Skip to main content

شبهات شيطانية حول العهد الجديد

شبهات شيطانية حول سفر أعمال الرسل

الفصل الثالث

قال المعترض الغير مؤمن: يقول أعمال الرسل 1: 15 إنه بعد صعود المسيح لم يكن هناك إلا 1مؤمناً بالمسيح، بينما يقول 1كورنثوس 15: 6 إن المسيح ظهر لأكثر من خمسمائة أخ بعد قيامته. وهذا تناقض .

وللرد نقول بنعمة الله : لا تناقض مطلقاً، فإن سفر الأعمال لا يقول إن عدد المؤمنين كان 120 فقط! ولكنه يقول إن 120 مؤمناً كانوا حاضرين اجتماعاً ذات يوم في أورشليم. أما الخمسمائة فقد التقوا في الجليل (متى 28: 7) حيث قام المسيح بالكثير من المعجزات، وحيث كان كثيرون مؤمنين به.

فهل إن قلت إني التقيت بمئة وعشرين شخصاً في دمشق، والتقيت بخمسمائة شخص في القاهرة أكون صاحب قول متناقض?!

اعتراض على أعمال 1: 18

انظر تعليقنا على متى 27: 3 و5

اعتراض على أعمال 2: 1-4

انظر تعليقنا على يوحنا 20: 22

قال المعترض الغير مؤمن: جاء في عظة بطرس يوم الخمسين أن المسيح رجل (أعمال 2: 22). وهذا يعني أنه ليس الله .

وللرد نقول بنعمة الله : المسيح إله كامل وإنسان كامل. هو ابن الله وابن الإنسان. قال عنه بطرس إنه رجل لأنه ابن الإنسان. ولأنه الله قال عنه الرسول بولس: الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد (رومية 9: 5) وإنه الله الظاهر في الجسد (1تيموثاوس 3: 16).

قال المعترض الغير مؤمن: تختلف أربع آيات من أعمال 2: 25-28 مع أربع آيات من مزمور 16: 8-11 .

وللرد نقول بنعمة الله : نورد نص أعمال الرسل: لأن داود يقول فيه كنت أرى الرب أمامي في كل حين، إنه عن يميني لكي لا أتزعزع. لذلك سُرّ قلبي وتهلل لساني. حتى جسدي أيضاً سيسكن على رجاء. لأنك لن تترك نفسي في الهاوية، ولا تدع قدوسك يرى فساداً. عرَّفتني سبُل الحياة، وستملأني سروراً مع وجهك .

وهذه كلمات المزمور: جعلتُ الرب أمامي في كل حين لأنه عن يميني فلا أتزعزع. لذلك فرح قلبي وابتهجت روحي. جسدي أيضاً يسكن مطمئناً، لأنك لن تترك نفسي في الهاوية. لن تدع تقيَّك يرى فساداً. تعرّفني سبُل الحياة. أمامك شِبع سرور في يمينك نعم إلى الأبد .

وقد نُقل مزمور 16 من العبرية إلى اليونانية في الترجمة السبعينية وهو ما اقتبس سفر الأعمال منه. ونقل المترجم مزمور 16 من العبرية إلى العربية مباشرة، وهو ما جاء اقتباسه في المزامير. ولا خلاف في المعنى مطلقاً، كما يتضح لمن يقرأ النصَّين.

انظر تعليقنا على أعمال 15: 16 و17.

قال المعترض الغير مؤمن: ورد في أعمال 7: 14 فأرسل يوسف واستدعى أباه يعقوب وجميع عشيرته، 75 نفساً . وهذه العبارة تدل على أن يوسف وابنيه (الذين كانوا في مصر قبل الاستدعاء) لا يدخلون في عدد 75 ، ولكن جاء في التكوين 46: 27 جميع نفوس بيت يعقوب التي جاءت إلى مصر سبعون . وهذا تناقض .

