلة أنبياء كذبة كثيرون في عهد نيرون، وكان لا يمضي يوم بدون أن يقتل الحكام واحداً منهم (تاريخ يوسيفوس الكتاب 20 فصل 4 و7).

وقول المسيح إن المضلين يدّعون بعمل آيات كذبة، هو كما فعل سحرة المصريين. وكل من يفهم ويدرك يمكنه أن يميّز بين المعجزات الصادقة من الكاذبة، فالمعجزات هي من أقوى الأدلة على صدق النبوة، وإنما الواجب الاحتراس من الكذبة الذين يحتالون بالخداع لإضلال الناس.

قال المعترض الغير مؤمن: جاء في متى 24: 34 عن علامات نهاية الزمان قول المسيح: الحق أقول لكم: لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله . وقد مضى ذلك الجيل، ومضت أجيال عديدة، ولم ينته العالم .

وللرد نقول بنعمة الله : تحدث المسيح في متى 24 ومرقس 13 عن ثلاثة أمور: رجوعه ثانية. وخراب أورشليم، ونهاية العالم. وليس عن نهاية العالم فقط. وقوله: لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله المقصود به تحقيق نبوّته عن نهاية العالم عندما يبدأ الله بتنفيذ مشيئته من جهة خراب أورشليم الثاني . فضلاَ على أنه قد تم ذلك خراب أورشليم الأول، إذ خربت أورشليم سنة 70م وتشتت اليهود في أرجاء الأرض. ولم يكن ذلك الجيل قد مضى بعد.

ومن نبوات المسيح في هذا الأصحاح عن خراب أورشليم الثاني ونهاية العالم، قوله: فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال قائمة في المكان المقدس (ليفهم القارئ) فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال، والذي على السطح فلا ينزل ليأخذ من بيته شيئاً... وويل للحبالى والمرضعات في تلك الأيام. وصلّوا لكي لا يكون هربكم في شتاء ولا في سبت (متى 24: 15-20). فهذا سيتم في نهاية العالم عند ظهور النبي الكذاب في أورشليم….

ومن أقواله في تلك المناسبة، التي تمت أيضاً في ذلك الجيل: يسلّمونكم إلى ضيق، ويقتلونكم. وتكونون مُبْغَضين من جميع الأمم لأجل اسمي. وحينئذ يعثر كثيرون ويسلّمون بعضهم بعضاً (متى 24: 9 و10). وأيضاً قوله: حينئذ يكون اثنان في الحقل، يُؤخذ الواحد ويُترك الآخر. إثنتان تطحنان على الرحى، تؤخذ الواحدة وتُترك الأخرى (متى 24: 24 و41).

إذن الأصحاح فيه معلومات على عن ثلاثة أمور: رجوعه ثانية. وخراب أورشليم، ونهاية العالم. وعبارة مجيء ابن الإنسان تعني مجيئه الثاني في نهاية الزمان. كما قال: طوبى لأولئك العبيد، الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين. كونوا أنتم مستعدين، لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان. طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا (لوقا 12: 37 و40 و43). وقوله أيضاً لئلا يأتي بغتة فيجدكم نياماً (مرقس 13: 36).

اعتراض على متى 24: 36
  • عدد الزيارات: 44823
تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457
تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.
أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.
تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.