في اسفار العهد الجديد
وننقل هنا ماكتبه المستشرق العظيم الدكتور صموئيل زويمر الذي عاش في مصر ردحاً من الزمن، وتعلّم القرآن، وتحدث إلى كثيرين من علماء الأزهر وشيوخ المسلمين.
يقول الدكتور زويمر إن الله روح غير محدود. سرمدي دائم الوجود... غير متغير في وجوده وحكمته وقدرته وقداسته وعدله وحقه.. إنه لا يتجزأ ولا يتقسم ولا يتعدد ولا تحيط به الأكوان.. ويعجز عن إدراك كنه ذاته كل مخلوق وإنسان * كتاب المسيح كما يراه المسلمون صفحة 90 .
هذا هو إيمان المسيحيين الحقيقيين. وضعوه في كلمات واضحة المعاني في قانون الإيمان قبل ظهور محمد وظهور الإسلام بمئات السنين. وهذه كلمات قانون الإيمان.
نؤمن بإله واحد الآب ضابط الكل.. خالق السماء والأرض.. وكل ما يُرى وما لا يُرى.
وبرب واحد يسوع المسيح. ابن الله الوحيد.. المولود من الآب قبل كل الدهور. نور من نور. إله حق من إله حق.. مولود غير مخلوق.. ذو جوهر واحد مع الآب.. هو الذي به كان كل شيء.. الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء.. وتجسد بالروح القدس من مريم العذراء وصار إنساناً.. وصُلب عنا على عهد بيلاطس البنطي.. وتألم وقُبر وقام أيضاً في اليوم الثالث على ما في الكتب المقدسة.. وصعد إلى السماء.. وهو جالس عن يمين الآب.. وسيأتي أيضاً بمجد ليدين الأحياء والأموات. الذي ليس لملكه نهاية..
ونؤمن بالروح القدس الرب المحيي المنبثق من الآب والابن المسجود له والممجد مع الآب والابن.. الذي تكلم بالأنبياء.
ونؤمن بكنيسة واحدة جامعة رسوليه.. ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا.. وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي. آمين .
كتب المسيحيون الأولون قانون الإيمان على أساس إعلانات الكتاب المقدس الكريم.. لأنه ليس بين البشر من يستطيع أن يخبرنا بيقين سليم عن من هو الله.. وما هي صفاته وسجاياه سوى الله العلي العظيم.. وقد أعلن الله عن وحدانيته الجامعة لثالوثه العظيم.. متدرجاً في إعلانه عن ذاته بحسب ما رأى في حكمته من استعداد البشر لتقبل هذا الحق الثمين.
وليس أمام الإنسان خيار.. فإما أن يقبل بالإيمان إعلان الله عن ذاته وصفاته.. وإما أن يقع فريسة سهلة لفوضى وتشويش فلسفة الإنسان.
- عدد الزيارات: 21403