شبهات شيطانية حول سفر الخروج - قال المعترض الغير مؤمن: جاء في خروج 20: 5
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في خروج 20: 5 أن الله يفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضيه، وجاء في حزقيال 18: 4 عكس ذلك. وهذا تناقض .
وللرد نقول بنعمة الله : (1) راجع تعليقنا على يشوع 7: 1.
(2) للخطية عقاب في هذا العالم وفي الأبدية. وفي الأبدية لا يعاقب الله أحداً على خطية غيره، فكل واحد مسئول عن نفسه.
أما في هذا العالم فإن خطايا الآباء تحلّ بأبنائهم، فهناك أمراض وراثية بسبب ممارسة الجنس خارج نطاق الزواج، يدفع الأبناء ثمنها. وقد يستدين الآباء بسبب إسرافهم أو سوء إدارتهم، فيضطر الأبناء دفعها. وهناك صيت سيء بسبب الآباء يلوّث سمعة العائلة. في هذا يصدق المثل: الآباء أكلوا حصرماً وأسنان الأبناء ضرست (إرميا 31: 29).
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في خروج 20: 5 أيضاً: أنا الرب إلهك إله غيور . فهل يليق بمقام الله أن تُنسب إليه هذه الصفة غير المحمودة؟ .
وللرد نقول بنعمة الله : للغيرة معنيان: (1) المنافسة الناشئة عن الخوف، والقلق من أن يحلّ شخص آخر في قلب من نحبه. وهذا ما يتعالى الله عنه علوّاً كبيراً. (2) الحرص الزائد في المحافظة على الحقوق، والدفاع عن الكرامة. وهذا هو المعنى المقصود بغيرة الله. ومن هذا ما قاله الرسول بولس إنه يغار على الكنيسة (2كورنثوس 11: 2).
وقد استخدم الأنبياء كلمات بشرية لتنقل لنا الفكر الإلهي، حتى نقدر أن نفهم.
راجع تعليقنا على تكوين 6: 6 و7.
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في خروج 20: 11 لأن في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض والبحر وكل ما فيها،واستراح في اليوم السابع، لذلك بارك الله يوم السبت وقدسه . وجاء في تثنية 5: 15 واذكر أنك كنت عبداً في أرض مصر فأخرجك الربإلهك من هناك بيد شديدة وذراع ممدودة، لأجل ذلك أوصاك الرب إلهك أن تحفظ يوم السبت . ومن هذا يتضح أن الله أمر بحفظ يوم السبت لسببين مختلفين: الأول على أساس راحة الله في اليوم السابع بعد خلقه العالم وتقديسه هذا اليوم. أما الثاني فعلى أساس الراحة التي دبرها الله لشعبه بعد سني عبوديتهم الشاقة بمصر. وهذا تناقض .
وللرد نقول بنعمة الله : أعطى الله شعبه هذه الوصية لجملة أسباب. ويصح أن يُقال إنه أمر بحفظ السبت ليكون يوم راحة لشعبه في الأسبوع، ولتكون فيه فرصة مخصوصة للعبادة ومجال مقدس للخدمة. ففي الخروج يذكر سبباً واحداً، وفي التثنية يذكر سبباً آخر. كذلك يمكننا أن نقول لإنسان آمِنْ بالمسيح لأنه هو الله المتجسد. ويمكننا أن نقول له أيضاً في فرصة أخرى آمِنْ بالمسيح لأنه المخلّص الوحيد. ولا تناقض، لأن كلًا من السببين للإيمان بالمسيح يكمل الثاني، ولا ينفيه. (راجع تعليقنا على تكوين 2: 2 و6: 6 و7).
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في خروج 20: 12 أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك . ولكن هذا الكلام يناقضه قول المسيح في لوقا 14: 26 إن كان أحد يأتي إليَّ ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته، حتى نفسه أيضاً، فلايقدر أن يكون لي تلميذاً .
وللرد نقول بنعمة الله : (1) أيَّد المسيح وصية إكرام الوالدين، وفي مرقس 7: 9-13 وبخ الفريسيين والكتبة على نبذهم هذه الوصية إذ وجدوها مضادة لوصاياهم البشرية. فمن مجرد الوجهة التاريخية يستحيل أن يُقال إن المسيح في لوقا 14: 29 قصد أن ينقض الوصية العظيمة التي تحض على القيام بالواجب نحو الوالدين، فالمسيح هذا الذي أمر بمحبة الأعداء لا يمكن مطلقاً أن يوصي تابعيه بالبغضة لآبائهم وأمهاتهم. ويجدر بنا أن نذكر عطفه على أمه وتدبيره لراحتها بينما كان معلقاً على الصليب (يوحنا 19: 26 و27).
(2) قول المسيح إن تابعيه يجب أن يبغضوا آباءهم وأمهاتهم قصد به معنى خاصاً. فكلمة يبغض المستعملة هنا تفيد محبة أقل أو تقديراً أقل، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
ونجد أقوى دليل على هذا في تاريخ يعقوب الذي يُقال عنه في تكوين 29: 31 ورأى الرب أن ليئة مكروهة . وموسى في وصفه شعور يعقوب نحو ليئة يستعمل عبارتين، في الأولى يبيّن أنه أحب ليئة أقل من راحيل، وفي الثانية يشير أن ليئة كانت مكروهة. وكل ما في الأمر أن الثانية أقوى تعبيراً من الأولى. وفي الكتاب المقدس برهان على أن كلمة بغضة تُستعمل أحياناً بمعنى مجازي أو استعاري، ليس للدلالة على عكس المحبة بل على درجة أضعف في المحبة. وما يطلبه المسيح هو أن تكون محبة تابعيه العظمى له هو، ويريد أن يكون وحده غرض قلوبهم ومركز أميالهم وعواطفهم. والمعنى المقصود هنا أن من أحب أباً أو أماً أكثر منه لا يستحقه. والخلاصة أن محبتنا للمسيح يجب أن تكون شديدة وطاهرة وسامية بهذا المقدار حتى تصغر في جانبها محبتنا لأعزّ عزيز لنا! ولو كانوا آباءنا وأمهاتنا.
- عدد الزيارات: 17878