Skip to main content

القرآن والكتاب المقدس

خاتمة - تأثير هذا النزاع على العهد الجديد

الصفحة 3 من 5: تأثير هذا النزاع على العهد الجديد

تأثير هذا النزاع على العهد الجديد

نجد في سفر أعمال الرسل ورسائل بولس ثلاثة مستويات للنزاع:

(أ) نزاعاً بين بولس وعابدي الوثن. فقد اعتنق وثنيون كثيرون المسيحية نتيجة وعظ بولس، فتحوّلوا من الأوثان الميتة ليعبدوا الله الحي وتوقَّفوا عن شراء الأصنام الفضية والذهبية، فغضب الصياغ لأن مكسبهم تهدّد، وأجبروا بولس أن يترك البلد (أعمال 19).

(ب) نزاعاً بين الرسل واليهود الذين رفضوا الإيمان بالمسيح. ويفيدنا أعمال 12 أن يعقوب شقيق يوحنا قُتل بالسيف، وأن بطرس أُلقي في السجن. ونقرأ في أعمال 14:19 ثُمَّ أَتَى يَهُودٌ مِنْ أَنْطَاكِيَةَ وَإِيقُونِيَةَ وَأَقْنَعُوا الجُمُوعَ، فَرَجَمُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ المَدِينَةِ، ظَانِّينَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ .

(ج) نزاعاً بين بطرس ويوحنا وبولس من جانب واليهود المتنصرين من جانب آخر. وهذا ما يتحدث عنه د. بوكاي. وإن المرء يسأل نفسه: من هو اليهودي المتنصّر؟ ألم يكن بولس وبطرس ويوحنا ويعقوب يهوداً تبعوا المسيح فصاروا مسيحيين؟ فما هو الفرق بينهم وبين اليهود المتنصّرين؟

إيمان اليهود المتنصّرين

كانوا يؤمنون ب العقيدة الإنجيلية . ولكن د. بوكاي يشير إلى دراسات الكاردينال دانيلو في اليهود المتنصرين مرات عديدة، ويقول في ص 37

إن المسيحية التي كانت أولاً يهودية مسيحية والتي درسها جيداً كتّاب محدثون مثل الكاردينال دانيلو، قد تلقَّت بشكل طبيعي جداً ميراث العهد القديم الذي ارتبطت به وثيقاً كتب الأناجيل، وذلك قبل أن يجري عليها التحوُّل الذي حدث بتأثير بولس .

وفي ص 71 يقول:

إنه (دانيلو) يضع خطوط تاريخ المسيحية ويسمح لنا بتحديد ظهور الأناجيل، وذلك في سياق يختلف تماماً عن ذلك الذي تقول به المعلومات الموجَّهة لعامة الجمهور .

وتوحي كتابة د. بوكاي للقارئ أن الكاردينال دانيلو قد وجد في كتابات اليهود المتنصرين عقيدة مخالفة للعقيدة المسيحية. ولكن الذي يقرأ كتابات دانيلو يكتشف أن ما وصل إليه من نتائج يختلف عمّا يقوله د. بوكاي. يقول دانيلو في كتابه الفرنسي لاهوت اليهودية المسيحية (37) الذي يعالج كل وثيقة تم اكتشافها حتى عام 1964:

كان هدف كتابنا هذا أن نفحص كل وثيقة وصلتنا من اليهود المتنصرين زمن المسيحية الأولى لنرسم صورة للاهوت اليهودي المسيحي. (ص 405).. ويهتم هذا اللاهوت بالتاريخ الكوني، من بدء الكون حتى سماء الله الأبدية. ويدور محوره حول ما لا يمكن قياسه من أحداث التجسّد، وحلول المسيح في جسد بشري، وكيف أخفى هذا مجد المسيح (ص 405)..

ولهذا فإن الفداء أمر كوني، فقد امتد عمل الكلمة (المسيح) إلى كل منطقة في الكون الروحي، من الهاوية (شئول) إلى السماء السابعة، ولمس كل مخلوق. والصليب هو المحور المزدوج للكون، فقد مدَّ ذراعيه ليوحّد كل أمم الناس، ورفع رأسه لتتَّصل السماء والأرض (ص 407)..

وهنا، ومبكراً جداً، وفي بعض الأحيان إلى ما وراء العهد الجديد (يقصد ما قبل الإنجيل المكتوب) نجد وجود المسيح الإلهي السابق، الابن والكلمة.. ونجد الشخص الإلهي: الروح القدس.. ونجد الميلاد العذراوي.. ونجد عقيدة الكنيسة المكوَّنة من المؤمنين من كل الأمم.. هذه وأمور أخرى لا تترك مجالاً للشك أن كل مظاهر الإيمان المسيحي بكل تعبيراته كانت وقتها كما هو اليوم (ص 408).

ومن هذا نرى أن الكاردينال دانيلو يؤكد أن اليهود المتنصرين كانوا مشتركين في العقيدة الإنجيلية عن الله والمسيح مع الرسول بولس، بل إن دانيلو يقتبس أقوال الرسول بولس في عشرة أماكن من كتابه (على الأقل) ليشرح عقائد اليهود المتنصرين.

الخلاف بين الرسل واليهود المتنصّرين
الصفحة
  • عدد الزيارات: 8862

راديو نور المغرب

تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457

شهادات صوتية

تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.

إستمع واقرأ الإنجيل

أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.

شهادات بالفيديو

تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.