Skip to main content

القرآن والكتاب المقدس

هل توجد مشاكل علمية في القرآن؟ - عَلَقَة، وأطوار أخرى في تكوين الجنين

الصفحة 7 من 13: عَلَقَة، وأطوار أخرى في تكوين الجنين

6 - عَلَقَة، وأطوار أخرى في تكوين الجنين:

جاءت كلمة علقة (بصيغة المفرد) خمس مرات في القرآن، وجاءت بصيغة الجمع عَلَق مرة واحدة، في خمس آيات قرآنية، لتصف مرحلة من مراحل نمو الجنين.

تقول سورة القيامة 75:37-39 (من العهد المكي المبكر) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى . وتقول سورة غافر 40:67 (من العهد المكي المتأخر) هُوَ الذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمّىً وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ .

وتضيف سورة الحج 22:5 (من العهد المكي والمتأخر والعهد المدني المبكر) بعض المعلومات، فتقول يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ البَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً.. ,

ولكن سورة المؤمنون 23:12-14 تقدم أكثر الآيات معالجة للموضوع (وهي من العهد المكي المتأخر) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلاَلَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا العَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا المُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا العِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ .

ويعرف كل دارس للأحياء أن لا وجود لمرحلة العلقة في تكوين الجنين، وهذا يخلق مشكلة علمية كبرى.

قال الراغب الأصفهاني في كتابه معجم مفردات ألفاظ القرآن عن علقة الدم الجامد، ومنه العلقة التي يتكون منها الولد، وعلِقت المرأة حبلت. والعَلَق التشبُّث بالشيء .

وكان أول ما أُنزل على محمد من القرآن في مكة سورة العلق 96:1 و2، وتقول فاتحتها ا قْرَأْ بِا سْمِ رَبِّكَ الذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ .

ويقول د. بوكاي: علق تشير إلى ما يعلُق (ما يتشبَّث بالشيء). ذلك هو المعنى الأول. وجلطة الدم معنى مشتق من هذا المعنى (ص 231).

وينتقد د. بوكاي مترجمي القرآن إلى الإنكليزية والفرنسية في ترجمتهم لكلمة علقة فيقول:

فأكثر ما يُضل الباحث هنا أيضاً هو مشكلة المفردات. فالواقع أن ترجمات وتفسيرات بعض الفقرات التي ما زالت منتشرة في عصرنا تعطي لرجال العلم الذين يقرأونها فكرة مغلوطة تماماً عن الآيات الخاصة بهذا الموضوع. على سبيل المثال تقول معظم هذه التفسيرات بتشكُّل الإنسان ابتداءً من جلطة دم أو ابتداءً من التحام . وهذه المقولة لا يقبلها مطلقاً العالِم المتخصص في هذا الميدان.. مثل هذه الملاحظة تجعلنا نتصوَّر الأهمية الكبرى لاقتران المعارف اللغوية والمعارف العلمية للوصول إلى إدراك معنى المقولات القرآنية عن التناسل (ص 226 و227).

فكيف يريد د. بوكاي أن يترجموا كلمة علقة للإنكليزية أو الفرنسية؟.. يريدهم أن يترجموها التحام أو ما يعلق أو ما يتشبَّث بالشيء . ويقول يتحقق استقرار البويضة بالرحم بواسطة امتدادات حقيقية، كما لو كانت بذوراً تضرب في الأرض.. وهذه الامتدادات هي التي تجعل البويضة تتعلق بالرحم (ص 230).

وهذا الكلام ممكن، وهو أقرب لحقائق العلم. ولكن أين ذِكر البويضة؟ إن ما يتشبث بالشيء لا يتكون من السائل المنوي وحده، بل من اندماج نواة المني ونواة البويضة. وبالطبع فإن إغفال ذكر أمرليس بالضبط ارتكاب خطإ، ولكنه ينتقص من الحقيقة.

وثانياً: إن ما يتشبث بالشيء لا يتوقف عن التعلُّق حتى يصبح مُضغة ، ولكنه يستمر عالقاً مدة ثمانية أشهر ونصف حتى يولد.

