الإعلان عن صلب يهوذا عوضاً عن يسوع - آراء المسلمين القائلين بصلب المسيح أو موته لفترة ما
3 - آراء المسلمين القائلين بصلب المسيح أو موته لفترة ما، وأسبابها:
(أ) آراء القائلين بصلب المسيح:
(1) قال الربيع بن أنس: إن الله توفى المسيح حين رفعه إلى السماء . وقال وهب: المسيح تُوفي ثلاث ساعات . وقال ابن إسحق: المسيح تُوفي سبع ساعات، ثم أحياه الله ورفعه (تفسير الإمام الرازي ج 2 ص457-458).
(2) وقال مالك: من المحتمل أن يكون المسيح قد مات حقيقةً وأنه سيحيا في آخر الزمان ويقتل الدجال (شرح الآبي والسنوسي ج 1 ص295).
(3) وقال إدريس: الله أمات المسيح ثلاثة أيام، ثم بعثه ورفعه (تفسير ابن كثير لآل عمران 3: 55).
(4) وقال أيضاً بصلب المسيح وموته: ابن حزم، وأبو علي الجباتي المعتزلي، وأتباع قاديان المنتشرون في إيران والهند وباكستان (نظرة عابرة على مزاعم من ينكر نزول عيسى ص 8 و30 و32). أما مرزا غلام أحمد رئيس طائفة الأحمدية (التي ينتمي إليها الداعية الإسلامي أحمد ديدات من جنوب أفريقيا) فقال: إن المسيح صُلب، لكن أتباعه أنزلوه عن الصليب قبل أن يموت .
(5) وقال إخوان الصفا في القرن الرابع للهجرة عن المسيح: وخرج في الغد وظهر للناس وجعل يدعوهم ويعظهم حتى أُخذ وحُمل إلى ملك إسرائيل، فأمر بصلبه. فصُلب وسُمِّرت يداه على خشبة الصليب، وبقي مصلوباً من ضحوة النهار إلى العصر. وطلب الماء، فسُقي الخل. وبعد ذلك طُعن بالحربة ودُفن مكان الخشبة، ووُكل بالقبر أربعون نفراً، وهذا كله بحضرة أصحابه وحوارييه. ثم اجتمع هؤلاء بعد ثلاثة أيام في الموضع الذي وعدهم أن يتراءى لهم فيه (أي بعد قيامته من الأموات) فرأوا تلك العلامة التي كانت بينه وبينهم. وفشا الخبر في بني إسرائيل أن المسيح لم يُقتل (رسائل إخوان الصفا ج 4 ص30). والسبب في هذا الخبر هو (طبعاً) أن من يُقتل يموت ولا يقوم، أما المسيح فقام بعد موته.
(6) وقال الشيخ أحمد بن يعقوب في القرن الثالث للهجرة في كتابه (تاريخ اليعقوبي ج 1 ص64) نقلاً عن إنجيل المسيحيين إنه لما طلب اليهود من بيلاطس أن يصلب المسيح، قال لهم: خذوه أنتم واصلبوه، وأما أنا فلا أجد عليه علة . فقالوا قد وجب عليه القتل لأنه قال إنه ابن الله . فأخرجه بيلاطس وقال لهم: خذوه أنتم واصلبوه . فأخذوا المسيح وأخرجوه وحمّلوه الخشبة التي صلبوه عليها.
(7) وقال الإمام محسن فاني في كتابه الدابستاني في القرن التاسع للهجرة: إنهعندما قبض اليهود على عيسى بصقوا على وجهه المبارك ولطموه. ثم أن بيلاطس، حاكم اليهود، جَلَده حتى أن جسمه من رأسه إلى قدمه صار واحداً... ولما رأى بيلاطس إصرار اليهود على صلب عيسى وقتله، قال: إني بريء من دم هذا الرجل، وأغسل يديَّ من دمه . فأجاب اليهود: دمه علينا وعلى أولادنا . ثم وضعوا الصليب على كتف عيسى، وساقوه للصلب (عن كتاب المسيح كما يراه المسلمون لصموئيل زويمر ص82).
(8) وقال شوقي (أمير الشعراء) مخاطباً المسيح في قصيدته الأندلس الجديدة :
عيسى! سبيلك رحمةٌ ومحبةٌ
في العالمين، وعصمةٌ وسلامُ
ما كنتَ سفَّاك الدماءِ، ولا امرأً
هان الضِّعافُ عليه والأيتامُ
يا حاملَ الآلامِ عن هذا الورى
كثُرت عليهِ باسمِك الآلامُ
خلطوا صليبَك والخناجرَ والمُدَى
كلٌّ أداةٌ للأذى وحِمامُ
(9) وقال الأستاذ علي محمود طه مخاطباً المسيح:
نسيَ القومُ وصاياك وضلّوا وأساءوا
وكما باعوك يا منقذُ، بِيعَ الأبرياءُ
يا قوياً لم يهنْ يوماً عليه الضعفاءُ
وضعيفاً، واسمُه يُصرَعُ منه الأقوياءُ
وأنا المسلم لا يُجحَدُ عندي الأنبياءُ
أنت في القرآنِ حبٌّ وجمالٌ ونقاءُ
عَجَبٌ فِديتك المُثلى وفي القولِ عزاءُ
ألهذا العالمِ الشرّيرِ؟ قد ضاع الفداءُ!
(جريدة الأهرام القاهرية - 25 ديسمبر 1942).
(10) وقال الشاعر والفنان المصري محمد نجيب سرور في ديوانه لزوم ما يلزم يتخيل حديثاً دار بين المسيح وتلاميذه، جعل عنوانه العشاء الأخير :
- غداً أكون على الصليب، أنا العريس!!
- نفديك بالدم يا معلم 00 بالنفوس 00
- لا تكذبوا، فلسوف يُسْلمني الذي منكم يشاركني الغُموس!!
أأنا أخونُكَ؟
- أنت قلت!
- وأنا؟
- ستنكرُني ثُلاثاً قبلما الديكُ يصيحْ
- إنّا لنُقسِم يا مسيحْ
- لا تُقسِموا 00 فغداً أكونُ على الصليبْ
وَغَداً لناظِرِهِ قريبْ!!
ب - الأسباب التي بنى عليها الأشخاص المذكورون آراءهم:
إذا استثنينا الشيخ أحمد بن يعقوب، والأشخاص السابق ذكرهم، في بندي (1 و4) بوصفهم مخدوعين أو متأثرين بالعقيدة المسيحية من جهة صلب المسيح (كما يقول البعض) فإن الباقين، كلهم أو بعضهم، يكونون قد قالوا بصلب المسيح أو موته لعدم موافقتهم على الرأيين الخاصين بصلب أحد الناس عوضاً عن المسيح، للأسباب التي ذكرناها أو لأسباب غيرها.
- عدد الزيارات: 21201