هل توجد مشاكل علمية في القرآن؟ - تناقض في الزمن
4 - تناقض في الزمن:
(أ) أيام الخَلق القرآنية:
تحدثنا في فصل 2 من الجزء الأول عن معنى كلمة دخان في علاقتها بأيام الخليقة. ونتأمل الآن في عدد تلك الأيام وتتابُعها. وفي القرآن سبع إشارات لخلق السماوات والأرض في ستة أيام، هي سورة الأعراف 54 وسورة يونس 3 وسورة هود 7 وسورة الفرقان 59 وسورة السجدة 4 وسورة ق 38 وسورة الحديد 4. ونكتفي هنا باقتباس سورة يونس 10:3 (من العهد المكي المتأخر) لأنها تحوي كل ما أوردته الآيات الأخرى من حقائق: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ا سْتَوَى عَلَى العَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ؟ .
وهذا كلام واضح، ولكن سورة فصلت 41:9-12 (من العهد المكي المتأخر) تقول: قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً ذَلِكَ رَبُّ العَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ ثُمَّ ا سْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ا ئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُّنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ .
وواضح أن هذه الآيات تقول إن الله خلق الأرض في يومين، وأقواتها في أربعة. والمجموع ستة أيام. وبعد أن خلق الجبال والأقوات من نباتات وحيوانات خلق السماوات السبع في يومين. فيكون المجموع الكلي ثمانية أيام.
لقد قال القرآن في سبع آيات إن أيام الخلق ستة، وفي فُصلت قال إنها ثمانية. فماذا نفعل؟ علينا أن نضع الشك في صف الكاتب، وليس في صفّنا. فلنفترض أساساً أن محمداً اعتبر بعض تلك الأيام متزامنة، فيكون مجموعها الكلي ستة. ولكن هذا الافتراض يتركنا مع مشكلة أخرى هي أن الأرض تكوّنت، وبردت، ونمت فيها أشجارها وحيواناتها قبل خلق السماوات، وهو ما تقوله أيضاً سورة البقرة 2:29 هُوَ الذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ ا سْتَوَى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ .
وواضح أن هذه العبارات القرآنية لا تتوافق مع نظريات العلم الحديث في بدء الكون. وسأترك لغيري أن يجد إجابة لهذه المشكلة.
- عدد الزيارات: 25129