خاتمة - الإسلام والوحي السابق له
الإسلام والوحي السابق له
يبدو أن العلاقة بين الإسلام والوحي السابق له لم تكن موضوع دراسة المسلمين الأوَّلين، ولا أعرف سبباً لذلك. فمن البديهي أن يسأل المرء: إن لم يكن القرآن قد نسخ أوامر التوراة والإنجيل، فهل تلك الأوامر تظل مُلزمة للمسلم؟ ومثال لذلك الأمر بختان الصبي في اليوم الثامن لمولده، كما أمر الله إبرهيم: أَمَّا أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي، أَنْتَ وَنَسْلُكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ.,, يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ,,, فَيَكُونُ عَلَامَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. اِبْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ فِي أَجْيَالِكُمْ (تكوين 17:9-12).
ويقول القرآن إنه دين إبرهيم، ولكن المسلمين يختنون أولادهم عادة في ما بين الشهر الثالث والسادس من عمرهم، وهذا يخالف وصية الختان في اليوم الثامن.
ولنفترض جدلاً أن هناك فريقين إسلاميَّين يتحاوران، يقول أحدهما: يجب أن يتم الختان في اليوم الثامن كما أمر الله إبرهيم بينما يقول الآخر لم يعد هذا مُلزماً .. هكذا كان النزاع المسيحي أول الأمر، ولو أنه كان أكثر جوهرية في:
هل نخلص بمجهودنا في تنفيذ شريعة موسى؟ أم أننا نخلص فقط بنعمة الله ورحمته، بعد أن سدد المسيح كل شيء عنّا على الصليب؟
- عدد الزيارات: 9438