وللرد نقول بنعمة الله : كان الواجب عليه أن يذكر آية 26 و27 من سفر التكوين حتى يظهر المعنى، ونصها: جميع النفوس ليعقوب التي أتت إلى مصر الخارجة من صلبه، ما عدا نساء بني يعقوب، جميع النفوس 66 نفساً. وابنا يوسف اللذان وُلدا في مصر نفسان. جميع نفوس بيت يعقوب التي جاءت إلى مصر سبعون . وهاك بيان بذلك:

12 أولاد يعقوب، (11 ولداً وابنة)

4 أولاد رأوبين

6 أولاد شمعون

3 أولاد لاوي

5 أولاد يهوذا الثلاثة وحفيداه

4 أولاد يساكر

3 أولاد زبولون

7 أولاد جاد

7 أولاد أشير وابنته وحفيداه

1 ابن دان

4 أولاد نفتالي

10 أولاد بنيامين

فالمجموع 66. والآية تقول إنهم 66 وابنا يوسف اللذان وُلدا له في مصر نفسان. بإضافتهما إلى يوسف مع أبيه ينتج 4 فيكون المجموع 70. وقد استثنى سفر التكوين من ذلك نساء بني يعقوب. أما أعمال فيقول : فأرسل يوسف واستدعى أباه يعقوب وجميع عشيرته، 75 نفساً . دون أن يدرج يوسف ولا ابناه ولا زوجته في هذا العدد، لأنهم كانوا موجودين في مصر، فيكون عدد الذين استدعاهم 66 نفساً بإخراج يعقوب من هذا العدد، لأنه مذكور على حدته، بقوله استدعى أباه يعقوب وجميع عشيرته يعني 66 نفساً. أما باقي العشيرة فهي زوجات بنيه، وعددهن تسع، لأنه كانت توفيت امرأة يهوذا (تكوين 38: 12) وكذلك امرأة شمعون. فالمجموع 75. ففي سفر التكوين قال: ما عدا نساء يعقوب . وفي أعمال الرسل قال: يعقوب وبنوه وجميع عشيرته . فعبارة الأعمال شرحت وأوضحت عبارة سفر التكوين، فلا محل لقوله إن عبارة الإنجيل غلط. ولو ذكر المعترض آيتي 26 و27 لأوضحتا الحقيقة.

اعتراض على أعمال 7: 15 و16

انظر تعليقنا على تكوين 50: 13

قال المعترض الغير مؤمن: ورد في أعمال 8: 37 فقال فيلبس: إن كنت تؤمن من كل قلبك يجوز فأجاب وقال: أنا أومن أن يسوع المسيح هو ابن الله . فقال كريسباخ وشولز: إن قوله آمنت أن يسوع المسيح هو ابن الله إلحاقية .

وللرد نقول بنعمة الله : (1) هذه العبارة ثابتة في النسخ المعتبرة التي يُركن عليها. (2)من الأدلة الداخلية على صحتها أن سياق الكلام يستلزم وجودها، فإنه لما أوضح فيلبس للخصي طريقة الخلاص، وأن المسيح هو مخلص العالم، وأوضح له حالتي اتضاعه وارتفاعه، تأكد أنه المسيح، وبالنتيجة ابن الله الحي أو الكلمة الأزلي الذي صار جسداً. وبدون هذا الاعتراف لا تمكن معموديته.

فترى من هذا أنه حتى لو سلمنا بحذفها لدلَّ عليها سياق الكلام.

قال المعترض الغير مؤمن: جاء في أعمال 9: 5 و6 فقال: من أنت يا سيد? فقال الرب: أنا يسوع الذي أنت تضطهده. صعب عليك أن ترفس مناخس . فقال وهو مرتعد ومتحيّر: يا رب، ماذا تريد أن أفعل? فقال له الرب: قم وادخل المدينة فيُقال لك ماذا ينبغي أن تفعل . وقد قال كريسباخ وشولز إن قوله صعبٌ عليك أن ترفس مناخس إلحاقية .

