Skip to main content

في ضوء التاريخ والعقل والدين

عدم كتابة إنجيل برنابا بالوحي الإِلهي - فيه خرافات

الصفحة 3 من 13: فيه خرافات

 

ثالثاً - فيه خرافات:

أ - جاء في فصل 35: 6 و7 و26 و27 أن الله خلق كتلةً من التراب ليصنع منها آدم، ثم تركها 25 ألف سنة دون أن يفعل بها شيئاً. فبصق الشيطان عليها، وحينئذ أسرع جبريل برفع هذا البصاق مع شيء من التراب الذي تحته، فكان للإِنسان بذلك سُرّة في بطنه. وجاء في 39: 8-12 و123: 3 أن الشيطان لما رأى الخيل في الجنّة تأكل العشب أوعز إليها أن تذهب إلى كتلة التراب (السابق ذكرها) فهاجت الخيل وأخذت تعدو بشدة عليها. فأعطى الله روحاً لذلك الجزء النجس الباقي من التراب الذي وقع عليه بصاق الشيطان، فأصبح كلباً. فأخذ هذا الكلب ينبح حتى أزعج الخيل وطردها. وبعد ذلك خلق الله آدم وامرأته من التراب والهواء والماء والنهار. وجاء في 35: 8 أنه لما علم الشيطان الذي كان بمثابة كاهن ورئيس ملائكة أن الله سيأخذ من الكتلة المذكورة 144 ألف نبي، قال لأتباعه إن الله سيطلب منهم أن يسجدوا لها.

وإزاء هذه العبارات نقول: (1) إن ترك كتلة التراب التي يقال إن الله أراد أن يخلق منها آدم 25 ألف سنة دون أن يعمل بها شيئاً، يتعارض مع قدرته تعالى، لأنه هو الذي يقول للشيء كن فيكون . وهو لا يحتاج في أداء عمل من أعماله إلى وقتٍ ما. (2) إن الشيطان روح، والروح لا يبصق. (3) تتكون السرّة من قطع الحبل السري بعد الولادة، ومِن ثمّ فآدم لم تكن له سرة! (4) وإذا فرضنا أن الخيل أخذت تعدو على كتلة التراب التي يقال إن الله أراد أن يخلق آدم منها، لم يكن ثمّة داعٍ أن يروعها تعالى بواسطة كلب يخلقه، إذ كان من الميسور له أن يطردها أو يقضي عليها أيضاً بكلمة واحدة. (5) وإذا فرضنا أن الكلب حيوان نجس، لما طرد الخيل من الجنة، بل لساعدها على تنفيذ إرادة الإِنسان، لأن النجاسة هي في تنفيذ إرادته. (6) القول إن الإِنسان مخلوق من التراب والماء والهواء والنار، هو قول المنجّمين الذين قالوا إن مزاج الإِنسان إما ترابي أو مائي أو ناري أو هوائي، وذلك تبعاً ليوم ولادته واسم أمه... وقولهم هذا لا نصيب له من الصواب. (7) أخيراً نقول إن الكهنوت لا مجال له إلا إذا كان هناك بشر. فالقول إن الشيطان كان قبل خلقهم بمثابة كاهن هو قول هراء. كما أن الادعاء أن الشيطان علم مسبّقاً أن الله سيخلق من كتلة التراب أنبياء، ثم سيأمر الشيطان وأتباعه بالسجود لها، تُسند علم الغيب إلى الشيطان، مع أن الله وحده هو علام الغيوب.

أما ما سجله الكتاب المقدس عن خلق آدم فهو: جَبَلَ الرب الإله آدم تراباً من الأرض، ونفخ في أنفه نسمة حياةٍ فصار آدم نفساً حية (تكوين 2: 7). فليقارن القراء بين ما سجله الكتاب المقدس، وبين ما سجله الإنجيل المنسوب إلى برنابا.

ب - وجاء في فصل 40: 9-11 و16 أن الشيطان طلب من الحية أن تفتح فمها ليدخل في بطنها، كما طلب منها أن تضعه بعد ذلك على مقربة من حواء. ولما فعلت ذلك، قال لحواء: يجب أن تعرفي أن الله شرير وحسود . وجاء في 40: 28 أن آدم عندما أكل من الشجرة، أراد أن يوقف نزول الطعام إلى جوفه، فوضع يده في حلقه، فظهرت العلامة الخاصة فيه. وجاء في 39: 36 أن ما نهى الله آدم عن الأكل منه هو التفاح والحنطة.

مع أن (1) الشيطان روح، ولذلك لا يدخل في بطن إنسان أو حيوان، وكل ما يعمله أنه يغري الناس على القيام بأعمال خاصة بواسطة تصويرها أمام أذهانهم بصورٍ جذابة، دون أن تكون له قدرة على دفعهم إليها. كما أنه ليس في حاجة إلى أن ينقله أحد من مكان إلى آخر، لأنه يستطيع القيام بهذا العمل بنفسه بكل سرعة. فضلاً عن ذلك فهو ليس بالكائن الجاهل حتى يقول لحواء عن الله إنه شرير وحسود، وإلا انكشفت نواياه السيئة في الحال، ونفرت حواء من سماع صوته.

(2) العلامة التي يُقال بوجودها في رقبة الرجل وحده وتسمى عند العامة تفاحة آدم مشتركة بين الرجل والمرأة. كل ما في الأمر أن طبقةً من الدهن تغطيها عند المرأة. ولو فرضنا جدلاً أن العلامة المذكورة تكّونت في آدم، عندما أراد أن يوقف نزول الطعام إلى جوفه (كما يُقال) لما ورثها البشر عنه، لأن البشر لا يرثون عن والديهم الأعراض أو العلل الجسمية التي تحل بهم. كما أن الطعام الذي نأكله لا يمرّ بالحلق أو الحلقوم، كما ذهب المدعو برنابا، بل يمر في المريء ومنه إلى المعدة. لأنه لو مر بالحلقوم لذهب إلى القصبة الهوائية، وسبَّب الموت خنقاً.

