امتحنوا كل شيء تمسَّكوا بالحسن - المسيحية والحروب
المسيحية والحروب
لعل السيد علوي اعتنق المسيحية الأصلية كما علمها المسيح ورسله الموحى إليهم. ويعيشها عدد عديد من الكنائس. لأن ليس كل من يحمل اسم المسيح هو مسيحي. وقد أشار المسيح نفسه إلى ذلك بقوله : لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي : يَا رَبُّ يَا رَبُّ ، يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الذِي فِي السَّمَاوَاتِ متى 7 :21 .
وأنه لمن المؤسف أن يكون المسيحيون الإسميون هم الأكثرية في العالم.
وتمييزا لهم عن المسيحيين الحقيقيين قال المسيح : مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَباً ، أَوْ مِنَ الحَسَكِ تِيناً؟ متى 7 :16 . فهذا المقياس الذي وضعه المسيح يجب أن يقاس عليه كل تعليم. وفي الواقع أنّ الناس لا يستدلون على حسن الشجرة بورقها ، أو بزهرها بل بثمرها.
في حكمته وضع المسيح أهمَّ شرعة عرفتها البشرية منذ نشأت ، للتفاهم والتعايش السلمي ، إذ قال : فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ ا فْعَلُوا هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ ، لِأَنَّ هذَا هُوَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ متى 7 :12 . وسُمِّيت هذه الآية بالقاعدة الذهبية. ويقيناً أنه لو تعامل الناس بموجبه التحقق السلام على الأرض ، ولتمَّ قول إشعياء النبي : فَيَطْبَعُونَ سُيُوفَهُمْ سِكَكاً وَرِمَاحَهُمْ مَنَاجِلَ. لَا تَرْفَعُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ سَيْفاً وَلَا يَتَعَلَّمُونَ الحَرْبَ فِي مَا بَعْدُ إشعياء 2 :4 .
قيل إن أحدهم جاء إلى الربوني اليهودي شمعي يسأله أن يعلّمه الناموس في أثناء وقوفه على رِجْل واحدة ، فطرده من حضرته بقساوة. ولكن حين ذهب إلى الربوني هليّل يسأله السؤال عينه ، أجابه : إنَّ الناموس هو أن لا تفعل بالآخرين مالا تريدهم أن يفعلوه بك. ولكن هذا التصريح جاء في صورة سلبية أما تعليم المسيح فجاء في صورة إيجابية.
أما بما يختص بالحروب الصليبية ، التي شحنت نفسك بالغيظ لتثيرها اتهامات بأن المسيحية هي المسؤولة عن إضرام تلك الحروب ، فمردودة جملة وتفصيلاً ، لأن مثيريها كانت غايتهم التوسع ، وأكبر دليل على عدم مسيحيتهم هو أنهم في ذهابهم إلى المشرق نهبوا الكنائس الأرثوذكسية.
- عدد الزيارات: 22132