وللرد نقول بنعمة الله : هذه العبارة ثابتة في النسخ اللاتينية والعربية والحبشية والأرمنية. وقد وردت في ذات أعمال الرسل بنصها في 26: 14 لما كان بولس الرسول يخطب أمام أغريباس، فذكر ما حصل له بقوله: سمعتُ صوتاً يكلمني إلى أن قال: صعبٌ عليك أن ترفس مناخس . فهي على كل حال ثابتة في كتاب الله ومعناها أن الإصرار على العناد يضرّ بصاحبه. وهي مأخوذة من الحيوان الجامح الذي يقاوم صاحبه، فإنه يأخذ في رفس المناخس، فلا يضرّ إلا نفسه، ولا يعود عليه سوى الخسران. فكذلك الإنسان الذي يقاوم خالقه ورازقه وفاديه وولي أمره ويتمادى في العناد.

قال المعترض الغير مؤمن: في أعمال 9: 6 فقال له الرب: قم وادخل المدينة فيُقال لك ماذا تفعل وورد في 22: 10 فقال لي الرب: قم واذهب إلى دمشق وهناك يُقال لك عن جميع ما ترتَّب لك أن تفعل وورد في أعمال 26: 16 قُمْ وقف على رجليك، لأني لهذا ظهرتُ لك، لأنتخبك خادماً وشاهداً بما رأيتَ، وبما سأظهر لك به، منقذاً إياك من الشعب ومن الأمم الذين أنا الآن أرسلك إليهم، لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلمات إلى نور، ومن سلطان الشيطان إلى الله، حتى ينالوا بالإيمان بي غفران الخطايا ونصيباً مع المقدسين . فيُعلم من أعمال 9 و22 أن بيان ماذا يفعل كان موعوداً بعد وصوله إلى المدينة، ويُعلم من أعمال 26 أنه لم يكن موعوداً بعد وصوله، بل بيّنه في موضع سماع الصوت. وهناك اعتراض ثانٍ وهو: يُعلم من أعمال 9 أن الذين كانوا معه وقفوا صامتين، ويُعلم من أعمال 26 أنهم سقطوا على الأرض، وأعمال 22 لا يذكر القيام ولا السقوط .

وللرد نقول بنعمة الله : كانت غاية الرسول من خطابه للملك أن يوضح مأموريته، فتكلم عن الحوادث الماضية بالإيجاز، مراعاةً لمقتضيات المقام. وهذه هي البلاغة الإلهية، فلو كان تكلم بالتفصيل على الحوادث التي حصلت له، لأحدث السآمة والملل للملك الذي يريد أن يجذب نظره ويأخذ بسمعه، عسى أن يهتدي إلى الحق. وهذا بخلاف خطابه لليهود، فإنه شرح لهم بالتفصيل الحقائق التي يهمّهم معرفتها وسماعها. فلو خاطب اليهود بما خاطب به الملك، وخاطب الملك بما خاطب به اليهود لكان من قبيل وضع الشيء في غير محله.

أما للرد على الاعتراض الثاني فنقول: (1) المراد من كلمة وقفوا الاستقرار في المكان، سواء كانوا قائمين أو قاعدين، فكأنه قال: استقرّوا في مكانهم، وهي عبارة عامة لا تنافي وقوعهم على الأرض أو قيامهم عليها. وفي المصباح وقف بمعنى سكن.

(2) جاء في أصحاح 26: 14 ما حصل لهم بعد ظهور النور، فإنهم سقطوا جميعاً، وكان ذلك قبل مناداة شاول. أما في الأصحاح التاسع فذكر ما حصل بعد أن استفاقوا مما دهمهم. فقوله وقفوا صامتين أي بعد أن سقطوا. ومما يدل على ذلك أن النور الذي أبرق له هيبة.

قال المعترض الغير مؤمن: ورد في أعمال 9: 7 وأما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين، يسمعون الصوت ولا ينظرون أحداً وورد في 22: 9 والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا، ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلمني وفي أصحاح 26 لم يذكر سماع الصوت ولا عدم سماعه.

وللرد نقول بنعمة الله : معنى سمع في قوله لم يسمعوا صوت الذي كلمني هو الفهم، فالمقصود أنهم لم يفهموا كلام الرسول بولس. ومما يدل على أن السمع هو بمعنى الفهم قوله: صوت الذي كلمني أي كلام الذي كلمني . وتعبيره في 9: 7 سمعوا الصوت ولم يقل الكلام . فلو قال سمعوا الكلام وقال في 22: 9 لم يسمعوا الكلام لحصل التناقض. ولكنه قال في 9: 7 إنهم سمعوا صوتاً ولكنهم لم يفهموه، وفي 22: 9 قال إنهم لم يفهموا الكلام. والعبارة في الأصل اليوناني تفيد ذلك.

