عدم كتابة إنجيل برنابا بالوحي الإِلهي - فيه مبالغات
رابعاً - فيه مبالغات:
أ - جاء في 34: 16 أن آدم وحواء بكيا لأجل خطيتهما مئة عام. وجاء في فصل 33: 22 أن الذين قُتلوا من بني إسرائيل لعبادة العجل كانوا 120 ألف شخصاً. وجاء في 145: 1-3 أنه كان في أيام إيليا 12 جبلاً يسكنها 17 ألف فريسي. وأن إيليا ذبح عشرة آلاف رجل كانوا يعبدون الأوثان (148: 7). وجاء في 13: 10 أن الله أوصى مليون ملاكاً ليحرسوا ثياب المسيح. وجاء في 152: 4 أن عدد آلهة الرومان كانوا 28 ألف إلهاً. مع أن (1) الله كان قد أنبأ آدم وحواء بمجيء مخلص لهما يخلصهما من نتائج خطيتهما فور شعورهما بها (تكوين 3: 15) فلم يكن هناك داع لأن يبكيا هذه السنوات الطويلة (2) وأن الذين قتلوا بسبب عبادة العجل كانوا ثلاثة آلاف فقط (الخروج 32: 28). (3) وأن بلاد إسرائيل ليس بها العدد المذكور من الجبال. وأنه لو كان المراد بالفريسيين الأشخاص الذين لم يسجدوا للأوثان في أيام إيليا، فقد كانوا سبعة آلاف فقط (1ملوك 19: 18). وأن الذين ذبحهم إيليا من كهنة الأوثان كانوا 450 فقط (1ملوك 18: 22). (4) وأن المسيح لم يكن يقتني إلا ثوباً أو ثوبين على الأكثر لأنه ارتضى حياة الفقر، فلم يكن في حاجة إلى ملاك واحد ليحرس ثيابه، إذا استلزم الأمر (4) وأن عدد آلهة الرومان، كما يتضح من أساطيرهم، لم يكونوا أكثر من مئة إله.
ب - وجاء في فصل 35: 8 أن عدد الأنبياء الذين أرسلهم الله إلى العالم 144 ألف نبي. وفي 21: 6 أن المجنون الذي شفاه المسيح كان به 6666 شيطاناً. وفي 136: 17 و137: 1 أن الناس الذين لهم إيمان بدون أعمال سيمكثون في الجحيم 70 ألف سنة فقط. وفي 51: 22 و23 و57: 2 و3 أن ميخائيل سيضرب الشيطان بسيف الله مئة ألف ضربة، كل ضربة منها توازي عشرة أمثال الجحيم. وفي 53: 15-19 أنه قبل يوم الدينونة يتحول القمر إلى كتلة من الدم، حتى أن الدم يتساقط منه على الأرض كما يتساقط الندى، وتقع حرب هائلة بين الأجرام السماوية، وتبكي النباتات وقتئذٍ بدل الدمع دماً. وجاء في 55: 14 أن العين الواحدة ستذرف في جهنم ماء أكثر من مياه الأردن.
مع أن (1) عدد الأنبياء الذين أرسلهم الله إلى العالم (كما يتضح من الكتاب المقدس) لا يتجاوز مائة نبي. (2) وأن حصر عدد الشياطين التي كانت في المجنون، لم يراع فيه سوى تكرار رقم 6 إلى مرتبة الآلاف (مرقس 5: 9) وهو حصر وتكرار لا يقومان على أساس. (3) وأن الذين لهم إيمان بدون أعمال يكون إيمانهم ميتاً، فلا يمكنهم التمتع بالله على الإطلاق، لأن التمتع به مقصور على المؤمنين الحقيقيين الذين حصلوا منه على طبيعة روحية يستطيعون بها التوافق معه في صفاته الأدبية السامية (1بطرس 1: 3-7 و2بطرس 1: 3-5). ولذلك سيظل المؤمنون بالاسم مع الأشرار بعيدين عن الله إلى الأبد. (4) وأن الشيطان روح لا جسم له، لذلك لا يمكن ضربه كما يقال. فالقول إن الملاك سيضربه بما يوازي مليون جحيم هو رميةٌ دون رامٍ. (5) والقول إن الدم يتساقط من القمر على الأرض كالندى هو قول هراء لأن القمر جماد لا يشعر ولا يحس، كما أنه لا يجري فيه دم ما. فضلاً عن ذلك فإن الناس (وليس النباتات) هم الذين سيبكون بدل الدمع دماً، لأنهم هم الذين سيرتعبون من حضرة الله بسبب خطاياهم. ولو فرضنا جدلاً أنه في الأبدية ستكون للناس عيون مادية تذرف دموعاً مادية فإن جهنم (بناءً على رأي كاتب إنجيل برنابا ) ستتحول إلى بحر من الدموع!! أما ما سجله الكتاب المقدس عن يوم الدينونة، فهو أن السموات (أو بالحري الأجرام السماوية) تزول فيه بضجيج، وأن العناصر تنحل فيه محترقة، وأن الأرض تحترق هي والمصنوعات التي فيها (2بطرس 3: 10). وهو وصف يتوافق مع قول العلماء في الوقت الحاضر أن الأجرام معرّضة للتصادم، وأن ذرات الكون معرّضة للتفكك والانحلال. كما أن ما سجله الكتاب المقدس عن موقف الأشرار في هذا اليوم هو: والعظماء والأغنياء والأمراء والأقوياء وكل عبد وكل حر، أخفوا أنفسهم في المغاير وفي صخور الجبال، وهم يقولون للجبال والصخور: اسقطي علينا وأخفينا عن وجه الجالس على العرش (رؤيا 6: 15 و16). فليقارن القارئ بين ما سجله الكتاب المقدس، وما سجله الكتاب المسمى إنجيل برنابا .
- عدد الزيارات: 25218