Skip to main content

إمتحنوا كل شيء

امتحنوا كل شيء تمسَّكوا بالحسن - أجرة الخطية

الصفحة 9 من 14: أجرة الخطية

أجرة الخطية

 

يقول الكتاب الإلهي : لِأَنَّ أُجْرَةَ الخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ رومية 6 :23 يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ تكوين 2 :17 .  وقد مات آدم وحواء الموت الروحي.  وفقدا الشركة الروحية الجميلة المقدسة مع خالقهما المحب ولم يعد لهما ذلك الشوق المقدس إلى المثول في حضرته.  وما أرهب ذلك الحكم القائل : يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ تكوين 2 :17 .  وحينما تذكر آدم ذلك الحكم اختبأ مع امرأته عن وجه الله ، بسبب خطيته.  هكذا قال الله في سفر إشعياء النبي : آثَامُكُمْ صَارَتْ فَاصِلَةً بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِلَهِكُمْ ، وَخَطَايَاكُمْ سَتَرَتْ وَجْهَهُ عَنْكُمْ حَتَّى لَا يَسْمَعَ إشعياء 59 :2 .

يعلمنا الكتاب أن الله كامل في صفاته ، ومن كمالاته العدل والصدق.  وبما أن عدله وصدقه فعَّالان ، حكم على تعدي الإنسان بالموت عقاباً.  بيد أنه كما أن لله عدلاً وصدقاً فعَّالان ، فله أيضاً محبة فعالة.  محبة عجيبة ، لا تعرف الحدود في الصفح والغفران ، عبّر عنها بقوله : مَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ ، مِنْ أَجْلِ ذ لِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ إرميا 31 :3 .  فهذه المحبة المتفاضلة جداً تدخلت لصالح الإنسان ، إذ قال تعالى اسمه : حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ ، إِنِّي لَا أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ ، بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا حزقيال 33 :11 .

قال المحامي الذائع الصيت سير برنتس في ختام دفاعه عن أحد المتهمين : قرأت في كتاب ما أن الله في مشورته الأزلية سأل العدالة والحق والمحبة ، هل أخلق الإنسان؟ فأجابت العدالة : كلا ، لأنه سيدوس جميع شرائعك وسننك ونظمك.  وقال الحق : لا تصنعه ، لأنه سيكون قبيحاً وسيسعى وراء الباطل ، متكلماً بالكذب.  حينئذ قالت المحبة ، أنا أعلم أنه سيكون هكذا.  ولكني رغم شر الإنسان وفساده سأتولى أمره وسأسير به خلال الطريق المظلمة إلى أن أتي به إليك .

لقد قلت سابقاً أن عهد الذبائح الكفارية رسم منذ أن كان الإنسان ، وهي كلها ترمز إلى حمل الله الذي يرفع خطية العالم يوحنا 1 :29 .  نتعلم من أسفار الوحي أن ذبيحة الدم التي قدمها هابيل ، لم تكن إلا ظلا للفداء وعملاً يتفق مع فكر الله ، بل إنها من وحيه وإلهامه.

ونقرأ في الكتاب العزيز أنه حين نشفت مياه الطوفان خرج نوح ومن معه من الفلك.  وأول عمل قام به هو بناء مذبح للرب وأصعد محرقات من كل البهائم الطاهرة ومن كل الطيور الطاهرة وأصعد محرقات على المذبح فتنسم الرب رائحة الرضا تكوين 8 :20 21 .

وكذلك الكبش الذي أعطاه الله لإبراهيم ليصعده محرقة عوضاً عن ابنه تكوين 22 :13 لم يكن إلا رمزا للفداء العظيم الذي أعده الله بذبيحة المسيح العتيدة.

وأيضاً خروف الفصح الذي أمر الله شعب إسرائيل بذبحه ورش دمه على أعتاب البيوت العليا وقوائمها ، لم يكن إلا رمزاً بارزالفصح العهد الجديد ، الذي ذُبح فيه حمل الله بدليل قول الرسول بولس : لِأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضاً المَسِيحَ قَدْ ذُبِحَ لِأَجْلِنَا. إِذا لنُعَيِّدْ ، لَيْسَ بِخَمِيرَةٍ عَتِيقَةٍ ، وَلَا بِخَمِيرَةِ الشَّرِّ وَالخُبْثِ ، بَلْ بِفَطِيرِ الإِخْلَاصِ وَالحَقِّ 1 كرونثوس 5 :7 8 .