ولنورد ما يؤيد هذا الكلام فنقول: ورد في المصباح (ج - 1) سمعت كلامه أي فهمت معنى لفظه، فإن لم تفهمه لبُعدٍ أو لغط، فهو سماعُ صوتٍ لا سماع كلام. وقال في الكليات: يعبر السمع عن الفهم، نحو سمعنا وعصينا، وسمع الإدراك متعلقة الأصوات، نحو قد سمع الله قول التي تجادلك . ويطلق السماع ويراد به الانقياد والطاعة، وقد يطلق بمعنى الفهم والإحاطة، إلى غير ذلك.

أما في أصحاح 26 فكان بولس واقفاً أمام الملك أغريباس، وكانت غايته تبرئة نفسه مما نُسب إليه زوراً، وبيان دعوة الله له، فأوجز في ذكر الدفاع عن نفسه، وفي ذكر دعوة الله العليا له، ولم يذكر غير ذلك، لانشغال الملك.

قال المعترض الغير مؤمن: ورد في أعمال 10: 6 إنه نازل عند سمعان رجل دباغ، بيته عند البحر. هو يقول لك ماذا ينبغي أن تفعل . فقال كريسباخ وشولز إن قوله وهو يقول لك ماذا ينبغي أن تفعل إلحاقية .

وللرد نقول بنعمة الله : هذه العبارة التي ادّعى أنها إلحاقية ثابتة في النسخ المعتبرة. ولو حذفناها لجاء المعنى ناقصاً، ويصير الكلام استدْعِ سمعان النازل في البيت الفلاني ولم يذكر غاية استدعائه، مع أن الغاية هي المقصودة في مثل هذه الحالة. فثبت إذن أنها أصلية، وإذا حُذفت كان المعنى ناقصاً، وكلام الله الذي غايته إنارة الأذهان هو كامل.

قال المعترض الغير مؤمن: لم يكن الرسل يرون بعضهم بعضاً أصحاب وحي، كما يظهر هذا من مباحثتهم في محفل أورشليم، ومن مقاومة بولس لبطرس. ولم يعتقد المسيحيون الأولون أنهم معصومون من الخطأ، لأنهم اعترضوا أحياناً على أفعالهم، كما في (أعمال 11: 2 و3 و21: 20-24). كما أن الرسول بولس قاوم الرسول بطرس مواجهة كما في غلاطية 2: 11 .

وللرد نقول بنعمة الله : من طالع أعمال 15 اتضح له أن كل رسول كان يعتقد في الآخر أنه مؤيَّد بالروح القدس، فلا ينطق إلا عن لسان الله. ولما عُقد مجمع في أورشليم أخبر برنابا وبولس باقي الرسل والمشايخ بما صنعه الله من الآيات والعجائب في الأمم بواسطتهما، وأخبراهم بتصدّي اليهود وتشديدهم على الاختتان، فأعلن الرسل: رأى الروح القدس ونحن أن لا نضع عليكم ثقلاً (أعمال 15: 28). فترى من هذا أنه كان بينهم غاية الاتفاق، لأن الله كان يتكلم على ألسنتهم، ولم يحكموا في شيء إلا بوحي الروح القدس. فأقوالهم وأحكامهم وأعمالهم المختصة بالدين كانت صائبة لأن الله كان المرشد لهم.

