Skip to main content

شبهات شيطانية حول العهد القديم

شبهات شيطانية حول سفر التثنية - قال المعترض الغير مؤمن: جاء في تثنية 32: 4

الصفحة 9 من 10: قال المعترض الغير مؤمن: جاء في تثنية 32: 4

قال المعترض الغير مؤمن: جاء في تثنية 32: 4 هو الصخر الكامل صنيعه. إن جميع سبله عدل. إله أمانة لا جور فيه. صِدِّيق وعادلٌ هو . وهذا يعني أن الله عادل، ولكن هذا منقوض بقوله في عاموس 3: 6: هل تحدث بليَّة في مدينة والرب لم يصنعها؟ .

وللرد نقول بنعمة الله : يمكننا التوفيق بين التعليم السامي الجليل عن الله، وبين الآيات التي تُظهر كأنه هو منشئ الشر، مثل عاموس 3: 6 وإشعياء 45: 7 وإرميا 18: 11 و2تسالونيكي 2: 11 و12 وغيرها.

(1) عند درس قرينة النص الوارد في عاموس نجد أن الكلام لا يُقصد به الشرور الأخلاقية بل النكبات الطبيعية كالزلازل والعواصف وغيرها. فهذه المصائب لا يمكن أن تقع على مدينة ما لم يسمح بها الله ضابط الطبيعة ومُسيِّرها. فلا يظن أحد أن سماح الله بوقوع مثل هذه النكبات يتعارض مع قداسته وصلاحه، إذ بهذه الوسيلة يعاقب فاعلي الشر ويؤدب أولاده في الوقت نفسه لخيرهم. فلا بد إذاً أن يتمم مقاصده الصالحة بهذه الطريقة فهي لمجد اسمه ولخير الناس، لأن الضيقات قد تكون باعثاً للناس على التوبة والرجوع إلى الله. فالإنسان يشبه طفلًا يحسب تأديب أبيه له قساوة وخشونة، إلى أن يكبر ويدرك معنى الشر ونتائجه الوخيمة (قابل عبرانيين 12: 5-11).

ويقول بعض الناس غير المفكرين: لو كان الله صالحاً وشفوقاً لما سمح بالجوع والوباء والحروب وسواها مما يؤلم البشر. وهؤلاء يجهلون أن هذا العالم شرير، ولا بد من وقوع القصاص عليه لإصلاحه. وهنا قد زالت الصعوبة الأولى.

(2) ثم أمامنا سؤال عسير وهو: ما هو موقف الله من الشر الأخلاقي؟ إن كان الله لا يمدّ اللص بهواء يستنشقه وطعام وشراب يغذي بهما بدنه لا يستطيع أن يسرق ويسلب! هذه حقيقة لا يمكن إنكارها. ولكن هل هذا يبيّن مصادقة الله على شر الشرير؟ كلا البتة! فهو يشرق شمسه على الأبرار والظالمين، ولكن الشرير يتخذ وسائط الحياة والراحة وسيلة لإتمام مقاصده السيئة. وهذا يعني أن الله يسمح بوقوع الشر لكنه لا يصادق عليه. فهو يعامل الإنسان باعتباره مسئولًا أمامه. ومع أنه قادر على كل شيء، لكنه لا يرغم الإنسان على الرجوع عن طرقه الشريرة إلى أن تنتهي الفرصة المعينة له. ولكنه على الدوام يجاهد بروحه مع الخاطىء للإتيان به إلى التوبة. فلا يوجد إذاً أقل احتجاج على قداسته.

(3) لا يزال أمامنا سؤال آخر: يقول الكتاب إن الله أحياناً ليس فقط يسمح بوقوع الشر بل يسبّب حدوثه. ونقتبس بهذه المناسبة 2تسالونيكي 2: 11 و12 ولأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال حتى يصدّقوا الكذب، لكي يُدان جميع الذين لم يصدقوا الحق، بل سُرُّوا بالإثم .

فالقول: سيرسل إليهم الله عمل الضلال معناه أن الله يسحب يده المانعة، فيجد الشيطان مجالًا لإتمام مقاصده الشريرة. قد يسمح الله للناس بالوقوع في الشر والخطأ، ولكن كلماسمح بهذا كان قصاصاً منه تعالى على تعمُّد الحيدان عن الحق ورفضه. ومن الطرق الظاهرة الجلية في معاملات الله أنه أحياناً يعاقب على فعل الشر بأن يسمح لصاحبه بالوقوع في شر أردأ. فالله لا يعطي الشرير غير التائب قوة مانعة عندما يقصد التمادي في شره (اقرأ رومية 1: 18-24) حيث ينسب بولس انحطاط الوثنيين الأخلاقي إلى قضاء الله العادل، لأنهم يحجزون الحق بالإثم ويعبدون الأوثان. فلا نجد هنا تناقضاً بين صفات الله المختلفة. فهو صالح وعادل في الوقت نفسه، كما أن القاضي الجالس على كرسي القضاء كثيراً ما يحكم على المجرمين بالإعدام ولو كان ذا قلب عطوف. فالصلاح والعدل صفتان مجتمعتان معاً لكنهما لا تتعارضان.

فلنتذكر إذاً أنه عندما يقول الكتاب إن الله قد أرسل عمل الضلال أو ما يشبه هذا، فهو يقصد تنفيذ قصاصه العادل بأن يكفّ عن محاولة إرجاع الخاطئ بعمل روحه القدوس فيه.

قال المعترض الغير مؤمن: جاء في تثنية 33: 2
الصفحة
  • عدد الزيارات: 18569

راديو نور المغرب

تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457

شهادات صوتية

تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.

إستمع واقرأ الإنجيل

أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.

شهادات بالفيديو

تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.