خاتمة - الخلاف بين الرسل واليهود المتنصّرين
الخلاف بين الرسل واليهود المتنصّرين
إن لم يكن النزاع بسبب الاختلاف حول الإيمان بالمسيح كمخلّص، فلماذا الاختلاف إذاً؟.. يفيدنا العهد الجديد أن النزاع بدأ لما آمن بعض الوثنيين بالمسيح، فثار سؤال: هل يُطلب منهم، علاوة على الإيمان بالمسيح المخلّص أن يُختَتنوا ويمارسوا مطالب الشريعة اليهودية؟.. هل يُطلب من الوثني أن يتهوَّد ليكمل إيمانه المسيحي؟
قال بولس: لقد دفع المسيح بكفارته دَيْن كل خاطئ يؤمن به، كهدية مجانية من نعمة المسيح. وهذا يكفي.
وقال اليهود المتنصّرون: صحيح أن كفارة المسيح تسدّد دَيْن الخطية، ولكن المرء يجب أن يطيع الشريعة الموسوية.
ويصف أعمال 15:1 تعليمهم بالقول: وَانْحَدَرَ قَوْمٌ مِنَ اليَهُودِيَّةِ، وَجَعَلُوا يُعَلِّمُونَ الإِخْوَةَ أَنَّهُ إِنْ لَمْ تَخْتَتِنُوا حَسَبَ عَادَةِ مُوسَى، لَا يُمْكِنُكُمْ أَنْ تَخْلُصُوا .
وبسبب هذا النزاع سافر بولس وبرنابا إلى أورشليم ليناقشوا الأمر مع باقي الرسل، وقال بطرس في تلك المناقشة لِمَاذَا تُجَرِّبُونَ اللّه بِوَضْعِ نِيرٍ عَلَى عُنُقِ التَّلَامِيذِ لَمْ يَسْتَطِعْ آبَاؤُنَا وَلَا نَحْنُ أَنْ نَحْمِلَهُ؟ ل كِنْ بِنِعْمَةِ الرَّبِّ يَسُوعَ المَسِيحِ نُؤْمِنُ أَنْ نَخْلُصَ كَمَا أُولَئِكَ أَيْضاً (أعمال 15:10 و11). ويمكن أن نشرح كلمات بطرس هذه بقولنا: نحن كيهود لا نَخْلُص لمجرّد أننا يهود، لكننا نخلص بقبول المسيح فنصبح مسيحيين. فليس لازماً للوثني قبل أن يصير مسيحياً أن يمارس فروض الديانة اليهودية . وقد وصل المجمع المسيحي إلى هذه النتيجة، وقرر عدم وجود داعٍ لختان الوثني الذي يريد اعتناق المسيحية. وتجد المناقشة كاملة في رسالة بولس لكنيسة غلاطية وفي سفر أعمال الرسل 10-15 وفيها ترى التوافق الكامل بين بطرس ويعقوب وبولس. وقد رفض بعض اليهود المتنصّرين قرار اجتماع أورشليم، واعتبروا بولس مسئولاً عن القرار الذي اتُّفِق عليه، واضطهدوه لذلك كثيراً.
- عدد الزيارات: 9440