Skip to main content

القرآن والكتاب المقدس

هل توجد مشاكل علمية في القرآن؟

الصفحة 1 من 13

(أ) الأرض والسماوات،

وأيام الخليقة: ستة أم ثمانية؟

1 - الجبال:

خصص د. بوكاي صفحات 206-208 من كتابه ليتحدث عن تضاريس الأرض وناقش الآيات القرآنية التي تحدثت عن الجبال، وقال: يصف علماء الجيولوجيا الحديثون تعرُّجات الأرض بأنها تثبّت الأجزاء البارزة التي تتراوح أبعادها من الكيلومتر إلى عشرة كيلومترات، ومن ظاهرة التعرج هذه ينتج ثبات القشرة الأرضية . ويقتبس من سورة الأنبياء 21:31 (وهي من العهد المكي الوسيط) وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ ومن سورة النحل 16:15 (من العهد المكي المتأخر) وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ ومن سورة لقمان 31:10 (من العهد المكي المتأخر) وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ ومن سورة النبإ 78:6 و7 (من العهد المكي المبكر) أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَاداً وَالجِبَالَ أَوْتَاداً ويقول: والأوتاد المشار إليها هنا هي تلك التي تُستخدَم في تثبيت الخيام في الأرض (ص 208). ويقتبس من سورة الغاشية 88:19 و20 .. وَإِلَى الجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ .

وتقول هذه الآيات إن الله أرسى الجبال في الأرض كأوتاد خيمة ليحفظها من أن تميد (أي تميل وتضطرب).

ويعلّق د. دافيد يونج على ما اقتبسناه من د. بوكاي في مطلع كلامنا هنا بالقول:

صحيحٌ أن سلاسل جبال كثيرة تكوَّنت من صخور متعرجة، ولكن ليس صحيحاً أن هذه التعرجات تثبت الأجزاء البارزة. بل إن وجود هذه التعرجات دليل على عدم ثبات أديم الأرض (3).

وهذا يعني أن الجبال لا تحفظ الأرض من أن تميل، بل إنها تجعل سطح الأرض يهتزّ! وتقترح النظريات الجيولوجية الحديثة أن أديم الأرض الصلد مكوَّن من أجزاء أو طبقات تتحرك مع بعضها ببطء، بسرعة تعادل سرعة نمو الأظافر. وتنفصل الطبقات أحياناً. ويعتقد معظم الجيولوجيين أن هذا يوضح انفصال أمريكا الشمالية والجنوبية عن قارتي أوربا وأفريقيا. وفي بعض أنحاء الكرة الأرضية تتصادم هذه الطبقات وتنبعج وتتغضَّن وتنزلق فوق بعضها. وتجد هذا في الشرق الأوسط حيث كان تحرُّك شبه الجزيرة العربية نحو إيران سبباً في ظهور سلسلة جبال زاجروس، وجبال أطلس في المغرب، وجبال الألب التي تكوَّنت بسبب تحرك الطبقات الأرضية. وفي أنحاء كثيرة من العالم يشهد المسافر تلالاً من طبقات حجر جيري كانت سابقاً في وضع أفقي في البحار منذ دهور، ولكنها قائمة اليوم بزوايا 30 و50 وحتى 90 درجة. والرسم البياني 7 يبيّن مثل هذا النوع من التكوين.

رسم بياني 7

وقد كتب ابن سينا في كتاب الشفاء (412 هـ ، 1021م) ملاحظاته عن هذه الطبقات، قال ما معناه:

من الممكن أنه في كل مرة انحسر فيها البحر ترك طبقة، لأننا نرى الجبال تكوّنت من طبقات، فمِن المحتمل أن الطين الذي تكونت منه كان يوماً ما مرتَّباً في طبقات، تكونت طبقة منه أولاً، ثم في أزمنة مختلفة جاءت عليه طبقة تبعتها طبقة ثالثة، وهكذا.. (4).

وفي بعض الأحيان تتماسك الطبقات معاً وتتوقف عن الانزلاق. وعندما تعجز قوى الاحتكاك عن العمل تبرز الطبقة المتماسكة بضغط قوي متواصل محدثة هزّة هائلة. وفي زلزال حديث في سهل كوكوز في مكسيكو قفزت طبقة متماسكة إلى الأمام مسافة ثلاثة أمتار. وأثناء هزات أرضية أخرى قفزت طبقات أرضية إلى أعلى أو إلى أسفل، ففى عام 1923 حدثت هزة أرضية في خليج سَجَمي دمرت نصف مدينة طوكيو، فقد انخفض قاع المحيط في الشمال الغربي 140 متراً، وانخفض في منتصفه 180 متراً، وانخفض 200 متراً في الطرف الجنوبي الشرقي. وارتفع القاع في الشمال الشرقي 250 متراً، وارتفع في الجنوب الغربي مئة متر! (5)

ومع أن ابن سينا كان يظن أن الهزات الأرضية تنتج عن رياح قوية تحت الأرض، إلا أنه أحسن وصف التأثيرات التي ذكرناها بقوله:

هناك سبب رئيسي لتكوين المرتفعات، فإن الريح، في حالة الزلازل الأرضية العنيفة، تسبّب ارتفاع أجزاء من الأرض، فتتكون المرتفعات (6).

وهناك أنواع أخرى من الجبال تكوّنها البراكين، إذ تقذف الأرض الحمم، حتى من قاع البحار، فتصبح جبالاً، فقد برزت مرتفعات هاواي من عمق محيط قدره كيلومتر ونصف لتصير جبالاً ارتفاعها 2ر4 كيلومتراً. وأحياناً ينفجر بركان (كما حدث في جنوب الباسفيكي) فأطاح بجزيرة كاملة وقتل 36 ألف نفس. وأحياناً تتسبب البراكين في زلازل تدمر مدناً محيطة بها. فقد دُمرت مدينة كاتانيا (بجوار جبل أطنة في صقلية) ثماني مرات منذ حدث تسجيل للتاريخ. ولا زالت تلك المرتفعات (بارتفاع ثلاثة كيلومترات) نشطة. وفي عام 1983 سُجلت مائتا هزة أرضية، وثارت الحمم حتى دمرت عدة قرى.

ونستخلص من هذه المعلومات أن الجبال تكونت من الاهتزازات الأرضية، كما أن ثورة البراكين تسبب الزلازل. و قد ناقش د. تركي هذه الآيات القرآنية (7)، وبذل جهداً كبيراً في محاولة التوفيق بينها وبين العلم الحديث، ولكنه انتزع تلك الآيات من قرائنها. وبعد عدة فقرات من شرح حركة أديم الأرض، والقول إن هذه الحركة تكون عدة سنتيمترات سنوياً، قال إن هذا ما جاء في سورة النمل 27:88 (وهي من العهد المكي الوسيط) وَتَرَى الجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ولكن الآية السابقة لها تقدم معنى آخر، فهي تقول: وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ وَتَرَى الجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ (سورة النمل 27:87 و88).

وواضح أن النفخ بالصور خاص باليوم الآخِر، فتمرّ الجبال مر السحاب. فلا نرى لهاتين الآيتين علاقة بالجيولوجيا. وقد يحاول الفقهاء والعلماء المسلمون أن يفترضوا افتراضات أساسية بخصوص تكوين الجبال واهتزاز الأرض، ولكنهم بغير شكٍ يواجهون مشكلة!

سبع سماوات
الصفحة
  • عدد الزيارات: 24522
تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457
تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.
أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.
تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.