Skip to main content

شبهات شيطانية حول العهد الجديد

شبهات شيطانية حول إنجيل لوقا - قال المعترض الغير مؤمن: قال هورن سقطت آية بين الآيتين

الصفحة 11 من 13: قال المعترض الغير مؤمن: قال هورن سقطت آية بين الآيتين

قال المعترض الغير مؤمن: قال هورن سقطت آية بين الآيتين في لوقا 21: 33 و34 والواجب أخذها من متى 24: 36 أو من مرقس 13: 32 حتى تكون أقوال الرسل متوافقة. ونص هذه الآية: وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، ولا ملائكة السموات، إلا أبي وحده .

وللرد نقول بنعمة الله : لا يلزم مطابقة أقوال الرسل بعضها لبعضٍ في الكليات والجزئيات من كل وجه، فإن كل نبي يدوّن الوحي الإلهي بالكيفية التي يلهمه بها الروح القدس. وعليه لا بد أن تختلف طرق تعبيرهم. بل إن اختلاف طرق تعبيرهم من أقوى الأدلة على صدق أقوالهم و. تواطئهم.

قال المعترض الغير مؤمن: جاء في لوقا 22: 3-7 فدخل الشيطان في يهوذا الذي يُدعى الإسخريوطي وهو من جملة الاثني عشر . وهذا يناقض قول يوحنا 13: 27 فبعد اللقمة دخله الشيطان. فقال له يسوع: ما أنت تعمله فاعمله بأكثر سرعة

وللرد نقول بنعمة الله : لماذا يظن وجود تناقض هنا؟ يقول يوحنا إن الشيطان دخل يهوذا أثناء عشاء الرب الأخير مع تلاميذه. ولوقا يقول إن الشيطان دخله قبل هذا، أي قبل أن يتواعد يهوذا مع اليهود ليسلّمهم سيده.

لقد دخل الشيطان يهوذا أكثر من مرة. ويوحنا نفسه يقول في بدء هذا الأصحاح: فحين كان العشاء، وقد ألقى الشيطان في قلب يهوذا سمعان الإسخريوطي أن يسلّمه . فمن هنا يتضح أن الشيطان ساد على قلب يهوذا قبل أن أعطاه يسوع تلك اللقمة في العشاء الأخير. فرواية يوحنا نفسه تفيد أن الشيطان دخل يهوذا مراراً. وإثباتاً لهذا نرجع إلى يوحنا 6: 70 حيث يقال: أجابهم يسوع أليس أني أنا اخترتكم الإثني عشر، وواحد منكم شيطان؟ قال عن يهوذا سمعان الإسخريوطي، لأن هذا كان مزمعاً أن يسلّمه، وهو واحد من الاثني عشر . فيمكن أن يُقال عن يهوذا إنه كلما كانت تدبّ في قلبه فكرة الخيانة لسيده، كان الشيطان يدخله.

قال المعترض الغير مؤمن: من قابل بين لوقا 22: 17 بما ورد في متى 26: 28 ومرقس 14: 22 و23 في بيان وضع العشاء الرباني، وجد أن لوقا ذكر كأسين: واحدة على العشاء والأخرى بعده، ومتى ومرقس ذكرا كأساً واحدة.

ثم أن رواية لوقا تقول إن جسد المسيح مبذول عن التلاميذ، بينما رواية متى تقول إنه مبذول عن كثيرين، ورواية متى لا تقول إن جسده مبذول .

وللرد نقول بنعمة الله : (1) يلزم أن نوضح ما كان يحدث في عيد الفصح، فقد كان اليهود يحتفلون به تذكاراً لتحررهم من ذلّ المصريين، وتذكاراً لنجاة أبكارهم من الموت وهلاك أبكار المصريين. وفي اليوم العاشر كان رئيس كل عائلة يأخذ حملاًً عمره سنة (خروج 12: 1-6) وفي اليوم 14 من الشهر يذبحه أمام المذبح. ولما كان بنو إسرائيل في مصر رشّوا دم هذا الحمل على العتبة العليا، فلما رأى الملاك الدم لم يمس البيت بضرر (خروج 12: 7). ولما خرجوا من مصر كانوا يرشون الدم أمام المذبح، ويشوون الحمل ويضعون فيه سيخاً على طوله، وسيخاً على عرضه، على هيئة صليب، ولا يكسرون عظماً من عظامه، وهو إشارة إلى المسيح (يوحنا 19: 36 و1كورنثوس 5: 7). وكيفية احتفالهم به أن يقدموا الشكر لله، ثم يشربون كأس نبيذ ممزوجاً بماء، هذه كانت أول كأس. وبعد ذلك كانوا يغسلون أيديهم، ثم يشكرون الله، ثم يضعون على المائدة أعشاباً مُرَّة والفطير والحمل ومرقةً من بلحٍ وتين وزبيب، ثم يأخذون قليلاً من الأعشاب ويقدمون شكراً لله، ثم يأكلونها ويرفعون الصحون، ويضعون أمام كل محتفل كأس نبيذ كما فعلوا في أول الأمر. وسبب رفع الصحون هو حمل الأولاد على الاستفهام عن سبب هذا، فيشرع رئيس العائلة في توضيح ما قاساه اليهود في مصر من الذل والعبودية، وكيفية إنقاذهم، وأسباب الاحتفال بعيد الفصح.

