Skip to main content

في ضوء التاريخ والعقل والدين

الإعلان عن صلب يهوذا عوضاً عن يسوع - أسباب اعتقاد المسيحيين بصلب المسيح

الصفحة 5 من 5: أسباب اعتقاد المسيحيين بصلب المسيح

 

4 - أسباب اعتقاد المسيحيين بصلب المسيح:

أما المسيحيون فيبنون اعتقادهم بصلب المسيح على الأدلة الآتية:

أ - الأدلة الكتابية:

أعلن الكتاب المقدس، الذي أثبتنا صدقه في الجزء الأول من هذا الكتاب، صلب المسيح بكل جلاء ووضوح. فقد سجّلت البشائر حادثة صلبه بالتفصيل، كما أشارت إليها الرسائل أكثر من مائتي مرة عند الحديث عن محبة الله للخطاة، وغير ذلك من الموضوعات. فضلاً عن ذلك فإن أنبياء العهد القديم تنبأوا عن صلب المسيح نبوّات متعدّدة في عصور متفاوتة. وتدل القرائن على صدق ما ذكروه جميعاً.

ب - الأدلة التاريخية:

(1) أشار تلمود اليهود وكتبهم التاريخية القديمة والحديثة، وكذلك الكتب التي ألفها مؤرخو اليونان والرومان في القرنين الأول والثاني، إلى محاكمة المسيح وصلبه.

(2) هناك مؤلفات كثيرة لكتَّاب مسيحيين عاشوا في القرون الثلاثة الأولى مثل أكليمندس وأغناطيوس وبوليكاربوس وترتوليان وبابياس ويوستينوس ومثوديوس، تعلن أن المسيح رضي بآلام الصلب ليكون كفارة عن البشر أجمعين. وهذه الكتب محفوظة إلى الآن في المتاحف ودور الكتب الأوربية.

(3) هناك كتب دينية كُتبت بعد ظهور الإسلام بقرن من الزمان تعلن أن المسيح مات مصلوباً، أقربها كتاب صلاة يرجع إلى القرن الثامن، عثر عليه أساتذة من جامعة شيكاغو في ديسمبر (ك1) 1965 بمنطقة قصر الوز في بلاد النوبة (السودان). وقد جاء فيه أن المسيح خاطب الصليب قائلاً: أيها الصليب المقدس! سوف أصعد إليك. سوف يشنقونني فوقك. وسوف تكون شاهدي . (عن جريدة الأهرام القاهرية 26 ديسمبر (ك1) 1965).

(4) فضلاً عن ذلك، فإن التاريخ يسجل لنا أنه في سنة 325م عُقد في نيقية عاصمة بيثينية في آسيا الصغرى مجمع بأمر قسطنطين الأكبر، حضره 318 أسقفاً من جميع أنحاء العالم، وكثير من القسوس والعلماء أيضاً، لوضع قانون للإيمان المسيحي بمناسبة انتشار بدع الغنوطسيين وغيرهم، فتمّ وضعه في هذه السنة. ويقول مطلعه: بالحقيقة نؤمن بالهٍ واحد . وجاء فيه يسوع المسيح تأنس وصُلب عنا في عهد بيلاطس البنطي وتألم وقُبر، وقام من الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب المقدسة . ولا يزال هذا القانون معروفاً لدى جميع المسيحيين على اختلاف طوائفهم.

ج - الأدلة الأثرية:

(1) اكتشف علماء فرنسيون صورة الحكم الذي أصدره بيلاطس البنطي بصلب المسيح، أثناء مرافقتهم الجيش الفرنسي في زحفه إلى إيطاليا سنة 1280م.

(2) كما اكتشف العلماء الألمان الرسالة التي أرسلها بيلاطس إلى طيباريوس قيصر، مبيّناً فيها الأسباب التي دعت إلى صلب المسيح، في روما سنة 1390م.

(3) هناك آثار متعددة من صور بالزيت وحفر على قطع من الخشب والحجر الرخام، يرجع تاريخها إلى القرنين الأول والثاني، تدل على أن اليهود صلبوا المسيح. وقد نقل الصور الفوتوغرافية لها كثير من العلماء. اقرأ مثلاً كتاب الاكتشافات الحديثة وصدق وقائع العهد الجديد، للسير وليم رمزي .

(4) القبر الذي دُفن المسيح فيه، موجود إلى الآن في أورشليم خالياً من جسده، ويزوره كل عام ملايين المسيحيين منذ القرون الأولى، مما يدل على أن المسيح مات ودُفن، وأنه قام بعد ذلك من الأموات، كما سجل الكتاب المقدس.

د - الأدلة العقلية:

(1) كان الصليب مكروهاً من جميع الناس قبل ظهور المسيحية، لأنه كان آلة الإعدام التي يُقتل عليها أشر المجرمين. لكن المسيحيين اعتادوا منذ القرون الأولى للمسيحية أن ينقشوا رسمه على أيديهم ومعابدهم، وعلى منازلهم ومقابرهم أيضاً، كما اعتاد ملوكهم أن يزيّنوا به تيجانهم وعروشهم، وما زالت بعض الدول تزيِّن به أعلامها، مما يدل على أن الصليب حمل منذ ذلك العهد فكرةً مجيدةً وثقة أكيدة بأن المسيح الذي اعتادوا أن ينقشوا رسم صليبه في كل مكان، هو فاديهم ومخلصهم الكريم.

(2) لم يكن الذين نادوا بصلب المسيح أعداء له (حتى كان يجوز الظن أنهم أرادوا التشهير به) بل هم تلاميذه الذين أحبوه وتركوا كل شيء وتبعوه. وإذا كان التلاميذ المخْلصون يكرمون معلّمهم، ويحاولون أن يُبعِدوا عنه كل ما يهين سمعته أو يحقّر من شأنه، فلا بد أن ما قاله تلاميذ المسيح عن صلبه قد حدث فعلاً أمام عيونهم.

(3) لو أن هؤلاء التلاميذ نالوا من وراء المناداة بصلب المسيح مالاً أو جاهاً، لكان من الجائز أيضاً الطعن في تاريخية الصليب بدعوى السعي وراء هذا أو ذاك، لكنهم بالعكس، لم يُقابَلوا إلا الهزء والسخرية والتهكم والازدراء. وبما أنه ليس من المعقول أن تختلق جماعة من الناس (لا سيما إذا كانت متباينة في السن والثقافة والطباع) أمراً لا حقيقة له، يتحمّلون في سبيله الآلام والاضطهادات، ومع ذلك يواظبون على المناداة به، فلا بد أن كل ما قاله تلاميذ المسيح عنه قد حدث فعلاً أمام عيونهم كما ذكرنا.

الصفحة
  • عدد الزيارات: 21202
تابعوا وشاركوا في برنامج مسيحي حواري مباشرة على الهواء من راديو نور المغرب، تواصلوا معنا عبر الواتساب أو اتصلوا بالرقم: +212626935457
تعالوا معنا لنستمع إلى شهادات واختبارات لأشخاص آمنوا بالسيد المسيح من كافة أنحاء العالم العربي، وكيف تغيرت حياتهم عندما تقابلوا مع المسيح.
أستمع واقرأ الإنجيل مباشرة عبر موقعنا لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح ومميزة أفكار القلب ونياته.
تعالوا معا نشاهد هنا قصص واقعية لأشخاص إنقلبت حياتهم رأسا على عقب وعبروا من الظلمة إلى النور بعدما تعرفوا على السيد المسيح مخلص العالم.