(3) والادعاء أن الله نهى آدم عن التفاح والحنطة يثير العجب، لأن هذين طعامان رئيسيان. كما أنه لو كان الله قد نهاه عنهما، فلماذا سمح لنا بالأكل منهما ومن غيرهما ما شئنا!!

أما ما ذكره الكتاب المقدس عن هذه الأمور فهو أن الشيطان، ممثّلاً في الحية، قال لحواء: الله عالم أنه يوم تأكلان (هي وآدم) من ثمر الشجرة (المنهي عنها) تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفَيْن الخير والشر. فاغترّت حواء بقوله وأخذت من ثمر الشجرة وأكلت، وأعطت رجلها أيضاً معها فأكل (تكوين 3: 1-7). فليقارن القراء بين ما سجله الكتاب المقدس، وما سجله الإنجيل المنسوب إلى برنابا.

ج - وجاء في فصل 23: 3-11 أن آدم أراد بعد عصيانه أن يقطع جسده (بمعنى عضوه الجنسي)، فأرشده الملاك إلى قطع الغلفة منه فحسب. وفي 41: 20 و21 أن الله أمر ميخائيل أن يقطع قوائم الحية التي دخل فيها الشيطان حتى إذا أرادت السير تزحف على بطنها هي ونسلها. وجاء في 27: 5 أن الله مسخ بعض المصريين حيوانات لأنهم استهزأوا بآخرين. مع أن (1) فكرة قطع العضو الجنسي لا تخطر ببال الرجل إلا إذا كان مصاباً بالجنون، أو كان يعتبر الزواج أمراً نجساً. ولم يكن آدم واحداً من هذين الشخصين. كما أن الختان (كما يتضح من التاريخ) لم يكن له وجود قبل إبرهيم الخليل، الأمر الذي يدل على أنه حتى إذا قيل إن المراد هو الختان، فإن هذا القول، لا يكون صحيحاً.

(2) ولو فرضنا أن ميخائيل قطع قوائم الحية، فإن هذا القطع لم يكن يؤدي إلى ولادة نسلها دون قوائم. لأن النسل لا يرث ما يطرأ على جسم والده من تغيير بسبب حادثة ما، كما ذكرنا.

(3) مسخ الله بعض الناس إلى حيوانات، بسبب شرورهم وآثامهم لا يتفق مع ناموسه الثابت المعروف في كل الكائنات. لكنه (كما يتضح من الكتاب المقدس) يعاقبهم بالضيقات والآلام المتنّوعة حتى يستفيقوا من غفلتهم ويعودوا إلى طاعته. فضلاً عن ذلك فإن المسخ ليس له أساس في الكتاب المقدس، بل هو من القصص التي كان يبثّها السحرة قديماً في أذهان الناس، لإرعابهم وإزعاجهم. وهذه القصص كما نعلم لا نصيب لها من الصواب.

د - وجاء في فصل 57: 14 أن كل قملة كانت على إنسان حباً في الله تتحول إلى لؤلؤة. وجاء في 74: 4 أن سليمان الحكيم كان قد أعدّ وليمة لكل المخلوقات، فانقضّت سمكة على كل ما في الوليمة من طعام وأكلته.

وإزاء العبارة الأولى نقول: حقاً إن الله يكافئنا عن جهادنا في سبيل الحق بأكثر مما نظن أو نفتكر، ولكن حاشاه أن يطلب منا أن نكون قذرين، ليحوّل كل قملة نسمح بوجودها في ملابسنا حُباً في ذاته إلى لؤلؤة. لأنه يريد أن يكون كل منا نظيفاً لا قذراً. ومع كل فإن المدعو برنابا، قد كشف لنا بقوله هذا عن آرائه ومنهاجه في الحياة. فهو إما اعتبر قتل القمل جريمة يعاقب المولى قاتلها، أو أنه كان يتعمّد عدم تنظيف جسده وملابسه ليُظهر للناس أنه لتفانيه في العبادة لا يبالي حتى بالنظافة، التي هي من أهم ضروريات الحياة!! وهكذا تنكّر للقول المأثور النظافة من الإيمان .

أما من جهة العبارة الثانية فإنها لا تحتاج إلى ردّ لإظهار ما فيها من بهتان. وما سجلناها إلا ليرى القارئ عقلية كاتب إنجيل برنابا التي كانت تدعوه لاختلاق أحداث ما أنزل الله بها من سلطان.

ه - وجهلاً بمعاني الكلمات وأصلها جاء في فصل 144: 10 أن كلمة فردوس كنعانية تعني يطلب الله . وبحسب 144: 13 نفس المعنى هولكلمة فريسي! ويمدح الفريسي الحقيقي في فصل 151: 1 و2 و10-17 دون أن يدرك المعنى وأصل الكلمة. والواقع أن كلمة فردوس فارسية وتعني حديقة. أما كلمة فريسي فأرامية وتعني المعتزل، والفريسيون جماعة بالغت في التدين ، وأشار يوسيفوس لأول جماعة ظهرت بهذا الاسم تحت قيادة يوحنا هيركانوس الأول (135-104 ق م).

فيه مبالغات
الصفحة
  • عدد الزيارات: 25227
تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457
تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.
أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.
تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.