شبهات شيطانية حول سفر أعمال الرسل - اعتراض على أعمال 13: 39
اعتراض على أعمال 13: 39
انظر تعليقنا على متى 12: 31 و32
قال المعترض الغير مؤمن: كان حكم الختان أبدياً في شريعة إبراهيم كما في تكوين 17 ولذا بقي هذا الحكم في أولاد إسمعيل وإسحق، وبقي في شريعة موسى كما في لاويين 12: 3 وختن المسيح كما في لوقا 2: 21. ولكن الرسل نسخوه كما في أعمال 15: 1-5 . وشدد بولس الرسول في نَسْخه كما في غلاطية 5: 3-و 6: 15 .
وللرد نقول بنعمة الله : عبارة التوراة التي استشهد بها المعترض تفيد أن الختان كان علامة العهد الذي عقده الله مع إبراهيم، وهاك نص تكوين 17: 10 و11 يُختتن منكم كل ذكر، فيكون علامة عهدٍ بيني وبينكم . وقد وضعه الله ليكون علامةً بها يمتاز شعب الله عن غيره من الشعوب، ويشير إلى فسادنا الطبيعي، ويدل على ضرورة تجديدنا، ويدل أيضاً على أننا قُطعنا مع آدم الأول نائبنا، وتطعَّمنا في المسيح آدم الثاني واغتسلنا بدمه الذي يطهر من كل خطية (رومية 2: 28 و29). أما اختتان المسيح فكان ضرورياً لأنه تمم كل البر وحفظ كل الشريعة، لأنه كان طاهراً قدوساً بلا عيب، وكان مثال الطهارة والبر والطاعة والتواضع والمحبة والوداعة وكل الفضائل.
ولكن الرسل لم ينسخوا الختان، بل رفضوا القول إن الخلاص بالاختتان، فإنه ورد في أعمال 15: 1 وانحدر قوم من اليهودية وجعلوا يعلّمون الإخوة أنه: إن لم تختتنوا حسب عادة موسى لا يمكنكم أن تخلصوا . فقولهم هذا باطل، فإن الخلاص هو بالإيمان بالمسيح. والغاية من الختان هو أن يكون علامة العهد بين الله وشعبه، وإشارة إلى طهارة القلب والنية. قال الرسول بولس في رومية 2: 28 ، 29 لأن اليهودي في الظاهر ليس هو يهودياً، ولا الختان الظاهر في اللحم ختاناً. بل اليهودي في الخفاء هو اليهودي، وختان القلب بالروح لا بالكتاب هو الختان، الذي مدحه ليس من الناس بل من الله . وأوضح في رسالته إلى غلاطية أن الله لا يبالي بالأمور الصورية الخارجية، بل ينظر إلى الإيمان العامل بالمحبة وتجديد القلب من الدنس والشر، فإن الختان والغرلة والأمور الخارجية لا تفيد شيئاً في أمر الخلاص. وقد كان الختان إشارة ورمزاً إلى المعمودية، وكلاهما يشير إلى تطهير القلب من دنس الخطايا. فالختان يشير إلى خلع الخطايا، والمعمودية تشير إلى غسلنا بدم يسوع المسيح.
فمعنى المعمودية هو تطعيمنا في المسيح وختم فوائد عهد النعمة، وهو غفران الخطايا بدم المسيح، وتجديد القلب بروحه، والتبنّي في عائلته، والقيامة للحياة الأبدية. ومعناها أيضاً الختم على تعهدنا أن نكون للرب، وهي علامة فاصلة بين شعب الله وغيره من الشعوب. والحكمة في استعمال الماء فيها هي:
(1) الماء يطهرّ من الأقذار، ودم المسيح يطهر قلوبنا من أعمال ميتة.
(2) الماء يروي ظمأ العطشان، ودم المسيح يشفي الغليل.
(3) الماء يطفئ النار، ودم المسيح يطفئ لهيب غضب الله، ويطفئ نار شهوتنا التي تحاربنا.
(4) الماء يليّن الأرض الصلبة، ودم المسيح يليّن القلب القاسي.
(5) الماء ضروري للحياة، وبدون دم المسيح وروحه يهلك الخاطئ.
(6) الماء بلا ثمن، ودم المسيح وروحه مقدَّمان للجميع مجاناً.
(7) مع أن الماء ضروري لكل إنسان إلا أنه لا يفيد شيئاً ما لم يشربه، ودم المسيح لا يفيد الإنسان ما لم يؤمن به.
- عدد الزيارات: 16437