وقد شهد بطرس الرسول لبولس الرسول أنّ كلامه وحي إلهي، وأن الله آتاه الحكمة الإلهية (2 بطرس 3: 15 و16) وقال في الآية الثانية من هذا الأصحاح إننا نحن رسل المسيح والمسيح ذاته الكلمة الأزلي قال لتلاميذه: اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم ... وعلّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر (متى 28: 19 و20) وقال لهم: ستنالون قوة متى حلّ الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض (أعمال 1: 8) وقد حلّ عليهم الروح القدس يوم الخمسين وصاروا يتكلمون بلغات شتى، وعمل الله على أيديهم المعجزات الباهرة. والمسيح ذاته الكلمة الأزلي نفخ وقال لهم: اقبلوا الروح القدس فقبلوه (يوحنا 20: 22). وقال لهم: ومتى ساقوكم ليسلّموكم، فلا تعتنوا من قبل بما تتكلمون ولا تهتموا، بل مهما أعطيتكم في تلك الساعة فبذلك تكلَّموا، لأنْ لستم أنتم المتكلمين، بل الروح القدس (مرقس 13: 9-11). وقال لهم: لأني أنا أعطيكم فماً وحكمة لا يقدر جميع معانديكم أن يقاوموها أو يناقضوها (لوقا 21: 15). فالمسيح وشحهم بالروح القدس ليؤهلهم للعمل العظيم وهو هداية الأنفس.

وقال بولس الرسول إنه بإعلان (أي بوحي إلهي) عرّفني بالسر... حيثما تقرأون (كتابتي) تقدرون أن تفهموا درايتي بسر المسيح ... الذي في أجيال أُخر لم يُعرَّف به بنو البشر كما قد أُعلن الآن لرسله القديسين وأنبيائه بالروح (أفسس 3: 3-5). فالرسول يشهد أن الرسل لا يتكلمون إلا بوحي إلهي. وقال في 2كورنثوس 13: 3 المسيح المتكلم فيّ وقال في 1تسالونيكي 2: 13 إذ تسلَّمتم منا كلمة خبرٍ من الله قبلتموها لا ككلمة أناس، بل كما هي بالحقيقة، ككلمة الله وقال في 1كورنثوس 2: 13 التي نتكلم بها أيضاً، لا بأقوال تعلّمها حكمة إنسانية، بل بما يعلمه الروح القدس . وغير ذلك من الشهادات بأن أقوال الرسل هي أقوال الله، وأن الله كان الناطق على لسانهم، وأنه هو الذي أعلن لهم السر العجيب الذي لا يمكن لأحد أن يعرفه، والكتاب المقدس ناطق أن الله ذاته هو الذي أعلن لهم ما يجب أن يفعلوه في هذه المسألة.

أما عن مقاومة الرسول بولس للرسول بطرس (غلاطية 2: 11) فنقول: كان بطرس الرسول يعاشر الأمم الذين بلا كتاب لهدايتهم إلى الحق، فعنّفه اليهود لأنهم كانوا يعتقدون أن الأمم أنجاس، وما دروا أن الله لا يسرّ بموت الخاطئ بل يريد له الهداية. فلما رأى بطرس إنكار اليهود عليه معاشرة الأمم امتنع عن معاشرتهم، علّهم أن يؤمنوا بالمسيح الذي تنبأت به أنبياؤهم، ومتى ارتفعوا إلى هذه الدرجة أوضح لهم أن الله لا ينظر إلى الأكل والشرب، فإنه خلق الجوف للطعام والطعام للجوف. غير أن بولس عاتبه على مراعاة اليهود، مع أن الواجب هو إظهار حق الله مرة واحدة.

فلو كان كتاب الله تلفيقاً بشرياً، لما ذكر إنكار بطرس لسيده، ولما ذُكرت فيه هذه الحادثة، فإن التبصر الدنيوي والحكمة البشرية تتستّران على هذه الأمور. غير أن الله هو إله الحق فيخبر بالحق لأنه هو مصدره.

ولو كان بين الرسل تواطؤ على غش العالم، لانكشف في هذه الحالة التي حصلت فيها هذه المؤاخذة، فبطرس الرسول أبلغ المسيحيين أن الله فتح أبواب كنيسته للأمم واليهود على حدٍّ سواء، وأزال الحجاب الفاصل بينهم وبين شعبه، وأن كل أمة تتّقيه وتؤمن بالمسيح هي مقبولة عنده (أعمال 10: 35). وبعد ذلك راعى اليهود، وهذا خطأ، والخطأ جائز في حقهم، ولكنهم معصومون في إعلان الوحي فقط.