اختبارات شعب

لمس رجال الله في العهد القديم ضعف الإنسان وعدم كفاءة ناموس الفرائض لتطهير الخاطئ وتهدئة ضميره.  وقد جاء في سفر العبرانيين أن القرابين والذبائح لا يمكن من جهة الضمير أن تكمل الإنسان عبرانيين 9 :9 .  وفي كلمة أخرى أن الشريعة اللاوية في ما يتعلق بالذبائح لم تكن أكثر من ظل يشير لبركات العهد الجديد.

وقبلاً ارتفع صوت داود النبي إلى الله قائلاً : لِأَنَّكَ لَا تُسَرُّ بِذَبِيحَةٍ وَإِلَّا فَكُنْتُ أُقَدِّمُهَا. بِمُحْرَقَةٍ لَا تَرْضَى مزمور 51 :16 .

وجاء في إشعياء قول الله : لِمَاذَا لي كَثْرَةُ ذَبَائِحِكُمْ؟ يَقُولُ الرَّبُّ اتَّخَمْتُ مِنْ مُحْرَقَاتِ كِبَاشٍ وَشَحْمِ مُسَمَّنَاتٍ ، وَبِدَمِ عُجُولٍ وَخِرْفَانٍ وَتُيُوسٍ مَا أُسَرُّ. حِينَمَا تَأْتُونَ لِتَظْهَرُوا أَمَامِي ، مَنْ طَلَبَ هَذَا مِنْ أَيْدِيكُمْ أَنْ تَدُوسُوا دِيَارِي؟ لَا تَعُودُوا تَأْتُونَ بِتَقْدِمَةٍ بَاطِلَةٍ. البَخُورُ هُوَ مَكْرُهَةٌ لِي إشعياء 1 :11 13 .

وقال في عاموس النبي : بَغَضْتُ ، كَرِهْتُ أَعْيَادَكُمْ ، وَلَسْتُ أَلْتَذُّ بِاعْتِكَافَاتِكُمْ. إِنِّي إِذَا قَدَّمْتُمْ لِي مُحْرَقَاتِكُمْ وَتَقْدِمَاتِكُمْ لَا أَرْتَضِي ، وَذَبَائِحَ السَّلَامَةِ مِنْ مُسَمَّنَاتِكُمْ لَا أَلْتَفِتُ إِلَيْهَا. أَبْعِدْ عَنِّي ضَجَّةَ أَغَانِيكَ ، وَنَغْمَةَ رَبَابِكَ لَا أَسْمَعُ. وَلْيَجْرِ الحَقُّ كَالمِيَاهِ وَالبِرُّ كَنَهْرٍ دَائِمٍ عاموس 5 :21 24 .

وخلاصة القول إننا حين نلقي نظرة متفحصة على تاريخ شعب إسرائيل ، نجد أنهم كانوا بقيادة موسى ويشوع بن نون يرجعون إلى الله على أساس الذبيحة.  وحين تصل إلى عهد الملوك ، نجد أن الذبائح تشغل مركزها الممتاز.  فهناك ترى ذبيحة المحرقة تقدم باستمرار ، بحيث لا تطفأ نارها أبداً ، وخصوصاً في عهد سليمان ، حيث كانت تقدم ربوات القرابين ، بحيث يمكننا القول إن تاريخ إسرائيل في طريق الطاعة قرابين وذبائح.  ومع ذلك ما أشد النبرة التي وردت في سفر العبرانيين عن الفادي إذ قال : ذَبِيحَةً وَقُرْبَانا لمْ تُرِدْ ، وَل كِنْ هَيَّأْتَ لِي جَسَداً. بِمُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ لِلْخَطِيَّةِ لَمْ تُسَرَّ. ثُمَّ قُلْتُ : هَئَنَذَا أَجِيءُ. فِي دَرْجِ الكِتَابِ مَكْتُوبٌ عَنِّي ، لِأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللّهُ. . . يَنْزِعُ الأَّوَلَ لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ عبرانيين 10 :5 9 .

فالروح القدس يؤكد لنا صراحة أن الله ما كان ممكناً أن يكفر عن الخاطئ بمجرد تقديمه ذبيحة حيوانية لو لم تكن هذه رمزاً إلى ذبيحة.

هَئَنَذَا أَجِيءُ لِأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا أَللّهُ قال الكلمة المتجسد ، أي أنه لما توقف الرب عن الرضا بالذبائح الحيوانية لأن قداسته تتطلب ذبيحة أفضل وإيفاء أعظم عن الخطية ، حينئذ تقدم يسوع بذبيحة نفسه للتكفير عن خطايا الجنس البشري فصار القول : فَبِهذِهِ المَشِيئَةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ المَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً عبرانيين 10 :10 .

