شبهات شيطانية حول إنجيل متى - قال المعترض الغير مؤمن: في إنجيل متى 8: 18-22
قال المعترض الغير مؤمن: في إنجيل متى 8: 18-22 طلب كاتبٌ أن يتبع المسيح، واستأذن رجل آخر لدفن أبيه، ثم جاء ذكر معجزات باهرة أخرى، ثم قصة التجلي في أصحاح 17. أما لوقا فذكر الطلب والاستئذان في أصحاح 9 بعد قصة التجلي .
وللرد نقول بنعمة الله : راعى كل من متى ولوقا ترتيباً في ذكر معجزات المسيح وتعليمه حسب ما ساقه إليهما الروح القدس، فراعى أحدهما الزمان، والآخر المكان كما يُعلم من سياق الكلام. نعم لو أثبت أحدهما شيئاً ونفاه الآخر لعُّد تناقضاً.
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في متى 8 أولاً شفاء الأبرص بعد الموعظة على الجبل، ثم شفاء عبد قائد المئة بعد دخوله كفر ناحوم، ثم شفاء حماة بطرس. ولكن ذكر في لوقا 4 أولاً شفاء حماة بطرس، ثم في لوقا 5 شفاء الأبرص، ثم في لوقا 7 شفاء عبد قائد المئة. فأحد البيانين غلط .
وللرد نقول بنعمة الله : لو ذكر لوقا الآيات في مكان واحد لكان الاعتراض معقولا، ولكنه ذكرها في محال متنوعة لمناسبات مختلفة. ولا يخفى أن بعض الرسل كان يراعي في سرد معجزات المسيح الترتيب التاريخي، والآخر يراعي المكان، والآخر مناسبات الأقوال، بما لا يخرج عن التوافق والتطابق. وكان البعض يراعي نتائج المعجزة وتأثيرها على السامعين وما ترتَّب عليها من هداية الأنفس، فيقدمها على غيرها من المعجزات.
قال المعترض الغير مؤمن: ورد في متى 8: 28 أنه لما جاء المسيح إلى العبر إلى كورة الجرجسيين استقبله مجنونان خارجان من القبور، وورد في مرقس 5: 2 ولوقا 8: 27 أنه استقبله من القبور إنسان به روح نجس. واحد أو اثنان؟ .
وللرد نقول بنعمة الله : اقتصر مرقس ولوقا على ذكر المجنون الذي كان أشد هياجاً وعربدة. ولنفرض أن شخصين توجها إلى مستشفى الأمراض العقلية وبعد خروجهما رويا ما شاهداه، ونسجا على منوال متى ولوقا بأن اقتصر أحدهما على ذكر واحد وصرف النظر عن الآخر، بينما الراوي الثاني ذكر الاثنين. فهل يجوز أن نقول إن كلامهما متناقض؟ كلا! لكن لو قال أحدهما إنه لم يكن هناك غير مجنون واحد لكان تناقضاً.
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في متى 8: 31 و32 أن المسيح أهلك قطيع خنازير سمح للشيطان بدخوله فيه، فاندفع إلى البحر ومات. لماذا يؤذي المسيح أصحاب الخنازير بإهلاك الثروة الحيوانية؟
وللرد نقول بنعمة الله : (1) للمسيح الحق أن يستخدم الوسائل الرمزية لإعلان حقه. لقد لعن شجرة تين فيبست (متى 21: 20) ليدين النفاق. وهنا أدان النجاسة. فقد اعتبر الناس في ذلك العصر الخنازير رمزاً للشهوات والفساد، كما نعتبر الثعلب في زمننا رمزاً للمكر والخداع. وقد نظر اليهود للخنازير نظرة احتقار، بسبب الضرر الصحي من أكل لحومها، والضرر الطقسي حسبما علَّمت شريعة موسى، ثم لشراستها، وكانوا يشّبهون السكير المتمرّغ في الوحل بالخنزير القذر.