اعتراض على أعمال 13: 39

انظر تعليقنا على متى 12: 31 و32

قال المعترض الغير مؤمن: كان حكم الختان أبدياً في شريعة إبراهيم كما في تكوين 17 ولذا بقي هذا الحكم في أولاد إسمعيل وإسحق، وبقي في شريعة موسى كما في لاويين 12: 3 وختن المسيح كما في لوقا 2: 21. ولكن الرسل نسخوه كما في أعمال 15: 1-5 . وشدد بولس الرسول في نَسْخه كما في غلاطية 5: 3-و 6: 15 .

وللرد نقول بنعمة الله : عبارة التوراة التي استشهد بها المعترض تفيد أن الختان كان علامة العهد الذي عقده الله مع إبراهيم، وهاك نص تكوين 17: 10 و11 يُختتن منكم كل ذكر، فيكون علامة عهدٍ بيني وبينكم . وقد وضعه الله ليكون علامةً بها يمتاز شعب الله عن غيره من الشعوب، ويشير إلى فسادنا الطبيعي، ويدل على ضرورة تجديدنا، ويدل أيضاً على أننا قُطعنا مع آدم الأول نائبنا، وتطعَّمنا في المسيح آدم الثاني واغتسلنا بدمه الذي يطهر من كل خطية (رومية 2: 28 و29). أما اختتان المسيح فكان ضرورياً لأنه تمم كل البر وحفظ كل الشريعة، لأنه كان طاهراً قدوساً بلا عيب، وكان مثال الطهارة والبر والطاعة والتواضع والمحبة والوداعة وكل الفضائل.

ولكن الرسل لم ينسخوا الختان، بل رفضوا القول إن الخلاص بالاختتان، فإنه ورد في أعمال 15: 1 وانحدر قوم من اليهودية وجعلوا يعلّمون الإخوة أنه: إن لم تختتنوا حسب عادة موسى لا يمكنكم أن تخلصوا . فقولهم هذا باطل، فإن الخلاص هو بالإيمان بالمسيح. والغاية من الختان هو أن يكون علامة العهد بين الله وشعبه، وإشارة إلى طهارة القلب والنية. قال الرسول بولس في رومية 2: 28 ، 29 لأن اليهودي في الظاهر ليس هو يهودياً، ولا الختان الظاهر في اللحم ختاناً. بل اليهودي في الخفاء هو اليهودي، وختان القلب بالروح لا بالكتاب هو الختان، الذي مدحه ليس من الناس بل من الله . وأوضح في رسالته إلى غلاطية أن الله لا يبالي بالأمور الصورية الخارجية، بل ينظر إلى الإيمان العامل بالمحبة وتجديد القلب من الدنس والشر، فإن الختان والغرلة والأمور الخارجية لا تفيد شيئاً في أمر الخلاص. وقد كان الختان إشارة ورمزاً إلى المعمودية، وكلاهما يشير إلى تطهير القلب من دنس الخطايا. فالختان يشير إلى خلع الخطايا، والمعمودية تشير إلى غسلنا بدم يسوع المسيح.

فمعنى المعمودية هو تطعيمنا في المسيح وختم فوائد عهد النعمة، وهو غفران الخطايا بدم المسيح، وتجديد القلب بروحه، والتبنّي في عائلته، والقيامة للحياة الأبدية. ومعناها أيضاً الختم على تعهدنا أن نكون للرب، وهي علامة فاصلة بين شعب الله وغيره من الشعوب. والحكمة في استعمال الماء فيها هي:

(1) الماء يطهرّ من الأقذار، ودم المسيح يطهر قلوبنا من أعمال ميتة.

(2) الماء يروي ظمأ العطشان، ودم المسيح يشفي الغليل.

(3) الماء يطفئ النار، ودم المسيح يطفئ لهيب غضب الله، ويطفئ نار شهوتنا التي تحاربنا.

(4) الماء يليّن الأرض الصلبة، ودم المسيح يليّن القلب القاسي.

(5) الماء ضروري للحياة، وبدون دم المسيح وروحه يهلك الخاطئ.