ثم يؤتى بالصحون ثانية، ويقول: هذا هو الفصح الذي نأكله، لأن الرب عبر عن بيوت آبائنا في مصر. ثم يمسك الأعشاب ويقول: إنها تشير إلى مرارة الذل. ويمسك الفطير ويقول: إنه يشير إلى سرعة ارتحالنا من مصر. ثم يغسلون أيديهم ويأكلون. ويقرأ رب العائلة مزموري 113 و114 ويصلي، ثم يشربون ما يكون أمامهم، وهي الكأس الثانية. ثم يغسلون أيديهم ثانية ويأكلون الطعام. ثم يغسلون أيديهم ويشربون كأساً ثالثة تسمى كأس البركة لأن رئيس العائلة يقدم الشكر لله. وكانوا يشربون كأساً رابعة قبل انصرافهم تُسمَّى كأس التهليل لأنهم كانوا يرتلون مزامير 115-118. وقد حافظ المسيح على هذه الطقوس لأنها كانت تدل عليه.

ثم رسم المسيح العشاء الرباني بعد عشاء الفصح تذكاراً لموته لأنه هو فصحنا، وبه تحررنا من عبودية إبليس التي هي أشد من عبودية فرعون في مصر، فوضع العشاء الرباني تذكاراً للخلاص الذي صنعه لنا ليعتقنا من عبودية إبليس، وليشدد عزائمنا وقت التجارب والمصائب. وكيفية رسم المسيح للعشاء الرباني هي أنه أخذ خبزاً وبارك وكسّر، وقال: خذوا كلوا هذا هو جسدي . فالخبز هو بمنزلة حمل الفصح، فكما أن الحمل كان يشير إلى خلاص الإسرائيليين من العبودية، فكذلك الخبز يشير إلى جسد المسيح الذي كُسر لأجلنا على الصليب. وكما أنه يلزم لتغذية الإنسان كَسْر الخبز ومضْغه، فكذلك لزم بذل جسد المسيح ليصير خبزاً لحياة أنفسنا. وكما أن حياتنا تتعلق على الخبز الذي أعدَّه الله من محبته لنا، فكذلك حياتنا الأبدية تتوقف على ذبيحة جسد المسيح على الصليب. وكان بنو إسرائيل يسفكون دم حمل بلا عيب أمام المذبح، فأشار المسيح إلى هذه الذبيحة بقوله: هذا هو جسدي الذي يُبذل لأجلكم . وهو هبة مجانية، وكذلك أخذ الكأس وشكر وأعطى تلاميذه وقال: هذا هو دمي . يعني أنه يشير إلى سفك دمه، لأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة (عبرانيين 9: 22). فهذا هو ترتيب فصح اليهود ورسم العشاء الرباني.

(2) نعم ذكر لوقا كأسين، ومتى ومرقس ذكرا كأساً واحدةً، لأن متى ومرقس ذكرا الكأس المختصة بالعشاء الرباني، لأنها المقصودة بالذات. أما لوقا فأشار إلى الكأس التي كانت تُؤخذ قبل العشاء، ثم ذكر الكأس التي أشار بها إلى سفك دمه، وبهذا يظهر بطلان اعتراضات المعترض.

(3) من تأمل فيما ورد في متى 26: 26-28 ومرقس 14: 22-24 ولوقا 22: 19 و20 وجد أن العبارات كلها لا تناقض فيها. وقول المسيح: هذه الكأس (أي الخمر الذي فيها) فهو من إطلاق الظرف على المظروف، فالكأس تشير إلى دم المسيح للعهد الجديد، تمييزاً له عن العهد القديم الذي صنعه الله مع اليهود بسفك دم الذبائح (خروج 24: 8) ويأخذ الكاهن الدم ويرشه على الشعب ويقول: هوذا دم العهد الذي قطعه الرب معكم .

وقد أطلق أنبياء التوراة على المسيح أنه ذبيحة العهد فدم المسيح هو دم العهد الجديد، لأن بواسطة دمه تصالح الناس مع الله. وكان العهد القديم يقوم بسفك دماء حيوانات، ولكنها لم تكن كافية للخلاص، بخلاف دم المسيح فإنه كافٍ لمغفرة الخطايا، لأنه حياة المسيح. فقوله دمه يُسفك عن كثيرين هو بمنزلة حياته، فهو من إطلاق الجزء على الكل.

(4) بذل المسيح حياته عن الخطاة، أو قام مقامهم. فبموته يخلص كل من يؤمن به، فإنه وفى للعدل الإلهي حقَّه، فإن الله حكم على كل خاطئ بالموت، والمسيح مات عوضاً عنه. فقول متى ومرقس إن دمه يُسفك عن كثيرين يعني حياته كلها. ولما كان الدم هو مركز الحياة اقتصرا عليه. وقول لوقا إن جسده يُبذل ودمه يُسفك لا يناقض قول متى ومرقس، إذ لا يُعقل أن يُسفك دم إنسان بدون أن يُبذل جسده.

أما قوله إن يوحنا الإنجيلي ضرب صفحاً عن هذا، قلنا إنه كتب إنجيله بالوحي الإلهي بعد اطلاعه على الثلاثة أناجيل، فلم يذكرها. ولكنه أوضح هذه الحقيقة المهمة في رسائله.

قال المعترض الغير مؤمن: كيف يكون السيد المسيح صانع السلام
الصفحة
  • عدد الزيارات: 23613

راديو نور المغرب

تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457

شهادات صوتية

تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.

إستمع واقرأ الإنجيل

أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.

شهادات بالفيديو

تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.