والآن دعني أقف عند عدد من كلماتك التي تزعم أن في العقائد المسيحية كثيراً من التعاليم التي مصدرها وثني :

1 ديانة ميتراس الفارسية.  وحسب زعمك : أن هذه الديانة جاءت إلى روما سنة 70 قبل الميلاد.  وملخص هذه الديانة أن ميتراس كان وسيطاً بين الله والبشر.

ولكن يا سيد هل فاتك أن تعلم أن كلالديانات الوثنية تعتقد بأن معبوداتها تقربها إلى الله.  وإن كان الأمر هكذا ، فأسألك أن تقرأ من القرآن الآية الثالثة من سورة الزمر حين يقول : وَالذِينَ ا تَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْإِلا ليُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى سورة الزمر 39 :3 .

2 خرافة البعل.  جاء في عدد من المعاجم التي قرأتها أن البعل إله كنعاني وهو زوج الإلهة بعلة ، أو عسيرة أو عشتاروت.  وكان إله المزارع ورب الخصب في الحقول وفي الحيوانات.  وقد أُولع أهل المشرق جداً بعبادة البعل حتى أنهم كانوا يضحون الذبائح البشرية على مذابحه.  وكانو يختارون الأماكن المرتفعة كالجبال والتلال ذات المناظر الجميلة فيبنون عليها الأبنية الفاخرة المزخرفة ويكرسونها لهذا الصنم العظيم عندهم.

ويخبرنا الكتاب المقدس أن البعل صار معثرة لبني إسرائيل فكسروا وصايا الله بإدخالهم البعل بواسطة إيزابيل امرأة أخآب الملك 1 ملوك 18 :17 40 .

وبالاختصار أقول إن عبادة البعل كانت عمومية بين أهالي المشرق في ذلك الزمن ، ولذلك ترى له أسماء عديدة ، لأن كل أمة كانت تسميه باسم يُعرف به عند قومها.  وكان كل اسم من أسمائه يبتدئ غالباً بكلمة بعل ، وينتهي باسم ذلك البلد أو المدينة الموجودة هو فيها ، أو بشيء يُنسب إليه نحوه.

بعلزبوب ، أي إله الذبان ، وهو إله عقرون.

بعل فغور وقد عرف في لبنان باسم إله الشمس وقد بنيت له في مدينة بعلبك عدة هياكل أكبرها وأفخمها هيكل الشمس الذي بناه اليونانيون وكان يُعدَّ من عجائب الدنيا السبع.

بعل تامار ، أي إله النخيل أو التمر.  ولعل هذا الصنم المصنوع من تمر النخيل كان معبود قبيلة عربية اسمها حذيفة ، وفي أحد السنين لم تعط أشجار النخيل عندهم ثماراً ولما عضهم الجوع أكلوا الصنم ، فقال فيهم أحد الشعراء :

أكلت حذيفة ربها

زمن التقشف والمجاعة

لم يحذروا من ربهم

سوء العقوبة والتباعة

بعل جاد ، أي معسكر البعل

بعل حاصور ، أي بعل الساعة

بعل حرمون ، أي بعل جبل حرمون

بعلزبول ، اسم كنعاني وهو إله الأقذار

بعل بريت ، اسم كنعاني وهو إله الأقذار

بعل شليشة ، ومعناه بعل الثل

بعل مراحيم ، ومعناه بعل الانفجارات

بعل هامون ، ومعناه إله الجمهور

والآن نطلب إليك وإلى الإمام أبي زهرة ، وأحمد شلبي ، أن تفيدونا أيا من هؤلاء البعليم ترشحون لمريديكم إن حياته أغرت المسيحية بتطبيقها على حياة يسوع.

نحن نتمسك بيسوع التاريخ الذي شهد له القرآن.

 

بوذا والمسيح
الصفحة
  • عدد الزيارات: 22260
إحصل على نسختك المجانية من الإنجيل المقدس يصل إلى عنوانك البريدي أو بواسطة صديق.
شاهد فيلم المسيح بلهجتك الخاصة متوفر بعدة لهجات من مختلف الدول العربية مثل اللهجة الجزائرية والتونسية والمصرية وغيرها.
إلى زوارنا في البلاد العربية بامكانكم الإتصال بأحد مرشدينا مباشرة من الساعة التاسعة صباحا حتى الثالثة مساء بتوقيت مصر.
سلسلة قصص درامية باللغة العربية عن أنبياء الله في العهد القديم تبدأ من قصة آدم وحواء حتى قصة الملك داود.