(6) الماء بلا ثمن، ودم المسيح وروحه مقدَّمان للجميع مجاناً.

(7) مع أن الماء ضروري لكل إنسان إلا أنه لا يفيد شيئاً ما لم يشربه، ودم المسيح لا يفيد الإنسان ما لم يؤمن به.

قال المعترض الغير مؤمن: الآيتان في أعمال 15: 16 و17 مخالفتان لعاموس 9: 11 و12 .

وللرد نقول بنعمة الله : نورد هذه الآيات ليتضح بطلان كلامه وهي: سأرجع بعد هذا وأبني أيضاً خيمة داود الساقطة، وأبني أيضاً ردمها، وأقيمها ثانية، لكي يطلب الباقون من الناس الرب، وجميع الأمم الذين دُعي اسمي عليهم، يقول الرب الصانع هذا كله . وهاك أقوال النبي عاموس: في ذلك اليوم أقيم مظلّة داود الساقطة وأحصّن شقوقها وأقيم ردمها وأبنيها كأيام الدهر، لكي يرثوا بقية أدوم وجميع الأمم الذين دُعي اسمي عليهم، يقول الرب الصانع هذا .

وليس في معاني هذين النصَّين اختلاف. وقد اقتبس الرسل هذه الآيات من النسخة السبعينية المترجمة إلى اللغة اليونانية، فإذا وجد تنوع في العبارة كان ذلك من الترجمة، ولكن المعنى واحد.

وزد على هذا أنه تقدم جواز النقل بالمعنى، ولاسيما لمن خصَّهم الله بالوحي وقوة المعجزات، فكلامهم حجة في العبادات.

انظر تعليقنا على أعمال 2: 25-28 .

قال المعترض الغير مؤمن: نسخ الرسل التوراة إلا ذبائح الأصنام والدم والمخنوق والزنا كما في أعمال 15: 24 و28 و29 .

وللرد نقول بنعمة الله : ورد في آية 24 أنه ظهر بين المسيحيين من قالوا إن الخلاص بالأعمال الخارجية، كالاختتان والشريعة الطقسية التي كانت رمزاً إلى ذبيحة المسيح. فألهم الروح القدس الرسل بأن قرروا أن الاتكال على الأمور الخارجية باطل، وأنه متى أتى المرموز إليه تم الغرض المقصود من الرمز. فمن حاول حفظ الذبائح الطقسية بعد مجيء الفادي الذي كانت ترمز إليه، يكون مثل من يرجع إلى حفظ الأبجدية بعد أن طالع العلوم. فلذا قال الرسول إن الخلاص ليس بالاختتان ولا بالناموس الطقسي، بل بالإيمان بالمسيح. ثم حضَّهم على الامتناع عما ذُبح للأصنام وعن الدم والمخنوق والزنا.

قال المعترض الغير مؤمن: جاء في اعمال 20: 9 أن أفتيخوس سقط من الطبقة الثالثة إلى أسفل، وحُمل ميتاً. ولكن جاء في آية 10 أن بولس قال عنه: نفسه فيه .

وللرد نقول بنعمة الله : وقع أفتيخوس ومات، فنزل بولس واحتضنه وضمَّه إلى صدره (آية 10) فعادت نفسه إليه. آية 9 تتحدث عن موته، وآية 10 تتحدث عنه بعد أن عادت له الحياة.

قال المعترض الغير مؤمن: لم يكن المسيحيون الأولون يعتقدون أن الرسل مصونون عن الخطأ، لأنهم في بعض الأوقات اعترضوا على أفعالهم، وذلك كما نرى في أعمال 21: 20-24 .

وللرد نقول بنعمة الله : كان جميع أئمة المسيحيين وعلمائهم يعتقدون أن كتبهم وحي إلهي، يتعبدون بتلاوتها في معابدهم ويستشهدون بها في مناظراتهم ويؤيدون بها معتقداتهم ويحاجون بها خصومهم. فلو لم يكونوا معتقدين أنها تنزيل الحكيم العليم لما جعلوها الحكم الفصل.

