تعاليم المسيح ومعجزاته - أسئلة
أسئلة:
وقال إلياس: واجهتني بعض الأسئلة الكبيرة. منها أن المسيح كان يدعو الله أباه (يوحنا 6:39). فماذا كان يقصد؟
جاء في مزمور 68:5 أبو اليتامى وقاضي الأرامل الله . ودعا الله إبرهيم خليله (إشعياء 41:8). فهل هذا هو المقصود بعلاقة المسيح بالآب؟
ولكن الغريب أن المسيح لم يكتفِ بأن يدعو الله أباه، بل مضى يقول أَبُوكُمُ الذِي فِي السَّمَاوَاتِ يَهَبُ خَيْرَاتٍ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ (متى 7:11) كما علّمنا أن نصلي يَا أَبَانَا الذِي فِي السَّمَاوَاتِ . ومِن المشجّع لنا أن نعرف أن الله أبونا. ولكن هل في هذا القول كفر؟
وقال المسيح إنه ا لَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ (يوحنا 6:41) فهل يقصد أنه كان مع الله في السماء مِن قبل؟ وقال أيضاً كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ اليَوْم: يارَبُّ، يارَبُّ.. فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطّ (متى 7:23). وهذا يعني أن له سلطاناً في يوم الدِّين.
وهناك مشكلة أخرى واجهتني: كان المسيح يعلّم في كفر ناحوم في أحد البيوت أمام كهنةٍ ورؤساء. وهنا كشف بعضهم السقف ودلّوا أمامه مشلولاً. وكانت رؤية مريض أمام المسيح قد أصبحت مسألة عادية. وقد توقَّع الحاضرون أن المسيح سيشفيه. وعندما رأى المسيح إيمان الرجال الذين حملوا المشلول إليه قال للمفلوج مغفورة لك خطاياك . وارتعب الحاضرون، فإن الله وحده هو الذي يغفر الخطايا. وقال رجال الدين الحاضرون في قلوبهم لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف؟ مَن يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده؟ . وعرف المسيح ما كان يدور في صدورهم، فسألهم: لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِه ذَا فِي قُلُوبِكُمْ؟ أَيُّمَا أَيْسَرُ: أَنْ يُقَالَ لِلْمَفْلُوجِ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ، أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ؟ (مرقس 2:8 و9).
وكنت على وشك أن أقول: الأسهل أن تشفيه. وخفتُ أن يستدير نحوي ويقول: إن كان هذا سهلاً، فلماذا لا تشفيه أنت؟ فسكتُّ.
ولما لم يجاوب أحد، قال المسيح لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لِا بْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الخَطَايَا - قال للمفلوج لَكَ أَقُولُ قُمْ، وَاحْمِلْ سَرِيرَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ .
فقام الرجل وحمل سريره ومشى (مرقس 2:5-12).
فماذا نقول عن كل هذا؟ لقد قال إن لابن الإنسان سلطاناً أن يغفر الخطايا. فما معنى أنه ابن الإنسان ؟ وكيف يغفر الخطايا؟.. لو كان كاذباً لما أكرمه الله وشفى المشلول على يديه. إن له سلطاناً على ما نراه، ولا بد أن له سلطاناً على ما لا نراه.
لقد سمعتُه يقول إنه نزل من السماء، وإن له سلطاناً يوم الدّين، وإنه يغفر الخطايا. وسمعنا الشياطين تناديه ابن الله و قدوس الله . قد نقول إن هذا كذب وكفر. ولكن ماذا أقول وقد أقام ابن جارتنا من الموت؟ بل إنه منذ قام لم يعاوده المرض! كما أن حماتي منذ منحها الشفاء استعادت قوتها البدنية كاملة.
أما أنا فقد أكلتُ من الخبز والسمك. رأيت بعيني السمكتين مع الولد، ولكني أكلت ست سمكات! أؤكد إذاً أنه المسيح المنتظَر. ولكنه رفض أن يملّكوه عليهم. ولم يستطع عقلي أن يستوعب هذا الرفض الغريب!
- عدد الزيارات: 10382