Skip to main content

شبهات شيطانية حول العهد الجديد

شبهات شيطانية حول إنجيل مرقس

الصفحة 1 من 9

مقدمة لإنجيل مرقس

قال المعترض الغير مؤمن: قال إيريناوس إن مرقس، تلميذ بطرس ومترجمه، كتب بعد موت بطرس وبولس الأشياء التي وعظ بها بطرس . وقال لاردنر: أظن أن مرقس لم يكتب إنجيله قبل سنة 63 أو سنة 64 لأنه لا يُتخيَّل وجه معقول لقيام بطرس في الروم قبل هذا . وهو مثل ما قال إيريناوس. وقال باسينج موافقاً لإيريناوس إن مرقس كتب إنجيله في سنة 66. فثبت أن بطرس لم يرَ إنجيل مرقس يقيناً. أما رواية رؤية بطرس لهذا الإنجيل فضعيفة لا يُعتدّ بها .

وللرد نقول بنعمة الله : أجمعت التقاليد الصحيحة على أن مرقس البشير كان تلميذ بطرس وترجمانه، والإنجيل ناطق بأنه كانت توجد علاقة وثيقة بين الرسول بطرس وبين عائلة البشير مرقس، حتى أنه لما أطلق ملاك الله بطرس من السجن توجَّه إلى بيت مريم أم مرقس، فإن الرسل كانوا مجتمعين في بيتها يقدمون الصلوات والابتهالات لله (أعمال 12: 12). قال بابياس: لما كان مرقس البشير ترجمان بطرس الرسول، كتب ما سمعه منه عند إلقاء عظاته، بدون مراعاة زمن حصول الحوادث في تاريخ المسيح. ولكنه أخذ عن بطرس الأقوال التي يلقيها حسب مقتضيات الأحوال . وقد ذكر يوسابيوس في تاريخه الكنسي شهادة إيريناوس بهذا الصدد، وكذلك شهادة أكليمندس أسقف الإسكندرية وشهادة أوريجانوس. ويوجد غير هذا شهادات ترتليان وجيروم. ومع أنه يوجد بعض اختلاف في أمور جزئية، إلا أنهم أجمعوا على أمرين: (1) إن مرقس كان رفيق بطرس وبينهما علاقة خصوصية، و (2) إن مرقس هو الذي كتب هذا الإنجيل بإلهام الروح القدس، وكان بولس الرسول يثق به (كولوسي 4: 10 و2تيموثاوس 4: 11).

أما من جهة تاريخ تدوين هذا الإنجيل، فأجمع جميع المؤرخين القدماء على أنه كتبه في روما، وأنه كان ترجمان بطرس الرسول وناقل قوله، وأنه أملاه عليه. ومع هذا فذهب البعض إلى أنه دوّنه بعد وفاة بطرس. وعلى كل حال فإن مرقس كان بشيراً ملهماً بالروح القدس، أنه كتب من سنة 56 إلى سنة 65م. ويُفهم من ذات أقوال الإنجيل أنه كُتب بعد تشتت الرسل بين الأمم، فإنه قال في 16: 20 إنهم كرزوا في كل مكان، والرب يعمل معهم ويثبّت الكلام بالآيات التابعة . ولا يخفى أن الرسل لم يتركوا اليهودية قبل سنة 50م، فالأرجح أن تاريخ كتابته هو بين سنة 60 ، 63م، فيكون بطرس الرسول اطلع عليه.

وقد أجمع جميع قدماء المؤرخين على أن بطرس كان يكرز في روما، فطلب المسيحيون من مرقس أن يدوّن كرازته، ففعل ذلك وسلّمه لهم. ومن الأدلة الداخلية المؤيدة أنه كُتب باطلاع بطرس، هو أننا نجد في هذا الإنجيل تواضع بطرس ظاهراً للعيان، فأوضح ضعفه البشري وسقوطه وغضَّ الطرف عن مناقبه، وإذا تكلم عن مرتبته لم يجعل لها أهمية.

اعتراض على مرقس 1: 2

انظر تعليقنا على متى 11: 10

قال المعترض الغير مؤمن: ورد في مرقس 1: 6 أن يوحنا كان يأكل جراداً وعسلاً برياً، وورد في متى 11: 18 أنه كان لا يأكل ولا يشرب - وهذا تناقض .

وللرد نقول بنعمة الله : لا يوجد تناقض، فقد قضى يوحنا حياة تقشّف وزُهد، فكان يقتصر على أكل الجراد والعسل البري، وهذا ليس أكلاً وشُرباً اعتياديين، فإن المسيح قال عن يوحنا: ماذا خرجتم لتنظروا؟ أإنساناً لابساً ثياباً ناعمة؟ (لوقا 7: 24) يعني أن يوحنا ليس من أصحاب الترف، فصحَّ أن يُطلق عليه إنه لا يأكل ولا يشرب كناية عن التقشّف والزهد، فلا يُعقل أن إنساناً يعيش بدون أكل ولا شرب مطلقاً، فلا نفسّر هذا حرفياً.

قال المعترض الغير مؤمن: يقول الإنجيل: يأتي بعدي من هو أقوى منّي، الذي لستُ أهلاً أن أنحني وأحل سيور حذائه (مرقس 1: 7). والإنجيل كلام المسيح، وهذه الآية من الإنجيل فهي من كلام المسيح. وعليه يكون المسيح قد أنبأ بمجيء نبي بعده أفضل منه بكثير .

وللرد نقول بنعمة الله : تقول آية 6 إن صاحب هذه الكلمات هو يوحنا المعمدان لا يسوع. وقال المعمدان في يوحنا 1: 26-34 إن الآتي بعده هو المسيح. وفي الغد نظر يوحنا يسوع مقبلاً إليه فقال: هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم. هذا هو الذي قلتُ عنه يأتي بعدي، رجلٌ صار قدامي، لأنه كان قبلي (يوحنا 1: 29 و30 أنظر متى 3: 11-14 ولوقا 3: 16 و17).

فإذا قيل إن يسوع كان معاصراً ليوحنا، فلا يصح أن يقول عنه إنه يأتي بعده، نقول: وإن كان معاصراً له، إلا أن المسيح لم يبدأ خدمته إلا بعد سَجْن يوحنا وانتهاء خدمته، لأن هيرودس ملك اليهود أمر بقطع رأسه (مرقس 1: 14 ومتى 4: 12 و17).

اعتراض على مرقس 1: 11
الصفحة
  • عدد الزيارات: 21083
تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457
تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.
أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.
تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.