تعاليم المسيح ومعجزاته - بدء خدمة المسيح
بدء خدمة المسيح:
اسمي إلياس، أسكن مع زوجتي في قرية نايين التي تبعد عن الناصرة نحو 9 كيلومترات. ومنذ ثلاث أو أربع سنوات بدأنا نسمع قصصاً عن رجل دين يُجري معجزات في كفر ناحوم. وقد أخبرتنا جارتُنا الأرملة الفقيرة أن لها ابن عم في كفر ناحوم اسمه عوبديا سمع معلّماً شاباً من الناصرة يعظ في مجمع بلده بطريقة تختلف عن طريقة تعليم سائر الوعّاظ، فقد كان يعلّم بسلطان، وكأنه يعرف الله معرفة شخصية. وبعد الوعظ كان في مجمعهم رجل مسكون بروح شرير، صرخ في المعلّم الشاب: مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ! أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ، قُدُّوسُ اللّه . واتّجهت أبصار الجميع نحو الواعظ الشاب الذي قال للروح النجس: اخْرَسْ وَاخْرُجْ مِنْهُ فصرع الروحُ النجس الرجلَ المسكون، وصاح بصوت عظيم وخرج منه. وكان بالمجمع نحو مئتي شخص، بعضهم احتضنوا الرجل الذي شُفي، وبعضهم اغتاظوا لأن الروح الشرير قال إن المعلم الشاب قدوس الله . ولكن معظمهم كانوا مبهورين يقولون: مَا هذَا؟ مَا هُوَ هذَا التَّعْلِيمُ الجَدِيدُ؟ لِأَنَّهُ بِسُلْطَانٍ يَأْمُرُ حَتَّى الأَرْوَاحَ النَّجِسَةَ فَتُطِيعُهُ! (مرقس 1:22-27).
وقال عوبديا إن هناك أعظم من ذلك، فإن قريباً له صياد سمك اسمه بطرس كان يصيد طول الليل مع أخيه أندراوس دون أن يصيد سمكة واحدة، عندما جاء ذلك الواعظ ومعه نحو مئة رجل، وطلب أن يستعير قارب بطرس ليجلس فيه. وبعد الوعظ قال لسمعان: ابْعُدْ إِلَى العُمْقِ وَأَلْقُوا شِبَاكَكُمْ لِلصَّيْدِ . فتضايق بطرس أول الأمر من ذلك الواعظ، لأنه يظن أنه يعرف أكثر منه في أمور الصيد، ولكنه لم يشأ أن يُخجِل رجل دينٍ، فقال له: يَا مُعَلِّمُ، قَدْ تَعِبْنَا اللَّيْلَ كُلَّهُ وَلَمْ نَأْخُذْ شَيْئاً. وَل كِنْ عَلَى كَلِمَتِكَ أُلْقِي الشَّبَكَةَ وَلَمَّا فَعَلُوا ذ لِكَ أَمْسَكُوا سَمَكاً كَثِيراً جِدّاً، فَصَارَتْ شَبَكَتُهُمْ تَتَخَرَّقُ. فَأَشَارُوا إِلَى شُرَكَائِهِمُِ الذِينَ فِي السَّفِينَةِ الأُخْرَى أَنْ يَأْتُوا وَيُسَاعِدُوهُمْ. فَأَتَوْا وَمَلَأُوا السَّفِينَتَيْنِ حَتَّى أَخَذَتَا فِي الغَرَقِ! (لوقا 5:3-6).
ومضت الأرملة تقول إن عوبديا ساعد بطرس وأندراوس في حمل السمك إلى البيت، وهناك وجدوا حماة بطرس مريضة بحمى شديدة. وإن بطرس دعا المعلم ليتناول الغداء معه، ثم أخبروه عن المريضة، فأقامها ماسكاً بيدها، فتركتها الحمى حالاً وصارت تخدمهم (مرقس 1:30 و31). وقد جرت هاتان المعجزتان في يوم واحد، بالإضافة إلى المعجزة التي جرت في المجمع. ولكن الأكثر من ذلك أنه لما صار المساء قدَّموا إليه جميع السقماء والمجانين، وكانت المدينة كلها مجتمعة على الباب، فشفى كثيرين كانوا مرضى بأمراض مختلفة، وأخرج شياطين كثيرة، ولم يدع الشياطين يتكلمون لأنهم عرفوه (مرقس 1:32-34).
ثم مضت الأرملة تقول: لم أذهب إلى كفرناحوم أبداً، ولكن عوبديا يقول إنها في مثل مساحة نايين، يسكنها 4000 نفس، ويقول إن نحو 500 شخصاً كانوا حول الباب، وإن مريضاً جاء من كل بيت تقريباً. ويقول إن المسيح شفى في تلك الأُمسية نحو 50 مريضاً، حتى قال أهل كفر ناحوم إنه لَمْ يَظْهَرْ قَطُّ مِثْلُ هذَا فِي إِسْرَائِيلَ ,
(متى 9:33).
- عدد الزيارات: 10381