تعاليم المسيح ومعجزاته - موتٌ ثم حياة
موتٌ ثم حياة:
وقال إلياس: صحيح أن جارتنا طيبة لكنها كثيرة الكلام، فلم نُلقِ بالاً لما روته عن المعلم الشاب.. ولكن مثل هذه القصص بدأت تصل مسامعنا من كل نواحي الجليل. وذات يوم صُدِمنا صدمةً هائلة. لقد مات الابن الوحيد لجارتنا الأرملة الفقيرة. كان يسعل كثيراً، لكنه في تلك الليلة تعب جداً، ولم تنفعه كل الأدوية والأعشاب. وكسر الحزن العميق قلبها تماماً. وكان حزننا كبيراً لعجزنا عن مساعدتها إلا في دفن ابنها. وأخذنا طريقنا إلى المدافن، وكنا نفراً قليلاً، نحو خمسين، فالميت ابن أرملة فقيرة. وأخذتُ دوري في حمل النعش. وما أن وصلنا خارج البلد حتى رأينا جمعاً كبيراً. وفي العادة يفسحون الطريق للجنازة، ولكن هذه المرة خرج من وسط هذا الجمع شاب اتَّجه نحونا مباشرة. ولم أنتبه له حتى وصل إلينا ولمس النعش، فوقفنا. وقال أيها الشاب، لك أقول: قم! . ولن تصدقوا! لقد جلس الميت وبدأ يتكلم. وتهامس الناس إنه يسوع الناصري . فنزعنا الأكفان عن الميت، ودفعه يسوع إلى أمه (لوقا 7:14 و15). وساد صمتٌ، ثم أخذ المشاهدون يسبّحون الله، وأسرعوا يهنئون الأم والابن. ولفرط فرحي هنّأتُها ثلاث مرات وهنأتُ ابنها خمس مرات! وفكرتُ أن أربت على كتف يسوع شاكراً ولكني لم أجرؤ، فمَن يربت على كتف معلم ديني عظيم! وفي ذهول قال الناس قام فينا نبي عظيم! .
وبعد شهور قليلة:
وقال إلياس: وبعد شهور قليلة قررت أنا وزوجتي أن نفحص الأمر مليّاً لسببين، أولهما أن حماتي كانت مريضة بتصلب المفاصل، ولم تكن تقدر أن تتحرك بسهولة ولا أن تنتصب. فأردنا أن نعرف إن كان يسوع يقدر أن يشفيها. أما ثانيهما فهو أني أردتُ أن أسمع بنفسي تعاليم هذا الواعظ. قال البعض إنه سيكون ملكاً. وقال آخرون إنه يتكلم عن ملكوت الله وعن أنه داخلنا . واتفق الجميع أنه المسيح المنتَظر. فأردت أن أكتشف لنفسي.
وفي فصل الربيع عهدتُ برعاية ماشيتي لأخي، واستأجرت عربةً لنقل حماتي وعائلتي إلى كفر ناحوم. وقضينا ليلتنا الأولى هناك عند عوبديا الذي كان يعرف تلميذي يسوع: بطرس وأندراوس معرفة قريبة. وفي اليوم التالي اتجهنا إلى بيت صيدا شمال شرق بحر الجليل. ومع أن الطريق التي عبَّدها الرومان سهَّلت سفرنا، إلا أننا كنا نتوقف لنستريح كثيراً بسبب مرض حماتي. ومع أني أكره الرومان إلا أني أعترف أنهم عبَّدوا الطرق!
وكان المعلم يعلّم في الجانب الآخر من نهر الأردن، فكان كثيرون يتّجهون إلى حيث هو، فسافرنا معهم. ووصلنا في منتصف اليوم الثالث، وكان كثيرون هناك، فجلسنا على جانب التل نستمع لتعاليمه.
- عدد الزيارات: 10383