عدم كتابة إنجيل برنابا بالوحي الإِلهي - فيه متناقضات
خامساً - فيه متناقضات:
أ - جاء في فصل 26: 3 و4 و47: 10 و74: 18 و77: 6 و88: 18 أن المسيح كان يبادر كل من يسأله عن أمرٍ من الأمور التي يجهلها بالقول: يا مجنون أو يا غبي . مع أن المسيح كان وديعاً يرحب بكل إنسان يتقدم إليه بسؤال عن أمر يجهله (متى 19: 16 ويوحنا 14: 5) ولم يوبخ إلا الأشرار من رجال الدين بالقول: يا مرائين ، لأن أعمالهم كانت تتعارض مع أقوالهم. وإذا كان الأمر كذلك، فمن المحتمل أن الشخص الذي كتب الإنجيل المنسوب إلى برنابا، لم يكن شخصاً رزيناً سليم النفس، بل كان شخصاً ثائراً ومعقّداً، لأن من يظن أن المسيح الوديع الهادئ كان يخاطب كل من يسأله عن أمر بالقول يا مجنون أو يا غبي ، يكون هو ذلك الشخص بعينه.
ب - وجاء في فصل 93: 16 و18 و94: 5 و6 أن هيرودس الملك وبيلاطس الوالي قدّما للمسيح صنوف التجلّة والاحترام، وأن رئيس الكهنة سجد عند قدمي يسوع. مع أن رئيس الكهنة كان يبغض المسيح كل البغض، وهو الذي أشار على اليهود من أول الأمر بقتله. وأن بيلاطس وهيرودس كانا لا يؤمنان بلاهوت المسيح حتى يقدما له التجلة والاحترام. ولو كان هذا صحيحاً، لما فكر أحد في صلب المسيح، ولما كان هناك أيضاً مجال للقول بصلب يهوذا عوضاً عنه، كما قال.
ج - وجاء في فصل 205: 14 أن شيوخ اليهود رفضوا المسيح لأنه أراد أن يكون ملكاً عليهم. مع أنهم هم الذين أرادوا أن يجعلوه ملكاً عليهم ليشبعهم خيراً ويدفع الرومان عن بلادهم، ولكنه انصرف عنهم (يوحنا 6: 15) لأن المُلك الذي يريده هو الملك الروحي على القلوب، لأنه لم يأت للمُلك على العالم، بل لتقديم نفسه كفارة عن الخطاة، حتى لا يهلك كل من يؤمن به إيماناً حقيقياً، بل تكون له الحياة الأبدية (يوحنا 3: 16). أما السبب الحقيقي في رفض اليهود للمسيح فهو توبيخه لهم على شرورهم وآثامهم.
د - وجاء في فصل 198: 12 أن المسيح قال: عساني أن أنال من الله قصاصاً في هذا العالم، لأني لم أخدمه بإخلاص كما يجب عليَّ أن أفعل . مع أن المسيح كان كاملاً كل الكمال، كما يؤمن المسيحيون والمسلمون معاً. فضلاً عن ذلك فقد شهد كاتب إنجيل برنابا في 21: 3 و96: 6 و97: 2 و156: 31 وغيرها أن المسيح هو قدوس الله . و·قدوس الله لا عيب فيه ولا يستحق إلا كل إكرام وتبجيل. وهكذا يناقض هذا الكاتب نفسه.
ه - وجاء في فصل 47: 8 و215: 2 وغيرهما أن المسيح انسحب خائفاً، خاصة عندما جاءوا للقبض عليه ليصلبوه. مع أنه كان شجاعاً كل الشجاعة، فلم يرهب الملوك أو رؤساء الدين أو الجنود الذين أتوا للقبض عليه (متى 26: 46-49 ولوقا 13: 32 ويوحنا 18: 6-8). أما سبب انسحابه في بعض الأحيان، فيرجع إلى عدم إصغاء اليهود إلى تعليمه، ورغبته في إسداء بعض الخدمات إلى الناس الذين كانوا في حاجة إليها.