وثالثاً: تقول تلك الآيات إن المضغة تصبح عظاماً، ثم يغطيها اللحم (العضلات). وهذا ما يتكرر في سورة البقرة 2:259 وَانْظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً . ويتضح من هذا أن الهيكل العظمي يتكون أولاً، ثم يكسوه اللحم، والحقيقة أن العظام واللحم يأخذان في التكوُّن في وقت واحد، وفي نهاية الأسبوع الثامن يكون الجنين قادراً على الإتيان ببعض الحركات العضلية، لأن الضلوع تصبح غضروفية، وتتواجد العضلات، ويبدأ تكوين العظام عند أطراف الضلوع وتنتشر في العمود إلى أن تصل إلى أطراف الغضروف في الشهر الرابع. وتكون العضلات قادرة على الحركة ببداية الأسبوع الثامن، ولو أنها منذ الأسبوع العاشر إلى الثاني عشر تتطور وتنمو.

فلو قلنا إن العلقة تصبح مضغة في الأسبوع الرابع، فإن العضلات تكون موجودة مع العظام، ولا تكسو عظاماً كانت موجودة من قبل، كما يقول القرآن. وتبقى المشكلة بغير حل.

ونكرر سؤالنا: هل كانت فكرة العلقة ثم المضغة المخلّقة معروفة مفهومة عند أهل مكة والمدينة لتكون لهم آية ؟ إن المرء لا يرى الجنين عند الإجهاض المبكر، ولا يرى ما يشبه المضغة إلا المشيمة البالغة من العمر شهرين. ترى ماذا فهم أهل مكة والمدينة من كل هذا ليدفعهم ويقنعهم ليؤمنوا بالقيامة؟

حديثان يذكران العلقة

الحديث الأول: عن أنس بن مالك أن جبريل أتى رسول الله وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشقَّ عن قلبه، فاستخرج القلب واستخرج منه علقة سوداء، فقال: هذا حظ الشيطان. ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأَمَه، ثم أعاده في مكانه. وجاء الغلمان يسعون إلى أمه (يعني مرضعته حليمة) فقالوا: إن محمداً قد قُتل. فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال أنس: وقد كنتُ أرى أثر ذلك المخيط في صدره (السيرة الحلبية 1:231).

ويظهر من هذا الحديث استعمالٌ مبكر لكلمة علقة استُخدمت لتعني كتلة دم سوداء، ولكنها لا تثبت المعاني المقترحة من د. تركي ولا د. بوكاي، ولا محمد أسعد.

أما الحديث الثاني فعن زيد بن وهب، قال عبد الله: حدّثنا رسول الله، وهو الصادق المصدوق، قال إن أحدكم يُجمَع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله مَلَكاً فيؤمر بأربع كلمات، ويُقال له: اكتُب عمله ورزقه وأَجَله وشقيٌّ أو سعيد، ثم يُنفخ فيه الروح. فإن الرجل منكم ليعمل حتى ما تكون بينه وبين الجنة إلا ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل أهل النار. ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة (البخاري، كتاب بدء الخلق ج 4 ص 135 ط دار الشعب بالقاهرة - ومشكاة المصابيح حديث رقم 82 - متفق عليه).

وهذا الحديث عن محمد، وقد رواه البخاري ومسلم، وأخطاؤه واضحة في القول إن المني يبقى 40 يوماً، ثم العلقة 40 يوماً (ومجموعهما 80 يوماً). ثم المضغة 40 يوماً (ومجموعهم 120 يوماً). وقد أثبت العلم الحديث أن الجرثومة المنوية تبقى حية لمدة أقل من أسبوع داخل المرأة، وأن في مدة 70 يوماً تكون أعضاء الجنين قد نمت وتطورت، ما عدا المخ والعظام. ولكن هذا الحديث يقول إن الجنين لا يصير مضغة إلا بعد 80 يوماً، وهو خطأ علمي. ويذكر د. بوكاي هذا الحديث ويقول وصف تطور الجنين في هذا الحديث لا يتفق مع المعلومات العلمية الحديثة (ص 281).

ولا يساعدنا هذا الحديث في تحديد معنى كلمة علقة ولكنه يرينا ما كان العامة يؤمنون به في عصر محمد، ولو أنه يواجهنا بمشاكل فقهية متعددة.

المشكلة الفقهية

هل الأخطاء العلمية في حديث تضعف التعاليم الفقهية الواردة فيه؟ وإن كان حديث ما ضعيفاً أو مدسوساً، فكيف نضمن صدق أي حديث آخر؟ وكيف نتأكد أن النقل صحيح لأي حديث؟ وماذا نقبل من الحديث إن كان ذلك الحديث لا يقدم إلا معرفة محمد ومداركه العلمية؟؟

مدة الحَمْل
الصفحة
  • عدد الزيارات: 23846

راديو نور المغرب

تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457

شهادات صوتية

تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.

إستمع واقرأ الإنجيل

أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.

شهادات بالفيديو

تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.