شبهات شيطانية حول سفر الخروج - قال المعترض الغير مؤمن: ورد في خروج 21: 8
قال المعترض الغير مؤمن: ورد في خروج 21: 8 إن قبُحت (أي الأَمَة) في عيني سيدها الذي خطبها لنفسه، يدعها تُفَكّ . قُرىء لم يخطبها .
وللرد نقول بنعمة الله : القراءتان صحيحتان لأنها إذا قبحت وأراد إخراجها من عنده فكَّها، سواء خطبها أو لم يخطبها. والدليل على وجوب فكاكها قوله في باقي الآية: ليس له سلطان أن يبيعها . فترك المعترض باقي الآية مع أنها تشرح المقصود، وتمسّك بشطر منها. وعلى كل حال فالغاية فكها لأنها حرة كما يُعلم من آيتي 2 و3. (راجع خروج 21: 7-10).
قال المعترض الغير مؤمن: لا يجوز إطلاق أسماء الله الحسنى على غير الله تعالى. ومن جوّز ذلك كان ملحداً، كما جاء في خروج 23: 20 و21 : ها أنا مُرسل ملاكاً أمام وجهك ليحفظك في الطريق وليجيء بك إلى المكان الذي أعددته. احترز منه واسمع لصوته ولا تتمرد عليه، لأنه لا يصفح عن ذنوبكم لأن اسمي فيه . وهنا جاء إطلاق اسم الجلالة على الملاك والإنسان .
وللرد نقول بنعمة الله : (1) أسند الله إلى الملاك الوارد في هذه الآية الأعمال الإلهية التي لا يصح إسنادها إلى غير الله، مثل السلطان، والقدرة على المغفرة. ولا شك أنه لا يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده. وقال: إن اسمي فيه ومعناه أنه متحلٍّ بالصفات الإلهية والكمالات السنية، فله العزة والقدرة، ولذا قال: إذا أطعتم صوته . وتسمَّى هذا الملاك بيهوه و إلوهيم و أدوناي . وهي أعلام على الذات العلية المختصة به تعالى، ومعناها واجب الوجود لذاته . فلو كان ملاكاً من المخلوقين لما جاز إسناد صفة من الصفات الإلهية إليه. ولا شك أن المقصود هنا الكلمة الأزلي المكتوب عنه: في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله (يوحنا 1: 1).
(2) توجد بعض صفات يصح إطلاقها على الذات العلية وعلى المخلوق، ولكن توجد ألفاظ مختصة بالذات العلية لا يجوز إطلاقها على غير الله.
(3) راجع تعليقنا على خروج 7: 1.
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في خروج 24: 4 فكتب موسى جميع أقوال الرب، وبكَّر في الصباح وبنى مذبحاً في أسفل الجبل و12 عموداً لأسباط إسرائيل الاثني عشر . ولكن جاء في عاموس 5: 25 هل قدمتم لي ذبائح وتقدمات في البرية أربعين سنة يا بيت إسرائيل؟ وهذا تناقض .
وللرد نقول بنعمة الله : (1) لو أنكر عاموس في هذه العبارة تقديم بني إسرائيل ذبائح لله في البرية على الإطلاق لكان مناقضاً لما جاء في خروج 24: 4 و غيرها في مواضع أخرى. ولكن الذي ينكره عاموس هنا هو تقديم بني إسرائيل ذبائح لله في كل مدة الأربعين سنة. ومع أن بني إسرائيل كانوا قد كرسوا أنفسهم لخدمة الله، إلا أنهم كانوا من حين إلى آخر يضلون عنه ويعبدون الأوثان، كما نرى أنهم أجبروا هارون أن يصنع لهم العجل الذهبي فعبدوه وقالوا: هذه آلهتك يا إسرائيل التي أصعدتك من أرض مصر (خروج 32: 4). ومن هنا يتضح أن مدة الأربعين سنة التي قضوها في البرية لم تكن بجملتها خدمة متواصلة للإله الوحيد الحقيقي، بل في أوقات كثيرة نبذوا عمداً الوصية الأولى.
(2) يجب أن نميّز بين معظم الشعب وقادته. فعندما نطبّق عبارة عاموس على معظم الشعب نجدها متفقة كل الاتفاق مع الإشارات العديدة الواردة في أسفار موسى الخمسة عن موقف إسرائيل الروحي بإزاء الله، والذي وصفه إشعياء في 43: 23. لأنه علاوة على عصيان الشعب على الله مراراً عديدة نرى أنهم لم يكونوا منقادين بكل قلوبهم وراء الله. كما نجد أيضاً في لاويين 17 أن كل من قدم ذبيحة من الشعب كان عليه أن يأتي بها إلى خيمة الاجتماع حتى لا يعود الشعب إلى تقديم الذبائح للشياطين التي كانوا قد زنوا وراءها (لاويين 17: 7) كذلك أيضاً حذَّرهم الله من عبادة الشمس والقمر والنجوم (تثنية 4: 19) ومن هذا نستنتج أن الأحوال المحيطة بالشعب وقتئذ سوَّغت لموسى أن يعطيهم إنذارات كهذه.
(3) فيصحّ إذاً أن يُقال إن بني إسرائيل عبدوا الإله الحقيقي في البرية، كما يصحّ أن يُقال إن بني إسرائيل لم يقدموا لله ذبائح وتقدمات في كل مدة الأربعين سنة! وعندما نلاحظ القول أربعين سنة ونراعي أيضاً أن الشعب كان يختلف موقفه الروحي بإزاء الله عن موقف قادته، تزول المناقضة الظاهرية الوهمية بين الفصلين.
اعتراض على خروج 25: 18
انظر تعليقنا على خروج 20: 4
- عدد الزيارات: 17880