أما استشهاد المعترض بما ورد في أعمال 21: 20-24 فإننا نرى فيه بولس الرسول ينفي عن نفسه التهم الكاذبة التي رماه بها اليهود من أنه رفض شريعة موسى، فحافظ على النذر حسب ما ورد في سفر العدد 6: 13 ليوضح لليهود أنه مؤمن بشريعة موسى التي كانت طقوسها وفرائضها تشير إلى المسيح، وأن المسيح أتى ليكمل الناموس ولم يأتِ لينقضه. فبولس الرسول تصرف بغاية الحكمة، ونفى كل العثرات المانعة لليهود عن الإيمان. وقد كانت محبته لأمته شديدة حتى قال: أودّ لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد (رومية 9: 3).

اعتراض على أعمال 21: 24

انظر تعليقنا على أعمال 15

اعتراض على أعمال 22: 9

انظر تعليقنا على أعمال 9: 7

اعتراض على أعمال 22: 10

انظر تعليقنا على أعمال 9: 6 و7

قال المعترض الغير مؤمن: أخطأ بولس لما وبّخ رئيس الكهنة وقال له: سيضربك الله أيها الحائط المبيَّض (أعمال 23: 3) كما أنه كذب لما قال إنه لم يعرف أنه رئيس الكهنة (آية 5) .

وللرد نقول بنعمة الله : إنه لم يخطئ في شيء، فإنه لم يسحب كلامه، بل أن حنانيا هذا كان يستحق مثل هذا الزجر، لأنه أمر بضرب بولس مع أنه لم يفعل شيئاً يستوجب الضرب. فكلام بولس يدل على نزاهته وبراءته. وقوله سيضربك الله ليس هو من قبيل اللعن والغضب عليه، بل هو إعلان على أنه لن ينجو من انتقام الله. وقد تحقق ما قاله بولس، فإن حنانيا قُتل مع أخيه حزقيا. أما قول بولس لم أعرف أيها الإخوة أنه رئيس الكهنة فقول صادق، بسبب ضعف بصر بولس.

انظر تعليقنا على متى 10: 19 و20

اعتراض على أعمال 26: 16

انظر تعليقنا على أعمال 9: 6و7

قال المعترض الغير مؤمن: أقام المسيح ثلاثة من الأموات: ابنة الرئيس، وميتاً آخر ذُكر في لوقا 7 ولعازر كما ذكر في يوحنا 11. وفي أعمال 26: 23 إن يؤلَّم المسيح يكن هو أول قيامة الأموات . وفي 1كورنثوس 15: 20-23 قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين... لأنه كما في آدم يموت الجميع، هكذا في المسيح سيُحيا الجميع. ولكن كل واحد في رتبته: المسيح باكورة، ثم الذين للمسيح في مجيئه . وورد في كولوسي 1: 18 الذي هو البداءة، بكرٌ من الأموات، لكي يكون هو متقدِّماً في كل شيء . وهذه الأقوال تنفي قيام ميت من الأموات قبل المسيح، وإلا لا يكون المسيح أول القائمين وباكورتهم. وفي رؤيا 1: 5 يسوع المسيح الشاهد الأمين البكر من الأموات .

وللرد نقول بنعمة الله : المسيح هو أعظم من قام من الأموات في أنه مات وقام ولا يعود يذوق الموت بعد، فهو بكر الأموات بمعنى أنه أعظمهم، وليس بمعنى أنه أولهم. أما الذين أقامهم من الموت فذاقوا الموت بعد ذلك، وماتوا كباقي الناس بعد أن عاشوا عدة سنين. ولكن متى أتى يوم البعث فلن يذوقوا الموت وتكمل سعادتهم، ويتم بذلك نعيمهم الدائم.

ولم يكن البكر دائماً هو الابن الأكبر، بل الابن الأعظم الذي ينال نصيب اثنين. فيعقوب أبو الأسباط اعتبر أفرايم بن يوسف (وهو الصغير) الابن البكر (تكوين 48: 14) واعتبر منسى بن يوسف الابن الثاني مع أنه أول أبناء يوسف.

  • عدد الزيارات: 16434
تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457
تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.
أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.
تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.