شبهات شيطانية حول سفر الخروج - قال المعترض الغير مؤمن: جاء في الخروج 10: 1
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في الخروج 10: 1 قول الرب لموسى عن فرعون: إني أغلظْتُ قلبه وقلوب عبيده لأصنع آياتي هذه بينهم . وهذه الفكرة واردة في الخروج 9: 12 و11: 10 . ولكن الخروج 8: 15 و32 و9: 34 تقول إن فرعون هو الذي أغلظ قلبه .
وللرد نقول بنعمة الله : عندما يرفض الإنسان الحق الواضح يكون قد أغلظ قلبه. فعندما يعلن الله حقه الواضح للإنسان الشرير يكون بهذا العمل الصالح قد أغلظ القلب الشرير، ويكون القلب الشرير قد أغلظ نفسه. فالشمس التي تليّن الشمع تيبّس الطين.
فعندما نقول إن الله أغلظ قلب فرعون نقصد أن الله ترك فرعون ليختار الشر الذي يريده، وليرفض الحق الذي لا يريده. ويسمح الله للإنسان بذلك لأن الله محبة، ولا إكراه في المحبة. فعندما يرفض الشرير نعمة الله يسحب الله نعمته منه.
راجع تعليقنا على 2صموئيل 24: 1
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في خروج 11: 3 الرجل موسى كان عظيماً جداً في أرض مصر في عيون عبيد فرعون وعيون الشعب . وهذه شهادة من موسى لنفسه، مع أن الأمثال 27: 2 تقول: ليمدَحْك الغريب لا فمك. الأجنبي لا شفتاك .
وللرد نقول بنعمة الله : عبارة الخروج حقيقة تاريخية واضحة، لا تتحدث عن عظمة موسى الشخصية، بل عن عظمة المعجزات التي أجراها الله على يديه، الأمر الذي ترك أعظم الأثر على رجال فرعون، فأعطوا بني إسرائيل ذهباً وفضة.
ثم أن موسى لم يمدح نفسه، فهذه شهادة الوحي المقدس عنه. وقد سجَّل موسى عيوبه (خروج 4: 24 والعدد 20: 12 والتثنية 1: 37). فالروح القدس هو الذي سجّل المدح لموسى، كما ألهمه أن يسجّل نقائصه.
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في خروج 12: 7 أن يُذبح حمل الفصح في البيوت، لكن جاء في تثنية 16: 1-7 أن يُذبح في الهيكل .
وللرد نقول بنعمة الله : عندما أمر الله بني إسرائيل في مصر بخطوات الاحتفال بالفصح في سفر الخروج لم يكن هناك بعد مكان اختاره الرب للعبادة، فكان الأمر بالذبح في البيوت. أما في وقت إلقاء خطاب موسى في سفر التثنية فقد كانوا على أبواب أرض الموعد، حيث سيقيمون مكاناً خاصاً لعبادة الرب. ومن هنا جاء الأمر بالذبح فيه.
قال المعترض الغير مؤمن: ورد في خروج 12: 37 و38 فارتحل بنو إسرائيل من رعمسيس إلى سكوت 600 ألف ماشٍ من الرجال عدا الأولاد، وصعد معهم لفيف كثير أيضاً، مع غنم وبقر ومواشٍ وافرة جداً . وورد في آية 41 أن مدة إقامتهم كانت 430 سنة. ولو كان هذا صحيحاً فلا بد أن جملة عددهم كان مليونين ونصف، ولكن عددهم لما جاءوا في مصر كان 70 شخصاًً ومدة إقامتهم 250 سنة، وكان المصريون يقتلون أبناءهم قبل خروجهم بثمانين سنة ويستحيون بناتهم. فإذا فرضنا أن عددهم كان يتضاعف كل 25 سنة، لكان عددهم 36 ألفاً فقط .
وللرد نقول بنعمة الله : يظهر في أول الأمر أن هذا العدد كبير جداً، ولكن إذا نظرنا إلى الخدم وغيرهم الذين رافقوا يعقوب مع أولاده إلى مصر، لا نستغرب ذلك. فذُكر في التوراة أنه كان عند ابراهيم 318 من غلمانه المتمرّنين ولدان بيته، وأنقذ ابن أخيه لوطاً (تكوين 14: 14) فكان بيته يشتمل على ألف شخص من رجال ونساء وأولاد على الأقل. ولم ينقص إسحق ولا يعقوب هذا العدد، بل لابد أنهما زادا عليه. ودليل آخر هو أنه ورد في تكوين 34: 25 أن شمعون ولاوي أخربا بخدامهما مدينة. فإذا أمكن ليعقوب استعادة بعض الأراضي من الأموريين بسيفه وقوسه (تكوين 48: 22) وإذا أمكن لأفرايم أن يحارب جت (1أخبار 7: 12 و21) لابد أنه كان عندهم خدم كثير، لأنهم لا يقدرون أن يفعلوا ما فعلوه بواسطة أولادهم فقط. وإذا تقرر ذلك فلا عجب إذا بلغ عددهم مليونين أو ثلاثة ملايين.
ومما يدل على كثرة عدد بني إسرائيل ما جاء في الخروج 1: 9 قال فرعون لشعبه: هوذا بنو إسرائيل شعب أكثر وأعظم منا . فلو لم يكونوا كثيري العدد لما قدروا أن يبنوا لفرعون مدينتي مخازن فيثوم ورعمسيس. والكتاب يقول إن المصريين اختشوا منهم، ويقول أيضاً إنهم خافوا من انضمامهم إلى أعدائهم وأخذ بلادهم منهم.
- عدد الزيارات: 17879