Skip to main content

شبهات شيطانية حول العهد القديم

شبهات شيطانية حول سفر اللاويين

الصفحة 1 من 4

قال المعترض الغير مؤمن: هناك أحكام ذبائح كانت كثيرة في شريعة موسى وأحكام أخرى مختصة بآل هرون عن الكهنوت والملابس وقت حضور الخدمة، نُسخت كلها في الشريعة المسيحية .

وللرد نقول بنعمة الله : أوضح الله لخلائقه طريقة الخلاص برموز محسوسة ليقرّب لعقولنا القاصرة الأمور المعنوية الروحية بالمشاهدات المحسوسة. فلما أراد أن يوضح طريقة الفداء، وأنه لا يمكن الخلاص إلا بدم المسيح، رتب الذبائح والفرائض الطقسية في العهد القديم، للإشارة إلى دم الفادي الكريم، وأوضح أن الطريقة الوحيدة لمغفرة الخطايا هي سفك الدم، وأن دم الحيوانات لا قيمة له في حد ذاته إلا بالنظر إلى كونه يرمز إلى دم المسيح الفادي الكريم.

فالرمز هو ما عيّنه الله للإشارة إلى أمر أجلّ من الرمز لابد من وقوعه هو المرموز إليه . ولابد أن يوجد في الرمز إشارة حقيقية تشير إلى المرموز إليه، وهذا لا يستلزم أن يكون الرمز من ذات جوهر المرموز إليه. فحمل الفصح مثلًا كان رمزاً للمسيح مع تباينهما في الجوهر. والغاية من الرمز تمهيد الطريق وتوطئته للمرموز إليه، وإعداد عقولنا لفهمه. فالله أعطى في العهد القديم رموزاً شتى وكنايات مختلفة تشير إلى المسيح وملكوته، ليست على سبيل الصدفة والاتفاق، بل مقصودة بالذات، فإن العهد القديم هو تمهيد للعهد الجديد. فما أشير إليه في العهد القديم بطريقة الكناية والتلميح أوضحه في العهد الجديد بالبيان والتصريح. وطريقة الخلاص هي واحدة في العهدين، وأنت تعلم أن الأستاذ الحكيم يعلِّم تلامذته في أول الأمر القضايا الضرورية البديهية، ويرتقي معهم بالتدريج للحقائق العالية، فيستفيدون. وكذلك لا يجوز لمن كان في ظلام دامس أن يعرض عينيه لأشعة الشمس مرة واحدة، بل ينتقل بالتدريج، إلى أن يصل إلى نور النهار الكامل. وكذلك الطفل يُعطى أولًا اللبن، لأن معدته لا تقدر على هضم غيره، ومتى نما وكبر أُعطي له الغذاء اليابس، فكذلك عمل الله معنا: أخذ في مبدأ الأمر يفهمنا الحقائق الإلهية بطرق بسيطة محسوسة، وسلك معنا بالتدريج إلى أن أوضح لنا الحقائق بغاية الوضوح. فما أوضحه قليلًا في العهد القديم أوضحه كوضوح الشمس في العهد الجديد (لوقا 1: 79 و1يوحنا 2: 8 ورومية 16: 25 و26 وكولوسي 1: 27 و1كورنثوس 2: 7 و10).

وإذ تقرر ذلك فكتاب الله منزه عن الناسخ والمنسوخ، فقد جاء المسيح ليكمل شريعة موسى، شريعة الطقوس بشريعته هو، وهي شريعة النعمة. كما جاء هو، المرموز إليه، ليحقّق رموز شريعة موسى.

ومن الرموز الواردة في العهد القديم التي تشير إلى المسيح: الذبائح والكهنة.

(1) الذبائح: حكم الله أن النفس التي تخطئ موتاً تموت، لأنه قدوس طاهر يمقت الإثم. وهذا الحكم يسري على الجميع بلا استثناء، لأن الجميع أخطأوا. ولكن الله تفضَّل وأوجد طريقة يمكن بها للخاطئ أن ينال مغفرة الخطايا، فيكون الله رحيماً وعادلًا في آن واحد إذا برر الخاطيء. وهذه الطريقة هي الإيمان بالمسيح الفادي الكريم. ووضع في العهد القديم الذبائح إشارة إليه. فالحكم الذي كان يستوجبه الخاطئ احتمله المسيح في جسده، وبذلك استوفى العدل الإلهي حقه. وعليه فلا تفاوت بين عدله ورحمته. وهذه الطريقة هي المقبولة والمعقولة.

وقد وضع الله الذبائح في العهد القديم للإشارة إلى دم المسيح، فقال في لاويين 17: 10 و11 : الدم يكفر عن النفس . وسبب التكفير (ومعناه: التغطية والسَّتر) بالدم هو أن الحياة هي في الدم، فالغاية من الذبيحة إذاً هي تقديم نفس لله عن نفس أخرى مدنسة بالخطايا، كتقديم حياة حيوان بريء عن حياة إنسان مذنب. والدليل على ذلك أن أيوب كان يقدم ذبائح بعدد أولاده لأنه قال: ربما أخطأوا وجدفوا على الله (أيوب 1: 5) وقال الرسول بولس: بدون سفك دم لا تحصل مغفرة (عبرانيين 9: 22). وقد كانت الذبائح غير كافية لنزع الخطية (عبرانيين 10: 11) ولكنها كانت تكفر لأنها كانت ترمز إلى ذبيحة المسيح الكافية ذات الفعالية، ولذلك قدم المسيح نفسه مرة واحدة، بخلاف الذبائح فإنها كانت تُقدَّم مراراً لعدم كفايتها (عبرانيين 9: 9-14 و25 و26).

