عدم كتابة إنجيل برنابا بالوحي الإِلهي
الفصل الخامس
أولاً - في إنجيل برنابا تجاديف: أ - جاء فيه في فصل 35: 22 و23 و41: 21 و22 و51: 25 و26 أن الله قال لملائكة الشيطان: توبوا واعترفوا بأنني أنا الله خالقكم. أجابوا: إننا نتوب عن السجود لك، لأنك غير عادل. ولكن الشيطان عادل وبريء، وهو ربنا. وأن الشيطان ذهب مرة إلى الله ضاحكاً (أو بالحري ساخراً) يقول إنه سيزعج الله حتى يعلم أنه أخطأ بطرده (أي طرد الشيطان) من الفردوس. مع أن ملائكة الشيطان لا يمكن أن يتحدثوا مع الله بهذا الأسلوب الوقح.
وأن الشيطان (إن كان من الجائز إسناد الضحك إليه) لا يجسر أن يضحك أمام الله أو يسخر منه، لأن الشيطان ورسله ليسوا أعظم من الله أو أنداداً له، بل هم مخلوقون بواسطته. والمخلوق الناكر الجميل، وإن كان في جهله يجدّف أحياناً على خالقه، لكن عندما يواجهه، لا يستطيع أن يرفع رأسه أو ينبس ببنت شفة أمامه.
أما الكتاب المقدس فيقول إن الشياطين يؤمنون ويقشعرون من جلال الله (يعقوب 2: 19) وإن رئيسهم هبط ساقطاً مثل البرق أمامه (لوقا 10: 18) وإنه كان يرتعب من المسيح رعباً لا مزيد عليه (مرقس 5: 7) وإن الله سيسحقه تحت أقدام المؤمنين الحقيقيين (رومية 16: 20).
ب - وجاء في فصل 159: 22 الكذب الذي أمر الله الأنبياء الكَذَبة أن يتفوّهوا به وفي 161: 10 أن الله اعتبر الكذب في سبيل الحمد (أو المدح) فضيلة. مع أن الله منزه عن الكذب (تيطس 1: 2) وقد نهى عن الكذب نهياً باتاً، فقال: لا تكذبوا بعضكم على بعض (كولوسي 3: 9) كما قال: اطرحوا عنكم الكذب (أفسس 4: 25).
ج - وجاء في فصل 51: 4-20 حديث ومجادلة بين مسيح برنابا المزعوم والشيطان لعمل مصالحة بينهما. مع أن هذا لا يتفق مع عِزَة الله، كما أن المسيح دخل منذ البدء في حرب مع الشيطان.
- عدد الزيارات: 25215