خاتمة - هل يثبت هذا النزاع أن أسفار العهد الجديد لم تُكتَب بوحي الروح القدس؟
هل يثبت هذا النزاع أن أسفار العهد الجديد لم تُكتَب بوحي الروح القدس؟
هل اختلف بطرس ويوحنا ويعقوب
مع الرسول بولس
في مسائل أساسية؟
يعلن العهد الجديد أن هؤلاء الرسل كانوا أصدقاء، على اتفاق تام في العقيدة:
(أ) يقول الرسول بولس: ثُمَّ بَعْدَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدْتُ أَيْضاً إِلَى أُورُشَلِيمَ مَعَ بَرْنَابَا,,, صَعِدْتُ بِمُوجَبِ إِعْلَانٍ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمِ الإِنْجِيلَ الذِي أَكْرِزُ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ,,, لِئَلَّا أَكُونَ أَسْعَى أَوْ قَدْ سَعَيْتُ بَاطِلاً فَإِذْ عَلِمَ بِالنِّعْمَةِ المُعْطَاةِ لِي يَعْقُوبُ وَصَفَا (بطرس) وَيُوحَنَّا، المُعْتَبَرُونَ أَنَّهُمْ أَعْمِدَةٌ، أَعْطَوْنِي وَبَرْنَابَا يَمِينَ الشَّرِكَةِ,,, غَيْرَ أَنْ نَذْكُرَ الفُقَرَاءَ. وَه ذَا عَيْنُهُ كُنْتُ ا عْتَنَيْتُ أَنْ أَفْعَلَهُ (غلاطية 2: 1 و2 و9 و10).
(ب) نقرأ عن رحلة بولس الأخيرة إلى أورشليم في أعمال 21:17-20 قبل موته بنحو خمس سنوات: وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. وَفِي الغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ، وَحَضَرَ جَمِيعُ المَشَايِخِ. فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللّه بَيْنَ الأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ .
(ج) ثم نقرأ في الرسالة الثانية لبطرس الرسول: وَاحْسِبُوا أَنَاةَ رَبِّنَا خَلَاصاً، كَمَا كَتَبَ إِلَيْكُمْ أَخُونَا الحَبِيبُ بُولُسُ أَيْضاً بِحَسَبِ الحِكْمَةِ المُعْطَاةِ لَهُ، كَمَا فِي الرَّسَائِلِ كُلِّهَا أَيْضاً، مُتَكَلِّماً فِيهَا عَنْ هذِهِ الأُمُورِ، التِي فِيهَا أَشْيَاءُ عَسِرَةُ الفَهْمِ، يُحَرِّفُهَا غَيْرُ العُلَمَاءِ وَغَيْرُ الثَّابِتِينَ كَبَاقِي الكُتُبِ أَيْضاً، لِهَلَاكِ أَنْفُسِهِمْ (2بطرس 3:15 و16).
ويظهَر من هذه الآيات أن بولس سافر إلى أورشليم ليرى إن كانت تعاليمه مطابقةً لتعاليم بطرس ويوحنا ويعقوب، كما يظهَر أيضاً أنه كان على علاقة طيبة بيعقوب حتى نهاية حياته، ويسمّي الرسول بطرس رسائل بولس كتباً مقدسة.
ونقرأ في غلاطية 2:11-16 عن مواجهة بين بولس وبطرس، وبَّخ فيها بولس زميله بطرس. غير أن ما كتبه بطرس بعد ذلك يُظهِر أن هذا الاختلاف كان اختلافاً موضوعياً، وحُسم.
فلماذا يتغافل د. بوكايّ هذه الآيات؟.. لو أني أخفيتُ بعض آيات القرآن أثناء نقاش، ألا يكون هذه إساءةً للحق وإخفاءً للبراهين؟ كأني أقول إنه كان هناك خلاف بين أبي بكر وعمر وعثمان، رغم أن السُّنة تقول خلاف ذلك!
نعم كانت هناك منازعة، ولكنها كانت بين بولس وبطرس ويوحنا ويعقوب في جانب، والجماعة اليهود المتنصرين في الجانب الآخر.
- عدد الزيارات: 9437