و - وجاء في فصل 131: 6 أن يوحنا، أحد تلاميذ المسيح، كان صديقاً لهيرودس الملك، وأنه تناول الطعام معه مرة. مع أن يوحنا، كيهوديِّ المنبت، كان يعتبر الاختلاط بواحدٍ من الأمم الأخرى نجاسة، يجب أن يبتعد عنها (يوحنا 4: 9). أما ما سجّله الكتاب المقدس عن يوحنا هذا، فإنه كان يعرف قيافا رئيس كهنة اليهود وقتئذ (يوحنا 18: 15). وهذا أمر محتمل حدوثه، لأن يوحنا (كما يتضح من مرقس 1: 20 ويوحنا 18: 15) كان من أسرةٍ على شيء من الثراء.
ز - وجاء في 217: 79 أن يهوذا الإسخريوطي عندما كان معلقاً على الصليب، قال للّه: لماذا تركتني؟ فإن المجرم قد نجا، أما أنا فأموت ظلماً . ولو كان يهوذا هو المعلق على الصليب، لما نطق بهذه العبارة. لأنه هو الذي سعى لصلب المسيح على الرغم من كمال المسيح المطلق. لقد كان يهوذا مذنباً لا يحق له أن يتساءل لماذا تركه الله.
ح - وجاء في 217: 7 و8 أن الأتقياء بعد دخولهم إلى الفردوس، سوف يذهبون إلى الجحيم لمشاهدة الأشرار وهم يتعذبون. مع أن الذين يدخلون الفردوس يكونون بكلياتهم وجزئياتهم تحت تأثير محبة الله وجلاله، فلا تهوى نفوسهم أن ترى شيئاً سواه. ولو فرضنا جدلاً أنهم سيذهبون إلى الجحيم لمشاهدة الذين فيه، فإن عيونهم ستقع حتماً على بعض أقربائهم هناك فيتألمون لآلامهم ويتوجعون لأوجاعهم، فلا يهنأ لهم بال في الفردوس فيما بعد، وهذا ما لا يرضاه الله لهم.
ط - وجاء في فصل 101: 21 أن إبليس نادم كل الندم لأنه خسر الجنة. وجاء في 51: 32 أن الشيطان رفض أن يقول للّه: أخطأت فارحمني - فكيف يتفق القول الأول مع الثاني؟!
ي - وجاء في فصل 75: 10 أن المسيح قال: الكسل مرحاض يتجمع فيه كل منكر نجس . وفي 77: 15 أن المسيح قال: الجمل لا يرغب أن يشرب من الماء الصافي، لأنه لا يريد أن ينظر وجهه القبيح - وهذه الأقوال لا تصدر إلا من شخص ضيق الفكر، يتحدث مع جماعة لا تعرف للحقائق الروحية معنى. فالمرحاض ليس نجساً، ووجه الجمل ليس قبيحاً، لأن النجاسة والقبح (كما أعلن المسيح) هما فقط في أعمال الإثم والدنس.ولو فرضنا جدلاً أن الجمل قبيح الوجه، فإنه لا يدرك أنه كذلك، فلا يمكن أن يمتنع عن مشاهدة وجهه في الماء أو غير الماء. هذا إن كان الجمل يعرف أن صورته هي التي تنعكس على هذا أو ذاك!
ك - وجاء في فصل 92: 18 أن اليهود عندما عرفوا يسوع أخذوا يصرخون: مرحباً بك يا إلهنا - ولو أنهم أقروا بأنه إلههم، لما فكروا في صلبه على الإطلاق.
ل - وجاء في 7: 10 أن يسوع عندما كان طفلاً، حذر المجوس الذين أتوا لزيارته من العودة إلى هيرودس الملك. وجاء في 8: 3و4 و9: 1و2 أن ملاك الرب ظهر ليوسف خطيب العذراء مريم، وقال له: انهض وخذ يسوع واذهب إلى مصر، وبعد موت هيرودس قال له: عُد إلى اليهودية . ولو كان يسوع قام في طفولته بإرشاد المجوس، لما كان هناك داعٍ لأن يرسل الله ملاكاً لإرشاد يوسف، لأن يسوع قام بهذه المهمة!
- عدد الزيارات: 25229