في التوراة وأسفار العهد القديم
قلنا في فصل سابق أن الله سر الأسرار، وأنه لا يخضع بحال من الأحوال لمقاييس البشر.. فالله تبارك وتعالى فوق مقاييس المسافات، والأوزان، والمخابير المعملية.. إنه فوق الكم والكيف، لا يحده زمان ولا مكان.. يعجز العلم بكل ما وصل إليه عن إدراك حقيقة ذاته.
كيف نعرف الله وليس في مقدورنا كبشر أن نعرفه بمقاييسنا العلمية أو العقلية؟
الجواب الصحيح هو أن الله تسامت حكمته عرَّفنا بذاته وصفاته في إعلانه عن نفسه في كلمته.. وبدون إعلانه عن ذاته ما عرفناه.
وكلمة الله هي الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، والذي ثبت بالدليل العلمي، والدليل النبوي، والدليل التاريخي، والدليل الأثري، والدليل الاختباري.. إنه بكل يقين كلام الله الموحى به بالروح القدس لأنبيائه.
في هذا الكتاب الذي تؤكد وحدته العجيبة، أن الموحي به واحد، وهو الله.. فقد كتبه أربعون كاتباً على مدى ألف وخمسمئة سنة، ومع ذلك فوحدته تثير العجب وتؤكد حقيقة وحيه.
في هذا الكتاب المقدس أعلن الله عن وحدانيته الجامعة، فهو إله واحد في ثالوث عظيم.. وسنبدأ أولاً بذكر إعلانات الله تبارك اسمه عن ذاته في التوراة وأسفار العهد القديم.. واضعين نصب أعيننا أن الله أعلم بما يدل على ذاته وآثاره وصفاته، وإن علينا أن نؤمن بما أعلنه عن ذاته في كلمته.
إعلانات الله عن ذاته في العهد القديم
- عدد الزيارات: 21122