قال يوحنا المعمدان عن المسيح: هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم (يوحنا 1: 29). وقال يوحنا الحبيب إن ذبيحة المسيح هي كفارة يكفر بها ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضاً (1 يوحنا 2: 2). وقال المسيح (له المجد) ذاته إنه يموت فداءً عن شعبه (يوحنا 10: 15 و17 و18). وإنه يبذل نفسه فدية عن كثيرين (متى 20: 28 ومرقس 10: 45) وتنبأ عنه إشعياء: مجروح لأجل معاصينا. مسحوق لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه وبحُبُره شُفينا. والرب وضع عليه إثم جميعنا. كشاةٍ تُساق إلى الذبح، وكنعجة صامتة أمام جازّيها فلم يفتح فاه (اشعياء 53: 5-7). وقال بولس الرسول: الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا (أفسس 1: 7). والكتاب المقدس يعلمنا:

1 - إن المسيح قدم نفسه ذبيحة كفارة للجميع.

2 - كل من يؤمن بالمسيح يتبرر.

3 - أظهر الله بذبيحة الكفارة برَّه ورحمته للخطاة.

4 - كانت ذبائح العهد القديم تشير إلى ذبيحة المسيح هذه.

(2) حمل الفصح: اتضح أن جميع الذبائح كانت رمزاً إلى ذبيحة المسيح، ولا بأس من ذكر أوجه الشبه بين حمل الفصح والمسيح. فنقول:

1 - كان يلزم أن يكون حمل الفصح بلا عيب (خروج 12: 5). ومع أن خطايانا طُرحت على المسيح إلا أنه كان قدوساً طاهراً. قال الرسول بطرس عن المسيح: حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح (1بطرس 1: 19).

2 - كان يلزم ذبح حمل الفصح وسفك دمه (خروج 12: 6) فكذلك مات المسيح ليفي العدل الإلهي حقه (لوقا 24: 26).

3 - كان يلزم أن يُشوى حمل الفصح بنار (خروج 12: 8 و9) إشارة إلى آلام المسيح.

4 - كان يلزم أكل الحمل تماماً (خروج 12: 10) دلالة على قبول المسيح بكل صفاته. فالواجب الإيمان به بكل وظائفه، لأنه صار لنا حكمة من الله وبراً وقداسةً وفداءً (1كورنثوس 1: 30).

5 - كان يلزم رش دم حمل الفصح على عتبة أبواب بني إسرائيل فلا يهلكون (خروج 12: 8). وهكذا إذا رُشَّت النفس بدم المسيح بالإيمان نجت من الغضب الإلهي. وكذلك يلزم رشنا بدم المسيح لنكون خليقة جديدة لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذُبح لأجلنا (1كورنثوس 5: 7).

(3) صفات الكهنة:

1 - كان الكهنة بشراً، وكذلك المسيح اتخذ جسداً مثلنا كان ينبغي أن يشبه إخوته في كل شيء، لكي يكون رحيماً ورئيس كهنة أميناً في ما لله، حتى يكفر خطايا الشعب. لأنه في ما هو قد تألم مُجرَّباً يقدر أن يعين المجرّبين (عبرانيين 2: 17 و18).

2 - كان الكهنة رمزاً للمسيح، لأنهم توسطوا بين الله والشعب، فكان لا يمكن لأحد أن يقرب ذبائح إلا بواسطة الكهنة. قال المسيح ) (له المجد): أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي (يوحنا 14: 6).

3 - كان الكهنة يقدمون ذبائح الكفارة، دم ثيران وكباش رمزاً للمسيح، الذي قدم نفسه عن الخطية (عبرانيين 7: 27 و9: 12-28 و10: 10-14).

هذه هي أوجه الرمز، غير أن الكهنة كانوا خطاة ولهذا كانوا يقدمون الذبائح عن أنفسهم أولًا ثم عن الشعب (عبرانيين 5: 3) وأما المسيح فقدوس طاهر (7: 26). أولئك كانوا عرضة للفناء، وأما المسيح فيبقى إلى الأبد (7: 23 و24). وذبائحهم لم تقدر أن تنزع الخطايا لأنها كانت رمزاً ولزم تكرارها إلى أن يظهر المرموز إليه، وأما المسيح فبقربانه الواحد قد أكمل إلى الأبد المقدسين (عبرانيين 10: 11 - 14).

قال المعترض الغير مؤمن: جاء في لاويين 1: 9
الصفحة
  • عدد الزيارات: 12025
تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457
تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.
أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.
تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.