تعاليم المسيح ومعجزاته - مائدة مشبعة ومقدسة
مائدة مشبعة ومقدسة:
وقال إلياس: وعند نهاية النهار كان الناس قد تعبوا، وكان الأولاد يجرون وراء بعضهم ويصرخون. وكان طعامنا قد نفد، وبدأنا نفكر في الرجوع إلى البيت. فالتفت المسيح إلى تلميذه فيلبس وقال: كيف نطعم هذا الجمهور؟ فأجابه لو أنفقنا ما يوازي أجر عامل في ثمانية شهور لما كان كافياً لشراء خبز ليأكل هؤلاء . وقال أندراوس هنا غلام معه خمس خبزات من شعير وسمكتان. ولكن ما هذا لمثل هؤلاء؟ . وهنا أمر المسيح أن يجلس الناس. وكان المكان مخضرّاً بالعشب، فجلسوا عليه صفوفاً صفوفاً، مئة مئة، وخمسين خمسين. وقد أحصيتُ مئة صف من الخمسينات. نعم. كان هناك خمسة آلاف. وَأَخَذَ يَسُوعُ الأَرْغِفَةَ وَشَكَرَ، وَوَزَّعَ عَلَى التَّلَامِيذِ، وَالتَّلَامِيذُ أَعْطَوُا المُتَّكِئِينَ. وَكَذ لِكَ مِنَ السَّمَكَتَيْنِ بِقَدْرِ مَا شَاءُوا .
ولم أرَ في حياتي شيئاً شبيهاً بهذا. لقد أكلتُ وحدي رغيفاً كاملاً وست سمكات. ولما انتهينا من الأكل جَمَعُوا وَمَلَأُوا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مِنَ الكِسَرِ، مِنْ خَمْسَةِ أَرْغِفَةِ الشَّعِيرِ التِي فَضَلَتْ عَنِ الآكِلِينَ. وَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ التِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: إِنَّ هذَا هُوَ بِالحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى العَالَمِ! وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكاً، انصَرَفَ أَيْضاً إِلَى الجَبَلِ وَحْدَهُ (يوحنا 6:1-15).
وبعد ذلك وعظ المسيح وقال: أَنَا هُوَ خُبْزُ الحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلَا يَجُوعُ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلَا يَعْطَشُ أَبَداً.. لِأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ، لَيْسَ لِأَعْمَلَ مَشِيئَتِي، بَلْ مَشِيئَةَ الذِي أَرْسَلَنِي.. لِأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ الذِي أَرْسَلَنِي: أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى الابْنَ وَيُؤْمِنُ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي اليَوْمِ الأَخِيرِ (يوحنا 6:35-40).
وكان علينا أن نعود سريعاً لأن فرحنا بشفاء حماتي جعلنا نسافر بأسرع ما تستطيع العربة أن تجري، فاستغرقنا في رحلة العودة يوماً ونصف اليوم فقط. وياله من اختبار عظيم!
- عدد الزيارات: 10386