(2) لما وجدت الخنازير نفسها تحت سلطة الشياطين اندفعت للهلاك تحت تأثير الفزع والخوف، فأهلكت نفسها. فلا يكون المسيح هو الذي أهلكها.
قال المعترض الغير مؤمن: نقرأ في متى 9 قصة المجنون الأخرس، وفي متى 10 إعطاء المسيح تلاميذه قدرة على إخراج الشياطين وشفاء المرضى وإرسالهم، ثم ذكر آيات أخرى، وذكر قصة التجلي في أصحاح 17 . وكتب لوقا أولاً في أصحاح 9 إعطاء المسيح لتلاميذه قدرة على المعجزات، ثم قصة التجلي. وفي هذا الأصحاح وفي أصحاح 10 وأول أصحاح 11 ذكر معجزات آخرى، ثم ذكر معجزة المجنون الأخرس .
وللرد نقول بنعمة الله : راعى أحد البشيرين المعجزات التي صنعها المسيح لليهود، فذكرها أولاً، وأخّر الأقوال التعليمية عنها كما فعل متى. والآخر قدم التعاليم والخطابات الإلهية على المعجزات. وبصرف النظر عن ذلك، فالمسيح صنع معجزات كثيرة قبل التجلي وبعده، وأخرج شياطين من أكثر من مجنون أخرس.
قال المعترض الغير مؤمن: ورد في متى 9: 9 أن الذي دعاه المسيح عند مكان الجباية هو متى، وورد في مرقس 2: 14 أن اسمه لاوي بن حلفي، وورد في لوقا 5: 27 أن اسمه لاوي .
وللرد نقول بنعمة الله : (1) تدل القرائن التي ذكرها كل منهم على أن الشخص واحد، فكل منهم ذكر وظيفته المشهور بها، وقال إنه كان جالساً عند مكان الجباية، وإن المسيح دعاه ليتبعه، واختاره ليكون من التلاميذ فترك كل شيء وتبعه.
(2) كثيراً ما يُسمى الشخص باسمين، فبطرس يُسمَّى سمعان ويُسمَّى صفا. وقد غيَّر شاول الطرسوسي اسمه إلى بولس عندما صار مسيحياً. والمعهود بيننا أنه إذا انتقل الإنسان من حالة إلى أخرى غيّر اسمه إشارة إلى رفض الحالة السابقة.
(3) اقتصر بعض التلاميذ على ذكر اسمه بدون ذكر اسم أبيه، اكتفاءً بذكر صناعته وظروفه الخصوصية، وهي هنا قوله إنه كان جالساً عند مكان الجباية. ثم أن حلفى أبا يعقوب هو غير والد لاوي.
اعتراض على متى 9: 13
انظر تعليقنا على مرقس 2: 17
قال المعترض الغير مؤمن: بين متى 9: 18 ومرقس 5: 23 في قصة ابنة الرئيس اختلاف، فالأول قال إن الرئيس قال للمسيح: ابنتي ماتت، والثاني قال إن ابنتي على آخر نَسَمة .
وللرد نقول بنعمة الله : قال إنجيل متى إن يايرس قال للمسيح إنها ماتت . ولكن إنجيل مرقس يقول إن يايرس قال: ابنتي الصغيرة على آخر نسمة . ويصف إنجيل لوقا حالتها بأنها كانت في حال الموت (لوقا 8: 42) والحقيقة هي أنه عندما ترك يايرس بيته كانت على وشك الموت، وعندما وصل إلى المكان الذي كان المسيح فيه لم يكن يدري إن كانت ابنته حية أو ماتت. فوصفها مرة بأنها ماتت ومرة أخرى بأنها على وشك الموت، فقال: ابنتي الصغيرة على آخر نسمة. ليتك تأتي وتضع يدك عليها لتُشفى فتحيا . وكلمة لتشفى لأنها مريضة، وكلمة لتحيا لأنها ماتت. فالرجل لم يكن متأكداً من حالة ابنته، فتحدث مرة عن خطورة حالتها وطلب شفاءها، ومرة أخرى تحدث عن موتها.
- عدد الزيارات: 45385